الأقباط متحدون | دعوة مفتوحة للدكتور العوا!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٦ | الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دعوة مفتوحة للدكتور العوا!!

الاربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٠ - ٥١: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نسيم عبيد عوض
مازال مسلسل الدكتور "سليم العوا" مستمر, ومن الواضح إن في ظهوره على قناة الجزيرة المستمر هو تعاقد معها في مقابل مادي ضخم, وأخر حلقات ظهوره كانت يوم الخميس الماضي حيث وزع فيها اتهاماته على الكنيسة وشعبها المؤمن حتى وصلت للبابا بيندكت!! وقال أنه يضطهد العرب والمسلمين!!
وكذلك سلسلة المحاضرات المستمرة في جمعية مصر للثقافة والحوار, ومقالات على صفحات الجرائد والتي تخصص له صفحات للنشر.
والحقيقة ومنذ فترة طويلة وأنا أتابع ما يكتبه وما يقوله, وأجده دائمًا يتخبط فيما يقوله, تارة يهاجم الأقباط ويعود ويدافع عنهم, ومرارًا كثيرة يهاجم قداسة البابا شنودة ثم يتراجع ويعبر عمّا يكنه له من احترام, ومرات كثيرة يشن حربه على الكنيسة القبطية.
وهذه الحرب لم تتوقف حتى الآن, وأخرها القول الذي يرثى له أن بناء الكنائس أسهل من بناء الجوامع في مصر, لعل هذه أخر نكات المفكر الدكتور سليم العوا, ولكل منصف مدقق لما يكتبه ويقوله يجده مدفوعًا بشيء في داخله لا تعرف له مغوار، بل أصبح في حالة يرثى لها لأن رد الفعل هو التسفيه لما يقوله هذا الرجل, فهو الأستاذ المخضرم ينافق التاريخ ويلونه حسب هواه ورغبة في تفنيد مقولات مزوّرة, لإرضاء القارئ أو المشاهد أو جهات أوكلت له حرية المهاجمة.

ولكنى أشفق عليه فهو الأستاذ الكبير والعالم الإسلامي الجليل لا يعرف بالتمام ما يقول, فهو يغالط الحقائق والتاريخ, بل يلفق ويخترع حوادث وأحداث مخالفة تمامًا لما هو مدوّن في كتب التاريخ, وفى رأيي أنه يسلك في ظلام وضع نفسه فيه بمعنى أنه تورط فيه منذ لقائه بأحمد منصور ويتخبط يومًا بعد يوم, حتى أنه أصبح مجالاً للسخرية.
ولهذا أنا هنا أوجه له دعوة لقراءة الكتاب المقدس للتعرف على حقيقة الإيمان المسيحي, ومعرفة ما هي كنيسة المسيح, نحن جميعًا نعرف القرآن وحقيقة الإيمان الإسلامي وكذلك أغلب الأحاديث النبوية وكل خريجي كليات الحقوق يحفظون الشريعة الإسلامية عن ظهر قلب, ومنّا مَن حفظ القرآن بكل سورة وهم أقباط كثيرون ويستطيعون المحاورة من واقع سور القرآن.

ولا أقول عن المتنصرين ولكن عن أساتذة أقباط عاديين، وليس عيبًا عليك يا دكتور وأنت أستاذ أكاديمي أن تتعرف بحقيقة حق الإنجيل وكلمة وتعاليم السيد المسيح, وبالتالي تتعرف على شعبه أو كنيسته المؤمنة والمتعبدة له, قبل أن تهاجمهم.
وسبب توجيهي هذه الدعوة أنه ضمن الاتهامات التي وجهتها يا دكتور العوا على كنيسة المسيح وأديرتها  أنها مكدسة بالأسلحة والقنابل, ولقد تكرر منكم ذلك سواء على شاشة قناة الجزيرة أو على صفحات الجرائد وفى محاضراتك المتعددة, وهذا الاتهام بالذات هو الذي دفعني اليوم لكي أدعوك للتعرف على هؤلاء المسيحيين وحقيقة إيمانهم, والوصايا والتعاليم والتي بموجبها يسلكون في هذا العالم, لأنه وأنت تعيش وسط الشعب المسيحي المصري هذا العمر الطويل والذي تدعى أن لك منهم صداقات وعلاقات وثيقة, هذا المسيحي الذي أهم صفاته هو الحب والرحمة والتسامح كشاهد للسيد المسيح، فكيف تتهمه أنه يخزن أسلحة في الكنائس والأديرة.
ودعوتي تنحصر في أن تجلس على مكتبك وتقرأ الإنجيل, وحتى لا يقول قائل أنني أدعوك للتنصير, لكن قراءة كتاب الله فقط, وحتى تتيقن من أي اتهام قبل أن توجهه لهم.

الكتاب المقدس يعلمنا الحب بل أن الكتاب كله هو الحب "لأن الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه.. 1ي4: 16" .
ولنقترب من تعليم الكتاب كما يعلمنا القديس يوحنا ((نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا. ومن ليس من الله لا يسمع لنا. من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال. أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضًا لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة... أيها الأحباء إن كان الله قد أحبنا هكذا ينبغي لنا أيضًا أن يحب بعضنا بعضًا. ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه. 1يو4)).

ومحبة الله وصية قديمة قدم أقوال الله فقد كانت الوصية في سفر التثنية : ((اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" تث6: 4و5" و(( تحب قريبك كنفسك . أنا الرب)) "لا19: 18" وهذا ما قاله الناموسى عندما قام يسأل الرب , ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ؟ فأجاب " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك" فقال له بالصواب أجبت. افعل هذا فتحيا" لو10: 25-28)).
الكتاب المقدس كله يتلخص في أن الله محبة, ويعلمنا الحب الإلهي للبشر أجمعين ومحبتنا لبعضنا البعض, بل أن الكتاب يقدم المحبة كأعظم فضيلة في الكتاب, وإيماننا المسيحي هو تسبحة حب لله, وقصيدة المحبة لبعضنا البعض كشرط لمحبة الله , كقول الكتاب، بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. " و (( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16.

المحبة ليست فقط صفة من صفات الله , ولكنها جوهر طبيعته وكيانه, وطبيعة المحبة في الله لا تقارن بأي مفهوم آخر. لأنها تعنى القوة العليا التي ليس لها حدود, والله محبة مدخل لمعرفة الله , والحياة المسيحية المؤسسة على حقيقة الله , وما يترتب عليها من سلوك شخصي في هذه الحياة , وأول معنى لذلك أن الله محب لجميع البشر, ومحبته - ليس فيها أي تغيير  –بدون أي شروط  – بلا حدود – محبة مطلقة بلا قيود.

والله يحب كل مخلوقاته على هذا النمط , لأن محبة الله ليست محبة عاطفية فقط كالبشر , ولكنها محبة بذل وعطاء , ولذلك يعطينا في المسيح يسوع معنى عميق للمحبة: أولاً "من يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه." ثانيا" إن كان الله قد أحبنا هكذا ينبغي لنا أيضًا أن نحب بعضنا بعضًا.
ومحبتنا للأخوة , للقريب , للآخرين , هو الطريق الوحيد الموصل لمحبة الله لنا , فلا أستطيع أن أقول أنني أحب الله ولا أحب أخي أو جارى أو أي إنسان على الأرض., ولنسمع لقول الرب في الموعظة على الجبل: (( لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات , فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين , ويمطر على الأبرار والظالمين)) مت5: 45, ونلاحظ قول الرب – الأشرار – أولا فمحبة الله لكل البشر , وإذا كان الله يحب أخي وجارى وقريبي مهما كانت صفاته فلابد لي أن أحبه أيضًا لأنه هو يحبه.
أن البرهان الحقيقي لمحبتنا لله هو محبة الآخرين لأن المحبة لله ومحبة الآخرين هو الطريق للحياة الأبدية ومحبة الآخرين شرط لمحبة الله , كقول الكتاب "لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء أن يحب بعضنا بعضا. 1يو3: 11 , وأيضًا " نحن نعلم إننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة. ومن لا يحب أخاه يبقى في الموت." 1يو3: 14

ويقول القديس أوغسطينوس عن آية الله محبة " لو كان الروح القدس لم يقدم لنا شيئًا آخر في صفحات الإنجيل غير أن الله محبة فهذا يكفى." والسيد المسيح في موعظته على الجبل التي هي ناموس المسيحيين في العهد الجديد يقدم المحبة في أعظم قوتها وصورتها عندما أوصى:
(( سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن, وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلاً واحدًا فاذهب معه اثنين. ومن سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده. )) و (( وسمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك . وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم . باركوا لاعينكم . أحسنوا إلى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل. )) مت 5 .
فيا عزيزي الدكتور العوا هذا جزء من كثير والمجال لا يتسع هنا لأقوال السيد المسيح وكلمة الله الثابتة في كتابه المقدس, أقدمها لك مثلاً قبل أن تتقاذف بالاتهامات ضد الكنيسة, تعال إلى وقفة مع كلمة الله لتعرف باليقين إيماننا المسيحي, تعال وأدخل أي كنيسة أو دير لن تجد إلا أسلحة الحب والمحبة, ولتعرف أنه مع كل هذا الحب لله وللآخرين لا يمكن أن تدخل قطعة سلاح واحدة لبيت الله, الذي هو مملوء وعامر بمحبة الله ومحبة الآخرين, الدعوة مفتوحة أمامك وبينك وبين الله, ولو سمح لك الوقت أخبرني عن اقترابك من معرفة الحق. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :