الأقباط متحدون | نزف القلم بدماء المصريين ... رسالة الى صديق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٥ | الاربعاء ٥ يناير ٢٠١١ | ٢٧ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نزف القلم بدماء المصريين ... رسالة الى صديق

الاربعاء ٥ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : حازم محمد البساطى

هكذا دائماً قدر مصر العاثر تستهل عام بكارثة وتختمه بكارثة وفيما بين هذا وذاك كوارث لا حصر لها ، ولكن كارثة بداية العام الميلادى الجديد 2011 كانت اثقل الكوارث على قلب كل المصريين . كنت اتباهى بتلاحم المصريين مسلمين ومسيحيين وأشعر بزهو ما بعده زهو وأنا أقطع فى طريقى لمنزلى شارع جيهان حيث تتقابل الكنيسة والجامع وجها لوجه فأمر من بينهم ناظراً يميناً ويساراً فيثور بذهنى تصور روحانى لمجمع الاديان فأقول لنفسى لا أعتقد أن هذا التلاحم والتناغم الدينى يوجد فى بقعه أخرى من بقاء الارض غير على أرضنا أرض المصريين .

مرت السنين وشاب ما شاب من شعرى ، وشاب للأسف معه زهوى بتلك الصورة الجميلة فرصدت سلوكاً غريبا عنا يفرض نفسه يشوه تلك الصورة فتتلاحق الاحداث من هذا ومن ذاك ، فأجلس مع صديقى وأستاذى واحاوره عن ما يحدث فيعلن لى أستياءه مما آل اليه الحال ، ويحكى لى كيفت كانت نشأته برغم مسيحيته فى بيت مسلم وكيف أن أغلب أصدقائه مسلمين وأن فى زمن ليس بالبعيد كان التلاحم والتناغم الدينى يسمو بالروح إلا أن غمامة ما أطاحت بكل هذا . أتذكر كيف كانت الايات القرآنية والانجيلية تزين جدران مكتب عملنا المشترك ، وكيف أهدانى لوح حائط للكعبة لتزين غرفتى بالمكتب ، وكيف أهديته فى مولد أبنه صليب ، وكيف كنت أتخير له موضع رمز الصليب وصورة السيد المسيح والسيدة العذراء فى حائط مكتبه .

نعم السند والرفيق ، مرت سنوات شراكتنا فى العمل بأزهى الاحوال العلمية والعملية والمادية حتى شاءت الظروف – ما بيد الأنسان حيله - أن نفترق مكانياً فقط الا أن هذا الفراق كان له كبير الاثر على ما يبدو . أتذكر محوراتنا فى همومنا الوطنية فالهم واحد كما أن الرب واحد ، فنحن نحيا مصريتنا وتحيا فينا ، فكان مثالاً لتقبل الآخر وكنت على ما أعتقد مثله ، فكانت حوراتنا غنية ومثمرة فى أغلب الأحوال . دقت الساعة الثانية عشر من يوم 31/12/2010 وأنا ارسل رسالة تهنئة له بميلاد السيد المسيح عبر جهازى المحمول من خارج البلاد ، ولم اكن أعلم أنها دقائق وسيشهد الشارع الذى كان مثار زهوى حادثاً نزفت له قلوب كل المصريين ونزف معه قلبى .
بدموعى وبنزف قلمى أعلن أعتذارى لصديقى وأرجو منه ان يغفر لى ذنباً لم أقترفه ولكن لم أستطع أن أحول دونه ، فما أصابه قد أصابنى وحزنه هو حزنى ، وأدعوه ألا يكفر بما امنا به ، فمصر لنا ولن يفرقنا أبداً حاقد ولنكون أقوى فى الشداد فحان وقت تلاحمنا لمواجهه العدو كما تلاحمنا فى ثورة 1919 وقلبها وبعدها فشعار عاش الهلال مع الصليب هو شعار كل المصريين على مر كل العصور فهذه هى مصر جامعة الأديان ... ( لأنى من حزن كثير وكأبه قلب كتبت إليكم بدموع كثيره لا لكى تحزنوا بل لكى تعرفوا المحبه التى عندى ولا سيما نحوكم ) \" رسالة بولس الرسول الثانية إلى اهل كورنثوس إصحاح 2 /4 \" حازم البساطى 3/1/2011 م ( منشور بموقع \" محامون بلا قيود \" مقالات وأراء )

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :