- سير "مجدي يعقوب".. أمير القلوب
- جنايات "المنيا" تقضي بحبس مسيحي 3 سنوات لضرب مسلم أدى لموته، و"رمزي": سنطعن على الحكم
- البابا بطرس الأول.. دماؤه ختام لسفك دماء المسيحين
- أقباط "كندا": ما يحدث للمسيحيين تطهير عرقي يُمارس ضد شعب مسالم أعزل
- النائب "جمال أسعد": المناخ الطائفي مازال قائمًا، ويمثل خطورة على الوطن
بن علي يتحدث إلى الشارع بلغته: فهمتكم... ولن أترشح للرئاسة في 2014
في محاولة لتهدئة غضب الشارع الآخذ بالاتساع، وعد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة سنة 2014 وأمر الشرطة بوقف اطلاق النار على المتظاهرين، كما أوعز بخفض اسعار السكر والحليب والخبز، وتعهد اطلاق الحريات الاعلامية وإزالة الرقابة عن مواقع الانترنت. وأتت هذه الوعود بعد يوم آخر من الاشتباكات الدامية في العاصمة وعدد من المدن سقط فيها قتلى وجرحى، الامر الذي أوحى بأن الاوضاع سائرة نحو مزيد من التدهور على خلفية المطالب الاجتماعية. واسترعى الانتباه ان باريس رفعت وتيرة انتقاداتها للسلطات التونسية، بينما نصحت الولايات المتحدة رعاياها بتجنب السفر الى تونس. وأطل تنظيم "القاعدة" على المشهد التونسي من خلال رسالة دعت الى اسقاط بن علي.
وقال بن علي في خطاب مشحون بالعاطفة ألقاه باللهجة المحلية عوض العربية الفصحى وجهه ليلاً الى الشعب عبر التلفزيون بعد اكثر من ثلاثة اسابيع من الاحتجاجات المتواصلة في البلاد: "لا أقبل ان تسيل قطرة دم واحدة في تونس... كفى عنفاً، لقد اعطيت تعليمات لوزير الداخلية، كفى لجوءاً الى الرصاص الحي إلا في حالة هجوم... والانجبار على الدفاع عن النفس" في اشارة الى قوى الامن.
واضاف انه اعطى تعليمات للحكومة بـ"خفض اسعار المواد الاساسية مثل السكر والحليب والخبز".
وذكر بأنه "تعهدت في بيان السابع من تشرين الثاني 1987 أنه لا رئاسة مدى الحياة... واني اؤكد انه لا رئاسة مدى الحياة وأرفض المساس بشرط السن للترشح لرئاسة الجمهورية".
وكان انصار الرئيس التونسي طالبوه بالترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2014 وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في تشرين الاول 2009 لولاية جديدة مدتها خمس سنوات. وهو بلغ الـ 74، وينص الدستور التونسي على انه لا يحق لمن تجاوز الـ 75 الترشح للرئاسة.
وفي مجال الحريات، قال بن علي: "قررت الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله وعدم غلق الانترنت مع الحرص على الاخلاقيات ومبادىء المهنة".
ثم قال: "لقد فهمتكم، فهمت الجميع، العاطل عن العمل والمحتاج والسياسي"، واقر ان "الوضع يفرض تغييراً عميقاً وشاملاً". وان "العديد من الأمور لم تسر كما أردتها ان تكون خصوصاً، في مجالي الاعلام والديموقراطية"، مشيراً الى انه تعرض "للمغالطة"، وان من "حجبوا الحقائق سيحاسبون".
وهذه المرة الثالثة يتحدث بن علي الى الشعب منذ انطلاق شرارة الاضطرابات اواسط الشهر الماضي.
وفور انتهاء خطابه، قامت مجموعات من التونسيين بمسيرة دعم للرئيس التونسي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية، واطلقت هتافات وابواق السيارات ترحيباً، وبدا كأن منع التجول الليلي الذي فرض في العاصمة وضواحيها لم يعد قائماً. ولم يكن واضحاً ما اذا كانت هذه التظاهرة عرضاً مدبراً من الحكومة.
زعيم المعارضة التونسية
ورحب زعيم الحزب الديموقراطي التقدمي المعارض الرئيسي نجيب الشابي بما وصفه بقرار غير متوقع من بن علي بعدم خوض الانتخابات الرئاسية في 2014 وباتخاذه إجراءات لتخفيف التوتر في البلاد. وقال إن هذا الخطاب ينطوي على أهمية سياسية وينسجم مع آمال المجتمع المدني والمعارضة. وأضاف أن هذا ما تطالب به المعارضة منذ فترة طويلة، وأن تعهد الرئيس عدم خوض الانتخابات أمر طيب للغاية. ولاحظ إن الرئيس لمس جوهر القضية وهو مطالب الاصلاح. واعتبر هذا أمراً مهماً للغاية. واكد انه لم يتوقع أن يتطرق بن علي الى كل تلك المشكلات.
المواجهات
ميدانياً، أفاد شهود ان شابين قتلا بالرصاص في اشتباكات مع الشرطة في بلدة سليمان على مسافة نحو 40 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس.
واصيب خمسة أشخاص على الأقل بجروح نجمت عن إطلاق عيارات نارية في اشتباكات مع الشرطة وسط تونس العاصمة.
وكانت كل المتاجر مقفلة في قلب العاصمة. ووقف جنود مسلحون من الجيش - استدعوا لتعزيز قوات الشرطة - للحراسة خارج المباني الحكومية خلف صفوف من الأسلاك الشائكة.
وفي حي لافاييت وهو منطقة التسوق الرئيسية بالعاصمة، دوت أصوات طلقات نارية وشوهد مدنيان مصابان يسقطان أرضاً، في حين فر ثلاثة آخرون من المكان بعدما أصيبوا بجروح في السيقان.
وشهد منتجع الحمامات على مسافة 40 كيلومتراً من العاصمة والذي يقصده السياح الاوروبيون، اعمال سلب وتخريب. وتم تخريب مركز للشرطة ومقر للحزب الحاكم، الى منازل لاثرياء يعود احدها كما افاد سكان الى احد القريبين من الرئيس التونسي. وكتب على أحد جدران هذا المنزل الواقع على الكورنيش والذي تعرض لتخريب كبير: "الموت لبن علي". وعلى الطريق اقام المارة حواجز عدة، فيما عمد آخرون الى تخريب متاجر وسرقة محتوياتها.
وبدأت اعمال التخريب بعد مسيرة سلمية في هذه المدينة السياحية اثر تشييع عامل في واحد من عشرات الفنادق التي يمتلىء بها هذا المنتجع يدعى زهير سويسي، قتل الاربعاء برصاص الشرطة.
كما حصلت مواجهات في ضاحية الكرم الغربي قرب العاصمة. وجرت عمليات نهب وتخريب لمخازن "مونوبري" التي تعود الى أحد أقرباء بن علي. وقال شهود عيان ان المواجهات أسفرت عن مقتل أكثر من شخص، اذ تأكدت وفاة الشاب عاطف اللبان إثر إصابته برصاصة في هذه المواجهات التي كانت تبعد نحو 15 كيلومتراً عن قصر قرطاج الرئاسي.
واعلنت رئيسة الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان سهير بلحسن ان لديها لائحة باسماء 66 شخصاً قتلوا منذ بدء الاضطرابات في تونس منتصف كانون الاول، بينهم ثمانية ليل الاربعاء – الخميس في ضاحية العاصمة تونس منددة بـ"مجزرة مستمرة".
باريس
وانتقدت فرنسا المستعمر السابق لتونس بصورة لاذعة تعامل الحكومة التونسية مع الاحتجاجات. وقال رئيس الوزراء فرنسوا فيون خلال زيارة رسمية للندن :"نصر على ان يظهر كل الاطراف ضبط النفس وان يختاروا طريق الحوار... لا يمكن ان نستمر مع هذا الاستخدام غير المتناسب للقوة".
واشنطن
• في واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "تنبه وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين إلى تصاعد الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تونس وتوصي بإرجاء السفر غير الضروري إلى تونس في هذا الوقت".
وأضافت ان الاضطراب امتد إلى تونس العاصمة و"كل المدن الكبرى ومنها المزارات السياحية الشهيرة". وقالت ان الأحداث تقع بتلقائية وبشكل غير متوقع وتحولت في مناسبات عدة عنفاً. ولاحظت انه "بينما تبدو هذه الاضطرابات ناتجة من مخاوف اقتصادية وليست موجهة الى الغربيين، يرجى المواطنون الأميركيون البقاء في حال انتباه حيال التطورات الأمنية المحلية والحذر في ما يتعلق بأمنهم الشخصي". ونصحت المواطنين الأميركيين بتفادي كل التظاهرات في تونس حتى السلمية منها اذ "يمكن ان يصير الأجنبي هدفاً للتحرش أو ما هو أسوأ".
"القاعدة"
وفي تطور ذي صلة، أوردت مجموعة "سايت" لرصد المواقع الاسلامية ان زعيم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" ابو مصعب عبد الوداد اعرب عن دعمه للاضطرابات التي تشهدها تونس، ودعا الى الجهاد العنيف لاطاحة الرئيس "الطاغية".
وفي شريط فيديو مدته 13 دقيقة اوردته المواقع الجهادية قدم عبد الوداد كذلك نصائح للمتظاهرين وحضهم على ارسال ابنائهم الى تنظيم "القاعدة" لتلقي التدريب على الاسلحة واكتساب الخبرة العسكرية.
وقال: "احض اهلنا في تونس على ان يستعدوا ويعدوا العدة ويرسلوا ابناءهم الينا ليتدربوا على السلاح ويكتسبوا الخبرة العسكرية لخوض المعركة الفاصلة مع اليهود والصليبيين وعملائهم المتسلطين عليكم". وانتقد بن علي، قائلاً انه يمارس "الفساد" و"يضطهد المسلمين". وخلص الى انه يجب على المحتجين ان يطيحوه ويطبقوا الشريعة الاسلامية في البلد الافريقي الشمالي.
أ ب، و ص ف، رويترز، ي ب أ
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :