الأقباط متحدون | كفى تنديدًا واستنكارًا.. مسيحيو الشرق يُذبحون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٤ | الأحد ٢ يناير ٢٠١١ | ٢٤ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كفى تنديدًا واستنكارًا.. مسيحيو الشرق يُذبحون

الأحد ٢ يناير ٢٠١١ - ٢٠: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: طونى أبو روحانا
من "العراق" إلى "مصر"، والمذابح تُرتكب بحق مسيحيي الشرق وكل قادة العالم، تندِّد وتشجب وتتكلم دون أية مبادرة تنقذ آلاف البشر من جلادين لا يعرفون الله، من "العراق" إلى "مصر"، وربما تنتقل العدوى إلى غيرهما من الدول، حيث تستشري الأصوليات ولا أحد يتحرك.
مسيحيو الشرق يُذبحون وقادة الديانات السماوية يتفرجون ويكتفون بالشجب والتنديد، فماذا ينتظرون كي يتحركوا؟ إبادة؟ ماذا ينتظرون كي يتحركوا؟ وهل صحيح إنهم يدينون ما يحدث؟

قادة الديانات السماوية "مسيحية ومسلمة" ينددون، وتتكرر المذابح فيشجبون، وتتكرر أيضًا فيدينون، إلى أن أصبح التكرار عادة، والتنديد والشجب عادات غير صالحة.. مسيحيو الشرق يُذبحون وقادة العالم غائبون، ورؤساء الدول، حيث ترتكب المجازر، يعتبرون المذابح مساسًا بالأمن القومي! فأية قومية يقصدون؟ وعن أي أمن يتكلمون؟ وهل يعتبر المسيحيون في تلك الدول "جزءًا" من قومياتها؟ وهل يحق لهم "جزء" من أمنها؟
فرغت "العراق" من "مسيحييها"، وبالكاد وصل الشجب والتنديد إلى مسامع "الجزارين"، ثم غابت قضيتهم حتى عن الإدانة. خرجوا من منازلهم وقراهم ومناطقهم؛ هربًا من الموت، فعلى ماذا حصلوا؟ بالكاد على مأوى في بلاد غريبة بانتظار "جنسية جديدة" وعالم مجهول.. ثم غابوا في النسيان، فماذا ينتظرهم في غياهبه؟ ماذا ينتظرهم بعد؟ وهل انتهت المأساة هنا؟

الأقباط في "مصر" على لائحة "التصفية" منذ سنوات طويلة.. تُفجَّر كنائسهم فلا يحق لهم ترميمها إلا بعد نزاعات طويلة مع السلطة.. يُحالون إلى المحاكم لمجرد توزيع "الإنجيل المقدس" في الأماكن العامة، من "الصعيد" إلى "الإسكندرية" إلى "القاهرة" تطاردهم جحافل "الأصولية" وتنكل بهم وبأرزاقهم، وما من ساكن يتحرك سوى في الكلام"الفاضي" لتعتبر قضايا الإعتداء عليهم "قضايا" تمس بوحدة الشعب المصري. فأين تتجلى هذه الوحدة؟ وبماذا تنفع الأقباط؟ مشكورٌ من يندد ويشجب.. مشكور من يدين. ولكن، بماذا يندِّد؟ ماذا يشجب ومنْ يدين؟ شعب بأكمله "يُذبح" وصمت السلطات مطبق على بضعة كلمات عزاء واستنكار! إلى متى؟ الأحداث تتكرَّر في مختلف المناطق المصرية، وتكتفي "أم الدنيا" بأن تستنكر "أعمال الشغب" وتدين العنف... أعمال شغب؟؟؟ عنف؟؟؟ هناك "معتدِي" وهناك "معتدَى عليه.. فأين الشغب؟ هناك "قاتل" وهناك "قتيل" فأين الشغب؟ هناك كنائس ودور عبادة تُدمَّر، فأين الشغب؟ هناك بشر يُمنعون من الصلاة بأمان.. يُمنعون من ممارسة شعائرهم وحياتهم العادية، فأي درجة من المواطنة منحتهم دولتهم؟ إذا كانت هي لا تمنع ولا تعارض، فهي صامتة لا تحميهم بشكل كاف.. صامتة إلى درجة تسمح بإلغائهم.. بموتهم، إلى درجة تسمح "باغتيال" طائفة من نسيج المجتمع المصري دون أن تتحرك بشكل جدي لإيقاف المجزرة.

كلنا يعلم أن يد الأمن المصري حديدية، فلماذا تصبح من "حرير" عندما يتعلق الأمر بالأقباط؟ المجازر تتكرر والصمت يتكرر والتنديد يتكرر ويموت الأبرياء وتستنكر أعمال الشغب.. إلى متى؟ إلى متى السكوت عن حرب تخاض ضد "العُزَّل" ومذابح تُرتكب بحق "الدين" وباسم "الدين"؟  إلى متى "السقوط" في عدالة غير متوازنة "عمياء"، وفي درجات "مواطنة" تختلف من إنسان إلى آخر؟ إلى متى الاستنكار للاستنكار، والشجب لمجرد الشجب، والتنديد لأنه واجب، والإدانة من بعيد ودون محاكمة؟! كفى تنديدًا واستنكارًا ..
مسيحيو الشرق يُذبحون.. كفى شجبًا وإدانات في الهواء. الشرق يفرَّغ من مسيحييه.. الإسلام لا يعني "الأصولية والإرهاب"، فلا تدعوا الأصولية بمعناها الإرهابي تنتصر على "الإسلام والمسيحية". لا تدعوا الباطل يُزهق الحق!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :