الأقباط متحدون | توتة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٤ | الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ | ١٠ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

توتة

الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
اسمحوا لي أن أدلع تونس، وأقول لها يا توتة، -فهي تستحق هكذا كما أظن- وتوتة منورة بأهلها، وثائرة بشبابها، وعامرة بشعرائها، بيت واحد كتبه أبو القاسم الشابي كان له فعل السحر في بلاده وشعبه، وآلاف الأبيات يكتبها شعراء آخرين في بلاد أخرى لم تحرك إلا أفواههم، ليقولوا الله، أو آه أو يقولوا كلاااام كتييير، والكلام حلو، وحضرتك حلو، وفيه شعوب تثور بالفعل، وشعوب تانية تثور في الأحلام، وشعوب تتكلم وتعمل مكلمة، ويقولوا كلام كبير وتخين.

الكلام كويس، قد يحرك القلوب، ويعصف بالأذهان، لكن قلما يحرك القوة الضاربة بالشعوب، إلا عند الشعب المستعد للحركة، فهناك شعوب عايزة تتحرك وشعوب عايزة تتكلم، وشعوب عايزة تعيش، وشعوب راضية بقليلها، بثقافة تعبانة مريضة من فصيلة "من رضي بقليله عاش"، و"امشي سنة ولا تخطي أنة"، و"طاطي لغاية ما الريح تعدي"، وينسون أنه لا يجب أن تخاف من صوت الرصاص، فالرصاصة التي ستقتلك لن تسمع صوتها، ويتذكرون أن "الجري نصف الجدعنة"، فيعيشون تحت ال.... طبعًا أنا أقصد خط الفقر، مش تحت حاجة تانية، وحكامهم يعيشون فوق الدماغ، وحضرتك تثور، وترفض، وتندد، وتشجب، وتدعي على من ظلمك، وفي الآخر تقول "يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم"، فترتاح وتهدأ، وتفوض أمرك لربنا، وتكشف رأس حضرتك تدعي عليهم، وأقصى ما تستطيعه هو الانسحاب وتركهم يعيثون فيك فسادًا.

وممكن حضرتك تشغل موسيقى هادئة، وتسترخي ناسيًا أو متناسيًا مصائب من ظلمك، وممكن هما يقنعوك أو يقنعوا من حولك، أو يقنعوا أنفسهم من باب تسكين ضميرهم- هذا إن وُجِد ضمير لهم – ويقولوا لك إن عندك عقدة اضطهاد، وإنت مش مقصود، والظلم موجود في كل حتة، يعني حاتيجي عليك، ما تتظلم وتسكت، لكن توتة ثارت، وثار شعبها، توتة الخضراء كانت خضرة الشريفة لم تبع نفسها لحكامها، بل حولت القلم الذي نزل على خد شاب من شبابها لشلوط أطاح بمن حكمها وظلمها وقهرها.

والفرق بين تونس وأي شعب آخر، هو أن الشعب في البلد التانية رغم غضبه الكبير إلا أنه ينتظر غيره يقوم بالثورة، ينتظر أن يصحو ضمير من يظلمه، ينتظر المعجزات في زمن تقل فيه المعجزات، أن شعب ... يكتفي بأمانيه في الحرية ويثق –وهو الأمر  العجيب- أن الإصلاح حايجي من فوق، طب بالذمة إزاي تيجي دي إزاي من ظلمك واستعبدك واستحلى واستطعم طعم عبوديتك، فجأة يكره تلك العبودية ويحررك من قيدك، ومن الفروق أيضًا أن هناك شعوب تعيش على المسكنات والمنسيات ولا تؤمن بدور الأدوية، وتقودها عاطفتها ولا تهتم بعقلها.

المختصر المفيد سأل الممكن المستحيل، أين تسكن؟ قال: في أحلام العاجز.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :