الأقباط متحدون | صدى الأبواق...!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٥٣ | الجمعة ٢٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

صدى الأبواق...!

الجمعة ٢٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٤٧: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: نوري إيشوع
"ومن أنكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله". لو 9:12
عالم اليوم يمر في مرحلة الابتعاد عن الإيمان المقرون بحب الخالق، عالم فقد فيه الإنسان إنسانيته و لوث عفته، إنسان خلبي (فارغ) من كل شيء، عزته، كرامته، قيمه، إنسان يعبد المال ويعشقه، وسخر كل حبه وعشقه لهذا الجماد الذي يفوق لديه قدسية الإله السماوي، فقدم له كل إمكاناته وقدراته المشروعة والغير مشروعة، من مهارة وشطارة، ذكاء وخبرة، ومن مكر وخداع، نصب واحتيال، سرقة واستغلال، سلطة وصداقات ونتيجة هذه المحبة اللامتناهية لإله هذا الدهر، بنى هذا المخلوق العاق علاقاته مع أقرانه، الذي أصبح لهم بوقًا ينفخ بدلاً عنهم معلنًا كم الأفواه ويقرع بدلاً عنهم الأبواب، ناشدًا أصحاب القرار لتجميد العقول وشل الأطراف ولإسكات أصوات الحق وكسر الأقلام، وتجفيف حبرها، لقتل كل صرخة رحمة تنادي بحفظ العالم من الشرور الزاحفة كإعصار هائج، وتنشد نشر محبة المسيح التي تنادي بحب الإنسان للإنسان في كل مكان، لأن الله محبة، و من يعرف الله لا يعرف الكره والبغض والضغينة وسيحترم عفويًا الآخر، وبهذه المحبة السامية سيعم السلام الدائم على الجميع "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا" يو 34:13.
إنسان اليوم، يرتعد خوفاً كلما هبت نسمة خريفية، تفزعه سقوط ورقة صفراء ترتطم في أرض باردة، إنسان يرتعش عندما يسمع صدى صرخة ظالم قادمة من بعيد، إنسان جمع عشقه لإله هذا الدهر مع خوفه و فزعه على فقدان هذا المعبود العزيز و نتيجة لهذه العلاقة المتكاملة بين الثلاثة: الإنسان الصوري، المال و الخوف، تاهه هذا الأدمي بين الحقيقة و الخيال، بين الإيمان و الكفر، بين القيم السامية و المحرمات.
إنسان اليوم، يحمل اسمًا مسيحيًا، ويعلن مسيحيته في الخفاء، ولكن ينكر مسيحه في العلن، ويحارب تعاليم فاديه بكل ما أوتي من قوة، وعن سابق إصرار، ليرضي بفعلته تلك من يعتبرهم مصدر ثروته، ومقدمي ذبائح إلهه الدهري الزائل، أو من الذين يغنم منهم بسرايا، ناهيكم عن العطايا و الهدايا والتقدمات، والله أعلم ما يُطبخ في الخفايا.
ايها الإنسان الضال، الضعيف الذي يركع أمام إله هذا الدهر (المال)، وتسّخر كل قدراتك الهائلة لتشبع فيك هذه الغريزة المادية، و تلجأ إلى إنكار الرب الإله، الذي تدعي تبعيتك له اسميًا، لإشباع غرائزك الحيوانية.
ايها الإنسان الجبان، تخلى عن جبنك واقرع الأبواب، واعتلي المنابر لنشر البشارة والكلمة، بدلاً من قرعها للمطالبة بقتل الكلمة، وكتم أنفاس مستغيث يصرخ لرفع الظلم عن شعبٍ بريء.
"الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح. ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" مت 27:10-28.
وللذين عشقوا المال وجعلوه إلهًا ومعبودًا لهم، وأصبحوا له شهودًا، جماعات وفرق، أسرد لهم هذه القصة عن (حب المال)، لعلهم يأخذون منها دروسًا وعبر، ويخلعون من خلالها ثوب جبنهم، وزيف صورتهم و مواقفهم المخجلة:
ناسك مؤمن اختار العيش في البراري بعيدًا عن العالم. في أحد الايام، قادته خُطاه إلى مغارة يستريح فيها قليلاً، ويعكف فيها على الصلاة والتأمّل، وإذا به يرى فيها كنـزًا. فهرب خارج المغارة مهرولاً وهو يصيح: "رأيت الموت.. نعم رأيت الموت".
و فيما هو في هذه الحالة التقى بلصوص ثلاثة، فأشفقوا عليه وعرضوا عليه المساعدة. ولما قال لهم أنه رأى الموت، هدّأوا من روعه وطلبوا منه أن يأخذهم إلى المكان الذي يمكث فيه هذا الموت، ليروه أيضًا. قادهم الناسك إلى المغارة، واقترب من الكنـز فأشار إليه مرتعبًا وقال: "ها هو الموت". تقدّم اللصوص بحذر، وما إن رأوا الكنـز حتى انتابتهم بهجة عارمة و موجة من الفرح، فقالوا للناسك: "لقد أصبت أيها الأب القديس، هذا هو الموت بعينه. فاهرب منه سريعًا قبل فوات الأوان".
وبقي ثلاثتهم في المغارة يتبادلون الرأي في كيفية نقل الكنـز. طال بهم الأمر في التفكير، فشعروا بالجوع، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم ما يأكلون، وبعد ذلك يقرّرون كيف يتقاسمون الكنز و ينقلونه.
ذهب اللص إلى المدينة ليحضر الطعام، لكنه فكّر في قرارة نفسه في طريقة للتخلص من شريكيه: سوف أتناول طعامي في المدينة، وسأحضر الطعام لرفيقيّ. لكن لما لا أدس السم في أكلهما وأفوز بالكنز كله؟ وهكذا فعل.
أما شريكيه في المغارة، فكّرا هما أيضًا قائلين: "لما لا نتقاسم الكنـز نحن الاثنين. فلنقتل رفيقنا حالما يعود ونتقاسم الغنيمة".
وما هي إلاّ لحظات، حتى وصل الرفيق الثالث من المدينة حاملاً الطعام القاتل. وما إن دخل حتى تناوله اللصان بضربة قاضية على رأسه، فمات على الفور. ثم جلسا يأكلان ويشربان. لكن سرعان ما أخذ السمّ مفعوله فقضيا نحبهما.. وبقي الكنـز في مكانه".
فيا أيها الذين بعتم أنفسكم وأصبحتم كالآلة التي تدور فقط لصنع المال وجمعه، بغض النظر عن الأسلوب و الوسائل، هذا الإله زمني زائل، ولن ينفعكم عند الوقوف أمام عرش ملك الملوك ورب الأرباب! وما دمتم تنكرون الرب سوف ينكركم هو أيضًا عند الدينونة!
بهذه المناسبة الرائعة روعة الخالق، والعالم يحتفل بعيد ميلاد الطفل يسوع فادي البشرية، أتقدم بتهانيّ القلبية لكل المسيحيين في العالم ، ولكل إنسان على وجه المعمورة، مهما كانت معتقداته راجيًا الرب أن يلمس قلوب الجميع لتعم المحبة والسلام في العالم أجمع!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :