الأقباط متحدون | دراسة حديثة تؤكد سيطرة التيار السلفي على الإخوان المسلمين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣١ | الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دراسة حديثة تؤكد سيطرة التيار السلفي على الإخوان المسلمين

الاثنين ٢٧ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

معارك جديدة متجددة حول مسائل النقاب واللحية وملاحقة الأعمال الإبداعية
البداية كانت من السعودية فى الحقبة الناصرية و عصر السادات
الجماعة ستفقد كثيرا من مرونتها ومن قدرتها على ضمان التنوع الداخلي في البيت الإخواني
 

كتب: محمد بربر
كشفت دراسة حديثة بعنوان "تسلف الإخوان: تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية في جماعة الإخوان المسلمين"، للباحث "حسام تمام" على وجود حالة من التمدد السلفي، تتعاظم بشدة بين أفراد الجماعة وقادتها، وعلى رأسهم مرشدها العام الدكتور "محمد بديع". الدراسة التي تعد باكورة سلسة "مراصد" التي صدرت عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، وهي كراسات علمية محكمة تعني برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيما في الاجتماع الديني العربي والإسلامي، رئيس تحريرها حسام تمام؛ الصحفي والباحث ورئيس وحدة الدراسات المستقبلية.

ويشير الباحث إلى أن الحركة التي تشهد منذ شهور زخمًا سياسيًّا وإعلاميًّا كبيرًا، كانت قد تعرضت لأكبر هزة تنظيمية في داخلها منذ تلك التي عرفتها في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، خلال إجرائها انتخاباتها الداخلية نهاية 2009 وبداية 2010، والتي أسفرت عن تصدر رموز التيار التنظيمي المحافظ لنتائجها. ولا تتمظهر التحولات الجارية في سيطرة الاتجاه المحافظ على مؤسسات الإخوان فحسب، فيلاحظ الباحث أن الحركة تتجه إلى إعادة النظر في العديد من القضايا الخلافية التي تتعلق في جوانب منها بمسائل فقهية لم يحسم فيها الخلاف بعد.

ويوضح الباحث أن الجماعة قد مرت بحالة من التحول للسلفية الوهابية منذ أوائل الخمسينيات، وتعززت مع اشتداد الحملة الناصرية على الجماعة، وفرار عدد من كبار قادتها، واستقرارهم بدول الخليج؛ وخاصة المملكة العربية السعودية، محضن التيار السلفي الوهابي، ثم تأكدت تمامًا في حقبة السبعينيات التي شهدت أقوى انطلاقة للتيار الوهابي خارج حدود السعودية، وهي ما يصفها الباحث بالموجة الأولى من تسلف الإخوان.

أما الموجة الثانية من تسلف الإخوان، فيرى الباحث أنها جاءت في سياقات التحول في السبعينيات، وكانت تلك الموجة حاسمة باتجاه تسريع مسار التسلف لدى الإخوان على مستويين اثنين؛ المستوى الاجتماعي الذي تم بفعل معايشة السلفية الوهابية بشكل مباشر في البيئة السعودية، حيث خرج الإخوان حينها من السجون في عهد السادات، وبدأ موسم الهجرة إلى الخارج بالنسبة للآلاف منهم، ممن فقدوا مستقبلهم الوظيفي بفعل الاعتقال. أما المستوى الثاني فتم في مصر، وكان تنظيميًّا ظهر في ظروف الفورة النفطية الكبيرة التي اجتاحت مصر والمنطقة. وقد ساهمت سياسة الباب المفتوح في عهد السادات بدءً من السبعينيات في حالة من الانفتاح، وهكذا توفرت بنية من الفرص تسمح بولادة جديدة للحركة الإسلامية، لكن بنفس سلفي واضح.

ويرى تمام أن مرحلة الثمانينيات هي مرحلة كمون السلفية الإخوانية، فقد كانت مصر مشرعة على تغييرات متسارعة، وكانت القضايا الكبرى تلهب المصريين، لذلك لم يكن للسلفية صدى كبير في المنعرجات التاريخية الكبرى؛ لا سيما تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي، وبدايات التفاوض ثم رفض السلام ومعاهدة كامب ديفيد لاحقًًا والتظاهر ضدها، ثم أفغانستان. ويبين أن التأثير المتبادل بين الإخوان والسلفية تميز بصيغة يمكن تحديدها، فبقدر ما كان التأثير الإخواني في السلفية الوهابية حركيًّا، بقدر ما كان التأثير السلفي لدى الإخوان أيدولوجيًّا. وقد أدى التلاقح الحاصل في الاتجاه الأول الذي اتخذ صورة علمية في مدرسة الدعوة السلفية في الإسكندرية، إلى نشأة فرعين حركيين في السلفية: الأول عبر الفرع القطبي (نسبة إلى سيد قطب) الذي نتج عنه تيار جديد اصطلح على تسميته بالسلفية الجهادية، عبر فرع الإخواني الفلسطيني الشيخ "عبد الله عزام"، ثم تيار الصحويين السعوديين عبر فرع الإخواني السوري "محمد سرور زين العابدين" الذي دمج بين فكر العمل العام الإخواني وبين سلفية المعتقد في الوهابية.

وتكشف الدراسة عن نتائج الانتخابات الداخلية عام 2008، والتي أدت إلى احتجاجات من تيار الإصلاحيين داخل الجماعة وقلق من النخب الفكرية والسياسية خارجها، بسبب ما اعتبره كثيرون، حتى من الإخوان أنفسهم، "اختطاف" لجماعة الإخوان من قبل التيار القطبي الذي أحكم سيطرته التنظيمية على قيادة الجماعة، وتولى أبناؤه أهم مواقعها التنظيمية، وعلى رأسها منصب المرشد العام واثنين من نوابه الثلاثة، ومن ثم تعاظم المكون السلفي وتمظهراته خاصة في مسألة الهدي الظاهر، فبدأت معارك جديدة متجددة حول مسائل النقاب واللحية والتشدد في الملبس بشكل عام، كما ظهرت الالتباسات السلفية في أزمات ملاحقة الكتب والأعمال الفنية ومسائل الرقابة.

ويختتم "تمام" الدراسة مؤكدًا أن التطورات التي تناولها تفترض أخيرًا، أن الجماعة ستفقد كثيرًا من مرونتها، ومن قدرتها على ضمان التنوع الداخلي في البيت الإخواني، باتجاه مزيد من التنميط والمحافظة، والذي ستتعاضد فيه المكونات التنظيمية والقطبية والسلفية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :