الأقباط متحدون | كى لا يكون عاما للأحزان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٨ | الخميس ٦ يناير ٢٠١١ | ٢٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كى لا يكون عاما للأحزان

الخميس ٦ يناير ٢٠١١ - ٠٧: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: حمدي الحناوي
الكلام لا يكفى، والكلمات لا تعبر، والعزاء واجب ولكن لمن العزاء، والذين استشهدوا هم أهلنا؟ وبتداعيات الحدث نخرج إلى الشارع نهتف بالحق ونطالب به. نحتاج إلى العمل الآن أكثر من الكلام. سمعنا كلاما عن قطع رأس الأفعى، ونريد أن نراه حقيقة واقعة، فنرى رأسها مقطوعة بالفعل. ومن تكلم عن بيت للعائلة ليس له أن ينتظر موافقة من أحد، يستطيع أن يبدأ بنفسه وهو طرف أساسى، وسيجد من يساعده لتجهيز البيت وافتتاحه، وما عليه إلا أن يعد به أماكن لأطراف ستجئ حتما، حين التأكد أنه حقا بيت للعائلة.
ما المقصود بالعائلة؟ المسلمون والمسيحيون بالطبع!؟ المعنى أن الوطن لم يعد بيتنا جميعا فبدأنا البحث عن بيت. حديث طائفى، والأحرى أن نعيد الأمور إلى طبيعتها. الوطن ليس له بديل، وفى إطاره شاهدنا تعبيرا واضحا عن مشاعر تستنكر الجريمة وأعلنت ضمائر الناس بلا تحفظ أنها لا تقبل القتل باسم الدين. ومن بيده السلطة يستطيع أن يفعل ما هو أكثر، فبوسعه أن يمهد طريقا يخرجنا من العصور الوسطى إلى عصر الحضارة.
سلبيات العصور الوسطى لم تزل باقية عندنا، يذكرنا بها المجرمون. ما زال عندنا من يستمد مبادئه من تلك العصور، فيقدم الدين على الوطن. ويتحدث عن ذميين فى وطن كل أهله مواطنون، بعضهم غير مسلمين وهذا لا يبرر الحديث عنهم أو إليهم باستعلاء. والمسلمون أغلبية ولكن ليسوا كلهم فضلاء، ففيهم جهلاء يتحدثون باستعلاء لتعويض مشاعر الدونية. تقديم الدين عن الوطن يعكس أزمة هوية، لا يستطيع الناس معها أن يحددوا إن كانوا مصريين حقا وليسوا فقط مسلمين أو مسيحيين.
أزمة الهوية ليست جديدة، وقد تتوارى أحيانا لكنها تعود للظهور، يغذيها التخلف والجهل، وتتغذى ذاتيا على ما تنتجه من تعصب. عندنا أيضا حالة من الفصام، تصور لنا أن العالم يتآمر علينا، وأن كل جريمة وراءها يد أجنبية. كأن سلبيات حياتنا لا تكفى لإنتاج الجرائم، وكأن تلك السلبيات ذاتها ليست ما يتيح تدخل أى يد أجنبية. وقد آن الأوان لمعالجة ذلك كله بحسم، ليكون لكل مصرى حقه فى وطنه، وليكون الوطن سكنا ودفئا وأمانا وحرية، ويبقى الدين مصدرا لكل المعانى الإنسانية.
لقد أفسد المجرمون فرحة العيد. لكن العيد باق بكل جلاله، فهو ليس يوما بل معنى كبير يعيش معنا ويلهمنا. وإن انتزع المجرمون يوما للحقد، فقد بقيت لنا سائر الأيام. لهم ماض ولنا ماض وحاضر ومستقبل، وبهدى الدين الذى لا يعرفونه، والله الذى لا يعبدونه، سنعيد صنع الإخاء والمحبة. والأيدى التى تعرف البناء، لن تهدم سوى معاقل الجهل والتخلف. وعقولنا التى لا نتنازل عنها، سوف تقود خطانا، وبها سوف نبدع ما يجدد حياتنا.
لن نستسلم للحزن، وسندعو الله أن يلهمنا حكمة العمل على مداواة الجراح، وإطفاء النار، وعدم السماح لأحد بأن يشعل المزيد منها. يجب ألا نسمح للمجرمين بتحقيق أهدافهم، كى لا يكون العام الجديد عاما للأحزان. لا نخشى إشعال الحرب، غير أنها يجب أن تكون حربا من نوع خاص، تصنع السلام للمجتمع، بينما تسد الطريق على المجرمين حتى لا يفلتوا، ثم تستأصلهم وتقطع دابرهم.
القضية فى أيدينا، ودورنا كمواطنين لا غنى عنه بأى حال، نتصدى للجهل والتخلف، وننهض بمسئوليتنا بفكر حر وإرادة حرة. أما كيف نفعل ذلك فمسألة نكتشفها ولن يحددها لنا أحد. لدينا سلطة العمل اليومى المباشر، وهى تكفى لأداء أصعب المهام وتغيير المجتمع والدولة، وهى فى النهاية تغنينا عن الشكوى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :