الأقباط متحدون | دموعنا لم تجف بعد !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٠٦ | الاثنين ٣ يناير ٢٠١١ | ٢٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دموعنا لم تجف بعد !!

الاثنين ٣ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نسيم عبيد عوض
 
    إن دموعنا لم تجف بعد, ان بيوتنا لم تفارقها الأحزان , أن قلوبنا مطعونة بالألم ويعصرها المرار , أن دماء شهدائنا مازالت تصرخ من ترابك يامصر , إن أمهات الشهداء واهاليهم مازالون يلتحفون بالسواد ولم يخلعوه بعد , وأخواتهم تتكدر وجوهم بالحزن  وتسطر الدموع خدودهم , أن أبناء الشهداء مايزالون فى إنتظار آباؤهم أن يعودوا من الكنيسة ولن يعودوا أبدا , أن العيون تحجرت والوجدان إنغرست فيه خناجر وسيوف , والنفوس هائجة تبحث عن أولادها وأخوتها وأبناءها ولا تجد من مجيب ولا مفيد , لقد تقطعت أوصالهم وتفجرت دماءهم على ترابك يامصر , والجميع يتفرجون .
 
   ستخرج المظاهرات , وتصرخ  الحناجر , وتسفك أحبار وتقلب صفحات منددة ومستنكرة , وأحاديث وأفلام وروايات تتعجب من الحدث , ولكن هل هذا كله سيعيد إبن لأمه ؟ , هلى سيعيد الأب لأبنه المنتظرعودته  من الكنيسة ؟ , إن بيوتك يامصر مازلت مفتوحة الأبواب تستقبل المعزين , من قنا ومن نجع حمادى وسوهاج والجيزة والأسكندرية , العزاء والحزن فى شوارعنا ,  والدموع  يسيل على الخدود وأصبح الحداد أمرا أبديا فى ربوعك يامصر, فليعلق السواد على أبوابك ومداخلك يامصر ,فليعلن الحداد ثلاثين يوما فى ربوع مصر , وأعلام السواد ترفرف على بيوتك يابلد , لأنك لا تحمين أولادك من القتل وسفك الدماء , لقد سقط زهرة شبابك وإنفرط عنقود كرومك على تراب ممزوجة بدماء أعز الولدان والأحباء والخلان , لماذا ؟ هل من مجيب ؟ لا أحد ينطق , الفم صعقته الأحداث فربطت لسانه عن النطق. 
 
   أن كتاب الأقباط 2010 مازالت مفتوحا لم تكتمل صفحاته بعد , وإن كتاب السنكسار مازال يسطر فيه أخبار الشهداء , وسيظل العار ملطخا بأوجه الدولة ومؤسساتها لأنها لا تحمى بنيها من القتل وسفك الدماء , ان الدولة التى سمحت قبل ساعات من الإحتفال برأس السنة الميلادية بخروج أعضاء الحركات السلفية بعد صلاة الجمعة , أمام مسجد القائد إبراهيم , يرفعون لافتات تندد بالكنيسة وببطريرك الأقباط وكنائس مصر , وتطالب بإقتحام الأديرة والكنائس للبحث عن الأسلحة , وقاموا بلصق المنشورات على المساجد ونواصى الشوارع متهمين الأقباط بانهم عبدة الصليب وانهم الكفار , وان أعياد الأقباط بدع ومحرمات , فهل فوجئ الأمن فى الدولة بالإنفجار بعد ساعات قليلة من هذه المظاهرات , لماذا لم توضع حراسة كافية على كنائس الأسكندرية وتوقع حدوث هجمات عليها بعد الوعد والوعيد من الحركات السلفيه التى هى الآن العصب المحرض للطائفية ودعم كراهية الأقباط , هل قبض على منظمى هذه المظاهرة السلفية باعتبارهم القتلة فى حادث الكنيسة , أليس هم المحرضون , وسيخرج المفجر نفسه من بينهم , العار يابلدى على جبينك حتى تجف الدوع وينتقم لدم شهداءك .
 
    وللجميع أقول ان مصر ليست  لبنان او العراق , وان الكثافة السكانية لشعب مصر تحوى مسيحيين ومسلمين متجاورين ومتلاصقين سويا , وأصغر إنفجار سيحصد من الشعب ولن يفرق , حتى ولو كان الهدف هو الكنيسة , لأنها متجاورة مع محلات لمسلمين وعربات وجمهور يملئ الشوارع , وفى تصورى أن ماأخرج حسنى مبارك هذه المرة , هو ماوصلته من معلومات عما سيحدث غدا وبعد غد , وما فى الخطورة على سلامة مصر كلها , وهل ياأمن الدولةوأنت تعيش منذ حكم مبارك بقانون طوارئ لا تعلم من هم رؤوس المؤامرة على خراب مصر , ويامدير أمن الأسكندرية وقد حضرت مظاهرة السلفيين طهر اليوم , لم تتوقع ما يخططون اليه لضرب الكنائس , ورئيس دولة مصر أن الخطر أقترب من حافة الهاوية , فهل من صحوة تقف فيها كما حدث فى التسعينات , وخصوصا ان مايتربص بمصر هو  مؤامرات من الشيعة فى إيران , والوهابيين فى السعودية والذين يمثلهم جمعيات أنصار السنة المحمدية – السلفيين – فى ربوع مصر كلها , الأمر فية  خيوط اخون مسلمين , فيه مؤامرات وسيلتها أقباط مصر , ولكن إصحوا أن الهدف هو مصر كلها, ولا نعلم ماذا يخططون للغد أو بعد الغد .وليشارك الشعب كله فى حماية مصر من أعدائها من الداخل او من خارجها , ولنقف جميعا  متاهبين حارسين لأمن وطننا . ولهؤلاء نقول إذا كان هدفكم هو خروج الأقباط من مصر فأنتم واهمون , لن يخرج الأقباط من بلدهم وسيعيشون على ترابها وإلى الأبد , وإذا كنتم تفكرون بإقامة دولة للأقباط كما حدث لجنوب السودان , أيضا أنتم تحلمون لأن مصر بلدنا من الشمال الى الجنوب ومن شرقها الى غربها , ونحن نعيش على كل شبر من أرضها , فدولتنا ووطننا هو مصر وإلى نهاية الأيام, 
 
   فى بداية عام 2010 وعلى أثر مجزرة نجع حمادى وقفنا جميعا  نصرخ للرب , واليوم وكل يوم نحن نصرخ إليك ياإلهى , لتعزى الحزانى لأنك ابو الرأفة وإله كل تعزية , لتكفف دموع الأرامل واليتامى , ولتهدأ من روع المصابين وتخفف آلامهم , تمد يدك يارب على سماء مصر وتحميها من قوات العدو , ومن شرور أبنائها , كنيستك فى حمايتك لأنك الماشى بين منائرها حافظا لها , شعبك المكلوم طبطب بيمينك على قلوبهم تخفف روعتهم وتعزى قلوبهم , ولكنيستنا القبطية , نحن سنصلى لعيد ميلاد الرب ولكن لن نقيم أى إحتفال ولا قبول تهانى , فإن بيوتنا مفتوحة للتعزية وكذلك كنائسنا , القلوب حزينة نصلى لرب المجد  ونغلق أبواب البهجة والفرح حتى يعم بالفرج من عنده , ويصيح ملاك السماء يرفرف على أرض حام  ليعم الأمن والسلام فى ربوع أرض مصر, ويتحقق العدل من إلهنا العادل .  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :