- حكمة أم غباء؟!
- "ورود لا تذبل".. كتاب يؤرخ لسبعين شخصية من رموز الإبداع
- أحوال الأقباط أواخر القرن السابع عشر.. شهادة لرحالة دومينيكاني
- د. الشوبكى: الديمقراطية والحوار مع القوى الأصولية يؤدي لاحترام الشرعية الدولية
- "جمال الدين": يجب إعادة السلطة للشعب وطليعته الفكرية التي تنادي بالحريات ودولة المواطنة
- أحد أقارب الضحايا يتساءل كيف لم يصاب ولا رجل أمن واحد؟!
- على خلفية أحداث المرج.. احتجاز أقباط بقسم الشرطة منذ الرابعة صباحًا
- متطرفون يحرقون منزلين لأقباط بالمرج ردًا على قيام مجهول بحرق سجادة وباب "مصلى"
- العوا ردا للاقباط: 'هو انا اللى جبت الموساد والقاعدة وقلت لهم فجروا الكنيسة'
- ثلاثة آلاف قبطي يتظاهرون بعزبة النخل ضد مذبحة الإسكندرية
آه يا بلدي وألف آه
بقلم: ميرفت عياد
أقدِّم عزائي الممزوج بالدموع لإخوتي في الإنسانية, الذين فقدوا أب أو أم.. أخ أو أخت.. ابن أو ابنه. أقدِّم عزائي وحزن قلب دفين على ما حدث ومازال يحدث.. وفي نفس الوقت، أعجز تمامًا عن أن أقدِّم تهنئتي بالعام الجديد أو بعيد ميلاد السيد المسيح.. أعتذر لك عزيزي القارئ؛ لأن أناملي لم تستطع أن تخط غير مقالة تقطر ألمًا وحسرة، بدلاً من المقالات الساخرة التي اعتدتَ قراءتها في هذا الباب.. حيث كانت تخرج الكلمات رشيقة خفيفة تحمل بين طياتها فكاهة ممزوجة بالعجب من أوضاع عديدة، سواء اجتماعية أو سياسية.. وعلى الرغم من أن شر البلية ما يضحك، إلا أن هذه المره لم يستطع أن يضحك أحد.. بل خرجت الصرخات من الجوف لتعلن أن الأمر تفاقم وأصبح يفوق كل احتمال..
كم تمنيت أن أتحدَّث معك عن "بابا نويل" وهداياه الجميلة.. واللعب المزيَّنة التي تحمل بداخلها قيم الحب والخير والسلام.. إلا أن هذه الهدايا انفجرت بها ألغام الغدر والظلم التي تربصت بها.. وبأُناس آمنين أبرياء يتعبدون إلى ربهم.. لتمزِّقهم إربًا وتحوِّلهم إلى أشلاء, في أول ساعات العام الجديد، الذي كنا جميعًا ننتظره بالأمنيات الطيبة.. آملين أن يملأه الله بالخير والسلام، علَّه يعوِّضنا عن ما حدث في العام الماضي، الذي امتلأ بأشلاء الجثث والدماء المراقة على قرعات الطريق لشباب أبرياء فور خروجهم من صلاة العيد!!!
بعيدًا عن الكلام الكبير والتحليلات السياسية، أتساءل: لماذا إلى هذا الحد توحَّش الإنسان وأصبح متعصب الفكر.. دموي الاحساس.. متبلد الشعور.. يستبيح الدماء.. ويقتل الآخرين بدون أى تردد؟!!! آهٍ على إنسان خلقه الله على صورته ومثاله، فلوَّث نفسه بدماء الكراهية والظلم! آهٍ على إنسان أعطاه الله الكثير وأنقصه قليلا عن الملائكة، فتجبَّر وبغى وطغى وظنَّ أنه يمتلك أرواح الناس!! آهٍ على إنسان أمهله الله الوقت ليتوب، فنسى أن الله يُمهل ولا يهمل، وأنه الله العادل، وأن القصاص الإلهي آتٍ لا محالة!!
وأنا النهاردة باصرخ بأعلى صوتي.. وبأقول: اصحي بقى يا مصر.. ماعدش في وقت للنوم.. ولا للكلام المعسول.. فوقي واجري رجَّعى للمظلومين حقوقهم.. واخرجي من عباية الدين.. والبسي ثوب المدنية.. ووحِّدى ولادك تحت جناحك، قبل ما تتحول شوارعك لمذابح، وتسيل الدماء كالطوفان جارفة معها كل معنى للأمان أو السلام على أرضك.. قبل أن يُعلَّق على بابك بدلاً من "ادخلوها سالمين".. "ادخلوها مضطهدين ومقتولين".. "ادخلوها مذبوحين ومتفجِّرين".. "ادخلوها أشلاء تُجمع من فوق الأشجار" من شدة الانفجار!!! آه يا بلدي وألف آه.. صرخة بتكوي صدر كل مواطن فيك مازال بداخله إنسان..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :