الأقباط متحدون | لا مظاهر لعيد الميلاد في بغداد.. والكنائس تتحول إلى قلاع حصينة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٣ | السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٦ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا مظاهر لعيد الميلاد في بغداد.. والكنائس تتحول إلى قلاع حصينة

الشرق الأوسط | السبت ٢٥ ديسمبر ٢٠١٠ - ١٨: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

على غير العادة حضرت بان زكي هذه السنة إلى كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد قبل يوم واحد من بدء احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة وهي متشحة بالسواد لتقف في المكان الذي قتل فيه زوجها قبل أسابيع في هجوم مسلح على الكنسية التي حولتها الأسيجة الخرسانية التي وضعتها قوات الأمن العراقية مؤخرا إلى ما يشبه سجنا حصينا.

وقالت زكي إن زوجها (51 عاما) لقي حتفه في الهجوم المسلح الدامي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة أواخر أكتوبر (تشرين الأول) والذي نفذه متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة وأسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا أغلبهم من المسيحيين كانوا يحضرون صلاة الأحد آنذاك.

وحضرت زكي (49 عاما) إلى الكنيسة برفقة ولديها وابنتها الذين انخرطوا مع مجموعة من نظرائهم لا تتجاوز أعدادهم الـ20 وهم يحضرون لتراتيل سيؤدونها اليوم في عيد الميلاد.

وقالت وهي تحاول السيطرة على دموعها «لا عيد هذه السنة... نحن هنا (نتحضر للعيد) لكن من دون فرح». وأضافت «كيف نفهم أن للعيد معنى وصور قتل زوجي والهجوم ما زالت أمام عيني لا تغيب عن بالي لحظة.. لا يمكن أن أنسى أبدا ما فعلوا بنا وكيف قتلوا الناس وكيف قتلوا زوجي».

ولم تسلم زكي هي الأخرى من الهجوم فقد تعرضت إلى إصابة بطلقة نارية أصابتها في خاصرتها اليمنى وقالت وهي تضع يدها على مكان الإصابة وكأنها تحاول أن تتعكز عليها إن الطلقة التي أصابتها أدت إلى تمزيق جزء من كليتها وأحشائها والقولون وإنها ما زالت حتى الآن تعالج من جروحها.

وكانت بغداد قد شهدت في الأسابيع الماضية عمليات مسلحة منظمة استهدفت المسيحيين أدت إلى قتل الكثير منهم وهو ما دفع بالمئات من العوائل المسيحية لترك منزلها بحثا عن ملاذ آمن.

وأعلن التنظيم المسلح لدولة العراق الإسلامية وهو تنظيم يرتبط بـ«القاعدة» مسؤوليته عن تلك الأحداث وهدد التنظيم بشن عمليات مماثلة أخرى.

وطالب التنظيم في بيان وضع على موقع على الإنترنت عادة ما تستعمله جماعات مسلحة القيادات المسيحية بالضغط على الكنيسة المصرية لإطلاق سراح مسيحيين قال التنظيم إنهم اعتنقوا الإسلام. كما طالبت التنظيم المسيحيين في العراق بعدم التعاون مع القوات «المحتلة» وإعلان البراءة منهم.

وإزاء هذه الأحداث والخوف مما قد ينتج عنها من هجمات مسلحة أخرى طالب مجلس كنائسي يسمى الأمانة العامة لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في بيان له قبل أيام أتباعهم المسيحيين باقتصار الاحتفالات هذه السنة على الصلاة داخل الكنائس. ولم يظهر على الكنائس في بغداد أي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية والتي عادة ما تبدأ مراسمها في بغداد ابتداء من أمس من كل عام.

وبحسب تقرير لوكالة رويترز فإن السلطات الأمنية العراقية اتخذت تدابير احترازية إضافية إزاء هذه التهديدات فشرعت بوضع أسيجة إسمنتية بارتفاع يصل إلى 3 أمتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو أسلوب تتبعه السلطات الأمنية منذ فترة عند أي مكان أو موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية. وعند كنيسة سيدة النجاة انتصبت هذه الجدران تعلوها الأسلاك الشائكة وهو منظر حول الكنيسة إلى ما يشبه القلعة.

وقال العريف عبد أسود محمد وهو رجل إطفاء كان يقف قرب شاحنة لإطفاء الحرائق كانت تقف على مقربة من كنيسة القلب الأقدس في بغداد إن «هذه الإجراءات هي جزء من خطة أمنية لحماية الكنائس في بغداد».

لكن هذا المنظر لم يرق للكثير من المسيحيين الذي قالوا إنه منظر محبط ويثير الكآبة.

وقال يوسف وهو يشير إلى كنيسة سيدة النجاة «أقسم بالله عندما جئت إلى هنا قبل أيام ورأيت هذه الجدران تحيط بالكنيسة بدأت في البكاء»، وأضاف «انظر إلى المكان. كأنه قلعة حصينة أو سجن حصين وليس مكانا للعبادة».

وفي داخل كنيسة سيدة النجاة ما زالت آثار الطلقات النارية تغطي المكان بكامله وما زالت آثار تفجيرات الهجوم المسلح على حالها بينما راح عدد من الصبية ينشدون تراتيلهم استعدادا للاحتفال اليوم.

لكن بان كانت تقف لوحدها منشغلة بذكرياتها المؤلمة، وقالت وهي تشير بإصبعها على المكان وبصوت يتهدج «كنت هنا على الأرض ممددة وجرحي كان ينزف. وكان زوجي هناك لا يبعد عني سوى أمتار معدودة وكان هو أيضا ممددا على الأرض. لكن كان قد فارق الحياة»، وأضافت «لم أستطع الوصول إليه. خفت أن يقتلوني أو يقتلوا أولادي الذين كانوا في حضني. بقيت أتفرج عليه ولا أستطيع أن أفعل له أي شيء». وبسبب تلك الهجمات اضطرت المئات من العوائل المسيحية إلى النزوح إلى إقليم كردستان، شمال العراق، فيما قرر البعض منهم الهجرة إلى خارج العراق وهو ما دفع بالقيادات المسيحية إلى أن تطلب من هذه العوائل عدم ترك منازلها والبقاء فيها.

لكن بان زكي شأنها شأن الكثير من المسيحيين العراقيين قرروا حزم أمرهم والهجرة. وقالت «قدمت زوجي ضحية. ماذا يريدون منا أن نقدم بعد. أنا غير مستعدة لتقديم أي تضحية أخرى. لم يعد لدي سوى أولادي. سآخذهم وسأرحل. يكفي ما قدمت من تضحية».




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :