الأقباط متحدون | الحب الالكتروني
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٠ | الاربعاء ١٣ مايو ٢٠٠٩ | ٥ بشنس ١٧٢٥ ش | العدد ١٦٥٩ السنة الرابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الحب الالكتروني

الاربعاء ١٣ مايو ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


لكل منا همومه ومشاكله الشخصية، العاطفية، العائلية، بعض من هذه المشاكل يستطيع المرء أن يتخطاها بمفرده، والبعض الآخر من المشاكل تحتاج من يسمعك، ويفهمك، ويقدر مشاعرك ويحترمها مهما كانت ظروفك، وقد لا تجد هذا المعين أو هذا المشير الذي لا يدينك ولا يوبخك، وفي نفس الوقت يقدم لك المساعدة، لذا نحاول هنا من خلال بابنا "قلب يسمعك" أن نقدم لك هذا المعين وهذا المشير.

 
 تعرفت عليه من أحد مواقع الدردشة، كان مختلفاً في كل شيء... أعجبتني طريقته المتحضرة والمهذبة في الحديث، في البداية لم أشعر نحوه بالارتياح ولا بأي شيء مميز بل كنت أضعه في خانة مَن يبحث عن التسلية وليس الصداقة الحقيقية... فبعد قصة ألم ووحدة وملل وفقدان أصدقائي -كلهم تقريباً- مما جعلني
ابحث عن شخصيات جديدة أنجح معها في علاقة صداقة حقيقية...
ولذلك بدأت الدخول في دردشة على النت، وقبله تعرفت على الكثيرين ممن يتحدثون في موضوعات إما سخيفة أو غير محترمة.....
امتد الحوار بيننا لدرجة أنه طلب مقابلتي ورفضت لأنني اعتقد أن في ذلك بعض التجاوز الذي لا أسامح نفسي عليه... وبمرور الوقت كنت اكتشف كم كنّا متشابهين ولنا وجهات نظر متماثلة في كثير من الأمور ثم حدث اللقاء واكتشفت حقيقة مشاعري... اكتشفت إني متعلقة به برغم نكران ذلك بيني وبين نفسي... 
وكانت بداية أن أعيش قصة حب عاطفية فيها من أحلام اليقظة وأشعار الحب ومشاعري الصادقة... واستمر اهتمامي به وقلقي عليه وحبي له... رأيت فيه الحبيب شريك العمر وزوج المستقبل دون أن يشعر بي ودون إن اعترف له... كنت دائماً بجانبه أسانده.
ولكن يبدو أننا بحاجة إلى أشياء غير العينين كي ندرك ونحس بمن حولنا وجاءت أزمة كبيرة في حياته
وبلغ قلقي عليه أني كنت ابكي لقلقه وألمه دون أن اعرف ماذا به... ثم عرفت ما به وتلقيت الصدمة أنه يحب واحدة أخرى ومتعلق بها وأنه قد كان له علاقات غرامية بالكثيرات!!
كيف هذا؟ ألم يكون من النضج بحيث يعرف الحب الحقيقي؟!
الصدمة هزّت كياني... إذاً لم يكن حباً ربما فراغاً عاطفياً.
اشعر بالندم لكل هذا الوقت الذي منحته له وكل الأشعار وكل المشاعر، وتوقف الاتصال بيننا ثلاثة أسابيع لم اسمع صوته.... أو يصلني منه أي ايميل... فقد اختفى!!!
ثلاثة أسابيع بدون اتصال وفجأة اتصل بي، سمعت صوته فانتابني إحساس لم أتوقعه بالسعادة لكن شيئاً ما تغيّر داخلي بل أشياء وشكرت ربنا إن بطارية المحمول تسببت في انقطاع الاتصال... دامت سعادتي دقائق ثم عادت مشاعري الأخرى للظهور (الضيق... والألم... والحزن... لماذا اتصل)؟!
مازلت أحبه.. قلبي يخبرني بهذا ولكن ليس لي مكان في قلبه!!
فأنا حائرة جداً... لست أعلم ماذا أفعل؟؟
هل أدوس على مشاعري وحبي هذا؟؟
أم أدوس على نفسي وأقبل أن أكون رقماً في حياة حبيبي؟؟
دلوني ماذا أفعل
الحائرة
س. س
=========
 
الرد
"الحب الالكتروني" أو الحب عن طريق الإنترنت واقع فـُرض علينا سواء أردنا أم لم نـُرد، وإذا حرّمناه وقلنا عليه أنه رجس من عمل الشيطان فسوف نكون كمن حرّم الراديو والتلفزيون في أول ظهورهما وإن من عنده هذه الأجهزة هو من الأشرار الفاسقين، وفي نفس الوقت إذا حللناه (أي جعلناه حلالاً) سنقع في شرك "الكذب والخداع" فالإنترنيت وسيلة يسهل فيها الكذب والخداع لأنك لا تعرف شيئاً عن الطرف الآخر المتحدث إليك ولم تراه وجهاً لوجه وبالتالي يمكن مثلاً أن يقول أنه "بنت" ويكون "شاب" والعكس صحيح.
وبين الحرام والحلال يمكننا أن نجد طريقاً آمناً يجمع بين استخدام الانترنت كوسيلة حديثة وبين الحذر والحرص من الكذب والخداع.
فيمكننا أن نـُسمي فترة التعارف عن طريق الإنترنيت كوسيلة للحب والزواج بمرحلة "ما قبل التعارف" فهو ملتقى كبير بين أُناس كثيرون مثله مثل الرحلات، والجامعات، والنوادي، وغيره من أماكن التجمعات، لكن المفقود في الإنترنت كثيراً الرؤية بالعين وجها لوجه، ولذا أطلقت على التعارف بهذه الوسيلة "مرحلة ما قبل التعارف" لحين اللقاء الفعلي وجهاً لوجه ثم يبدأ التعارف الحقيقي.
وإن كان ولابد من استخدام الإنترنت في التعارف "كشر لابد منه" إن صح التعبير، هنا يحتاج المُستخدم له لبعض المحاذير وخاصة "الفتيات" ومن هذه المحاذير:
1- لا تعطي رقم تليفونك (منزل أو محمول) لشخص تعرفت عليه من خلال الإنترنت، لئلا يستخدمه ضدك إن قـُطعت العلاقة.
2- لا تضع صورتك الشخصية، لشخص تعرفت عليه على الإنترنت وذلك لسهولة سرقتها وتركيبها على أجسام عارية وتصبح مصدر تهديداً وخاصة على الفتاة.
3- عدم فتح الكاميرات لنفس السبب السابق، وعدم الظهور في أوضاع مثيرة عليها لأن البنت التي تفعل ذلك مع شاب من الصعب أن يتزوجها هذا الشاب.
4- إن كان التعارف جاداً يمكن أن يكون أحد أقارب "البنت" من الذكور وسيطاً بينهما يقوم هو بترتيب الاتصالات واللقاءات  بطريقة لائقة ومقبولة (وإن كان هذا الأمر سيكون مرفوضا من معظم الشباب) لكنه من وجهة نظري صمام أمان مهم يضمن شيئين غاية في الأهمية هما: جدية الشاب في الارتباط، والثاني ضمان سُمعة وصورة البنت أمام هذا الشاب وعائلته مستقبلاً.
5- عدم إطلاق المشاعر نهائياً في هذه الفترة "ما قبل التعارف" فلا تحب كلمات ناعمة تكتب على "الشات" ولا تحب صوتاً يأتيك من خلال المايك، دون أن تتقابلا وجهاً لوجه، فكثيراً من الشباب يحب "التسلية" فقط وعند الزواج يهرب.
كل هذا الكلام بصفة عامة عن الحب بالإنترنت، لكن نأتي الآن لمشكلة الأخت (س. س) أنتي وقعتي في فخ الخداع والكذب أمامك أحد طريقين:
الأول: هو طريق الإصلاح لهذا الشاب، وهذا الطريق طريق صعب وشاق يحتاج إلى جهد كثير حتى تضمني أن هذا الشخص سيقطع كل علاقاته الأخرى ويخلص لكِ وحدكِ، ولا يبني حياته فيما بعد على الكذب والخداع، مع العلم أنه من يبني حياته على الكذب يصعب –لكن لا يستحيل– تغييره. هذا هو الاختيار الأول.
أما الطريق الثاني هو أن تقطعي هذه العلاقة نهائياً وتضعيها في جبل ذكرياتك، وترتفعي بهذا الجبل فوق المشكلات وتأخذي منه العبر والدروس مع أي تجربة تعارف جديدة فالحب الإلكتروني ليس حباً حقيقاً لكنه "توهج للمشاعر" لكن الحب الحقيقي يولد في وقت كثير، كالطفل الذي يأخذ مدة تسعة أشهر لكي يولد في الحياة، ومن التعارف وجهاً لوجه ويقوم على أساس من العطاء للطرف الآخر وليس الأخذ فقط فلابد أن تميزي ما بين الحب الحقيقي و توهج المشاعر في الحب الالكتروني وربنا يوفقك.
ماهر ميشيل - maher@copts-united.com

إن كانت لديك مشكلة وترغب بإرسالها أضغط هنا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :