الأقباط متحدون | أبو مقار.. تاريخ من التسامح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٢ | الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ | ١١ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أبو مقار.. تاريخ من التسامح

الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ - ٥٩: ٠٣ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: سالي محمود
دير أبو مقار...اتسعت مساحته  التي وضعته على رأس قائمة الأديرة المصرية للجميع،  واحتل مرتبة تاريخية عريقة منذ القدم فهو مخبأ الفارين من الاضطهاد الروماني، ومنبع  لحركة ثقافية امتدت لقرون.

أثر شامخ يرتحل إليه السياح أينما كانت ديانتهم متحملين مشقة السفر لآلاف الكيلومترات للتعرف على جزء أصيل من تاريخ أقباط مصر، خاصة أن جدرانه شهدت الاضطهاد والقتل من الأباطرة الرومان لمسيحي مصر الأوائل وهروبهم من السيف الغاشم ثم ترهبن العديد منهم على مدار السنين  بالدير .

وشهدت ربوع الدير واقعة لازال يرويها معاصروها باندهاش شديد خاصة وأنها حدثت في عهدنا القريب حيث علا صوت الفتنة والتفكيك على صوت المواطنة؛ ففي نفس الوقت الذي كان البعض  يبث دعوات التفرقة بين عنصري الأمة كان الأب "متى"، الأب الروحي للدير معتكفاً  في خلوته لا يخرج منها إلا نادراُ إلي أن علم أن المسجد المجاور للدير يعمه الظلام وأن المسلمين في تلك المنطقة النائية يصلون في الظلام فلم يرضى ذلك وخرج عن أعتكافه  مصدراُ أوامره بإمداد المسجد بالكهرباء من الكابلات الرئيسية للدير قائلاً " انه بيت من بيوت الله " .

دير أبو مقار.. ذلك الدير القابع في قلب صحراء وادي النطرون المحاط بالهدوء ورائحة التاريخ السحيق والمقدس، والذي تمتد مساحته الشاسعة أمامك بحيث يعجز بصرك عن إدراك آخر مداها.

تبلغ مساحته 2700 فدان أي أنه أكبر من دولة الفاتيكان نفسها،  وهو ليس مجرد صوامع متجاورة للرهبان فحسب بل إنه يحمل عبق الحقبة القبطي ، حيث يوجد به  ثلاث كنائس تاريخية أولها ‏ كنيسة الأنبا مقار،  كنيسة التسعة والأربعين شهيدا، وهم رهبان لم يسعفهم الحظ للهرب وقتلوا جميعاً أبان عصور اضطهاد  الديانة المسيحية،  وأخيراً كنيسة الشهيد‏(‏ أبا سخيرون‏)‏ ، هو راهب قبطي قتل بأمر من الحاكم الروماني دقلديانوس.

وجاءت الاكتشافات التنقيبية الحديثة إبان عهد الأب متى المسكين لتوجه أنظار المسلمين نحو دير أبو مقار، وتزيد من أعدادهم الزائرة له حيث تم العثور على  رفات ثلاثة أجساد كاملة لم يأكلها التراب.

 وأشارت الإحتمالات إلي أن إحدها جسد نبى الله يحيى أو "يوحنا المعمدان " كما يطلق عليه فى المسيحية، حيث يؤكد مؤرخوا .

ويعد الدير قبلة للباحثين المعنيين بالحقبة القبطية نظراً لأنه من أقدم الأديرة بالإضافة إلى أن بين جدرانه دارت حركة ثقافية ذات تاريخ ممتد من الترجمة والنشر وتحوى مكتبته على حوالي288 كتاباً يرجع أقدمها إلي 1018 ميلاديا، منها أقدم ترجمات الكتاب المقدس من اللغة اليونانية إلي العربية .

دير أبو مقار أثر باقي منذ آلاف السنين، كان شاهداً على التسامح، و جزء أصيل من التاريخ المصري ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :