انتقدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، ما سمته دور الحكومة المصرية المتزايد فى مراقبة منظمات المجتمع المدنى، وتمتعها بحق الموافقة على التمويل الدولى لهذه المنظمات، متهمة الحكومة بأنها تلغى فعاليات ومؤتمرات هذه المنظمات بشكل متعسف، وتحتجز أعضاءها، وتجمد أموالها. واعتبرت الصحيفة فى تقرير نشرته، أمس الأول، أن انتقاد إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، العديد مما سمته الانتهاكات الصارخة من قبل الحكومة المصرية غير كاف، وأنه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة فى دعم الحريات، فإنه يتعين عليها عدم مواصلة إرسال أموال الشعب الأمريكى لهذا النظام الذى وصفته بأنه قمعى.

 

وقالت الصحيفة إنه يجب أن تكون حماية حقوق الإنسان، وحرية التعبير، ودعم المجتمع المدنى المستقل، جزءاً أساسياً من علاقة أمريكا مع الشركاء الأجانب، مشيرة إلى أن تقديم الولايات المتحدة ملايين الدولارات لحكومات هذه البلدان، يجعل شعوب هذه الحكومات تنظر إليها على أنها لا تبالى، أو متواطئة مع سياسة القمع.

 

وأضافت الصحيفة أن استمرار دعم وتحالف الولايات المتحدة مع هذه الدول، يبعث رسالة خاطئة مفادها أن قمع المجتمع المدنى لن يتدخل فى علاقة هذه الدول الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن هذه الرسالة تشير إلى النفاق الأمريكى. وتابعت الصحيفة: «السياسة التى تدعم المنظمات غير الحكومية وتعطى أولوية لحقوق الإنسان، ستعود بالنفع على الولايات المتحدة، حيث إن الحكومات التى تقبل وتعزز الحريات الأساسية فى بلدانها على نحو أفضل، هى التى ستكون شريكة أمريكا على المدى الطويل».

 

ووصفت الصحيفة المنظمات غير الحكومية بأنها عيون وآذان الإدارة الأمريكية، حيث إنها ترصد إهدار الحكومات وتلاعبها فى استخدام المساعدات، أو الاستمرار فى ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب، فضلاً عن أن عمل هذه المنظمات يصب فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تحارب الفقر وعدم الاستقرار الذى يغذى الإرهاب.