تحوّلت الوقفة الصامتة بالشموع والتي قام بتنظيمها مساء أمس الجمعة عدد من القوى الوطنية والسياسية ونشطاء مصريين ، أمام ضريح "سعد زغلول" بالقصر العيني، إلى هتافات معادية تطالب بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلى ومحافظ الإسكندرية بسبب التقصير الامنى في حماية المصلين في كنسية "القديسين" بالإسكندرية.

بدأت الوقفة صامته بحضور عدد من النشطاء يتقدمهم الدكتور محمد منير مجاهد منسق مجموعة مصريون ضد التمييز الديني، منير فخري عبد النور،  والناشط السياسي المهندس كمال خليل، والدكتور محمد أبو الغار، والدكتور عبد الجليل مصطفى، والمهندس عماد عطية، والإعلامية بثينة كامل.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بقانون ضد التمييز الديني وقانون موحد لدور العبادة ورفض  اضطهاد الأقباط وعدم تأجيل قضايا العنف الطائفي مثل قضية نجع حمادي.

هتافات وأغاني

ردد المحتجون هتافات تقول: "مسلم.. قبطي الأيد في الأيد لأجل ما نخلق فجر جديد" ، "لا طائفية.. لا استبدادية..مصر دولة مدنية"، "مصر فوق الجميع..العلمانية هي الحل"، "في طول البلاد وعرضها..القبطي شايل همها" ، "مصر لكل المصريين.. شعب واحد .. دم واحد هم واحد.. لا للعنف الطائفي"، "مسلم قبطي إخوات إخوات..أوعى يفرقنا الإرهاب"، "كل ظالم له نهاية... بس أنت تقول كفاية" اضربونا ألف مرة موتونا ألف مرة .. مصر غصب عنكم حرة"،"قوم واهتف وعلى الصوت.. اللي بيهتف مش بيموت"، "قولوا للعالم يجى يشوف قتل الأقباط على المكشوف"، "أدى فاطمة وكرستين.. شعب واحد مش شعبين... آدى أحمد وآدى مينا دول إخوتنا ودول أهالينا" ، "قوم يا مصري قول للكفاية للاهانة لا كفاية" ، " دى وظيفة الداخلية... قتلوا أقباط العمرانية"، "عهد عليا يا شهيد...السنة حرام العيد" ، " عهد عليا يا شهيد..البس اسود يوم العيد".

وغنت الفنانة عزة بلبع بعض الأغاني الوطنية لسيد درويش، وشاركت الإعلامية بثينة كامل في وقفة بالملابس السوداء على كوبري قصر النيل استجابة لجروب "خالد سعيد" ثم انضمت إلى وقفة "سعد زغلول" بعد نصف ساعة من الوقفة، وبعد انضمام بعض الحركات السياسية منها حركة "6 أبريل" وحركة" العدالة والحرية" وحركة "دعم حمدين صباحي" انقسمت الوقفة إلى قسمين الأول بدأ يردد هتافات سياسية تطالب بإقالة العادلى وتحمل الأمن مسئولية مذبحة "الإسكندرية" والقسم الثاني لحركة "أقباط من أجل مصر" ومجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" وانضم لهم بثينة كامل وعزة بليل وبعض الفتيات يرتدين ملابس سوداء ويمسكن الشموع، وقام بعض الشباب بوضع ملصقات على أفواههم تعبيرًا عن صمتهم وطلب تتدخل الله.

وقفة حداد واحتجاج:

وقال الدكتور محمد منير مجاهد منسق مجموعة "مصريون ضد التمييز الديني" لــ "الأقباط متحدون": إن هذه الوقفة حداد على الشهداء المصريين الذين قتلوا في حادث كنيسة "القديسين " واحتجاج على التخاذل الأمنى الذي لم يوفر الحماية للمواطنين المصريين المسيحيين رغم الاتهامات المعلنة.

الدكتور منى مينا ، عضو "أطباء بلا حقوق"  قالت: إن  الإرهاب قنبلة موقوتة تهدد مصر كلها فمثلما ندين الاعتداءات عل كنيسة الإسكندرية ندين أيضًا مقتل الشاب المسلم السلفي الذي قتل على يد الداخلية ، فالكل مصري ودمائهم غالية.

وطالب المهندس طلعت فهمي ـ أمين لجنة التجمع بالجيزة-، بتحديد الأسباب والمتسببين في حالة الاحتفال الطائفي في مصر وتنظيم فعاليات واليات تمثل ضغطا على الحكومة.

وأضاف فهمي، أن الدولة تشعر الآن بشجاعة المصريين وخاصة أن المظاهرات خرجت من قطاع الشباب وهذا الشعب الذي كنّا نتهمه بالسلبية  خرج في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر كذبت كل هذه الادعاءات فالنظام في مصر يسير عكس تيار الشعب والشعب بدأ ينهض.

ومن جانبه، المهندس عماد عطية، عضو "مصريون ضد التمييز الديني" إن الأمن فشل في أداء مهامه، مطالبًا بقانون واحد يطبق على الجميع، بالإضافة إلى قانون موحد وتجريم التمييز في جميع المجالات، وضرورة  عمل تغييرات جذرية في التعليم والإعلام.

وقال عصام شيحة -عضو الهيئة العليا لحزب الوفد-: أن هناك مشكلة آن الأوان لتتدخل الدولة المصرية بكل مؤسساتها لحل المشكلة الطائفية في الشارع المصري وهناك توصيات العطيفى التي قالها في مجلس الشعب منذ عام 1972، فالمشكلة معروفة والحل معروف ولكن لا توجد إرادة سياسية لحل المشاكل الطائفية.

وطالب شيحة الدولة بالنظر إلى المشكلة الطائفية وإيجاد حل سياسي بعيدًا عن الحل الأمنى، وإن الأوان قد آن لتدرك الدولة أن هناك مشكلة عدم عدالة وتسويف الحكم في الجرائم ضد الأقباط، فالأقباط يشعرون بان هناك فجوة بين الحكومة والمواطن المصري.

جدير بالذكر أن حركة "أقباط من أجل مصر" قد وزّعت بيانًا خلال الوقفة طالبت فيه بدولة مدنية بكل مقوماتها الأساسية من حرية العقيدة والحق فى الصلاة. ورفع كل أنواع التمييز عن أقباط مصر ، وإصدار قانون موحد لدور العبادة ومحاسبة المقصرين والمتورطين فى الأحداث الطائفية.