الأقباط متحدون | أيهما أفضل؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٥ | الاربعاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٣ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٤٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أيهما أفضل؟

الاربعاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٤: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

يقلم: فيفيان فايز
فتاة أخطأت فكانت ثمرة الخطيئة طفل. فإذا كانت هذه الفتاة من أطفال الشوارع، فأيهما أفضل لها؟ أن تربي طفلة طفلاً آخر في الشارع؟ أم أن تجد لهذا الطفل بيتًا يأويه وأسرة تحتضنه وتعتني به؟ وإذا كانت هذه الفتاة تعيش في وسط أسرتها ومجتمعها، فأيهما أفضل لها؟ أن تجد من يستر عليها ويخلِّصها من الفضيحة والعار بأسلوب إنساني يأخذ في الاعتبار إنسانية كل الأطراف، ويخلص ويرفع من على كاهل الفتاة وطفلها ثِقل الوصمة؟ أم أن يظلا ينئيان تحت وطأتها طيلة حياتهما؟ هذا بخلاف الحياة غير الكريمة التي تنتظرهما في هذه الحالة..

أيهما أفضل للطفل؟ أن ينضم إلى الأعداد الغفيرة من أطفال الشوارع ليعيش حياة الفقر والبؤس والتشرد والإجرام والمهانة واحتمالات التحرش الجنسي والاغتصاب؟ أم أن يجد مكانًا يأويه، وأفرادًا يعتنون به؟ وأيهما أفضل؟ أن يكون هذا المكان ملجأ للأيتام؟ أم أن يكون مع زوجين لم ينعم الله عليهما بنعمة الإنجاب، فيتوقان إلى طفل يفرغا فيه عاطفة الأمومة والأبوة، ويهتمان ويعتنيان به؟

وأيهما أفضل للحكومة؟ أن تساعد في اغتنام كل فرصة وأسلوب للحد من مشكلة أطفال الشوارع والأطفال الأيتام؟ أم أن تعاقب من لجأ لأسلوب لا يتفق مع أفكارها؟
وأيهما أفضل للحكومة أمام الأقباط وأمام العالم؟ أن تعترف بحق الأقباط في التبني وفقًا للمادة (151) من الدستور الذي يكفل لجميع الأفراد حرية ممارسة عقائدهم؟ أم أن تستمر في معاندتهم وهم أحد عنصري الشعب؟ وأيهما أفضل للأقباط؟ أن يشعروا بمساندة الدولة لهم؟ أم أن يشعروا أن الدولة تمنع عنهم حق من حقوقهم؟

وأيهما أفضل للحكومة أمام الرأي العام العالمي؟ أن تزيد من عدد قضايا الإتجار في البشر "بالأونطة"؛ لأن ما هي في جوهرها إلا قضايا تبني أم أن تبيح التبني للمسيحيين، وتضع بذلك الأمور في نصابها الصحيح؟

لقد أثارني خبر مفاده أن قسًا في "الإسكندرية" كان مطلوبًا أمام العدالة بتهمة الإتجار في البشر في مطلع الصيف الماضي؛ لأنه ساعد فتاة أخطأت وأثمر خطأها عن طفل في توفير أبوين لهذا الطفل يوفران له بيتًا ودفئًا وحبًا، وينقذان الطفل وأمه من مصير مجهول. وهذان الأبوان مصريان يحملان الجنسية الأمريكية.

أقول: إن هذا الخبر أثارني؛ فأخذت أبحث في موضوع الإتجار في البشر، فوجدت أن الأمم المتحدة تعرِّفه في احدى وثائقها على أنه "توظيف أو نقل أو إخفاء أو استلام الأفراد عن طريق التهديد، أو استخدام القوة أو غيرها من أشكال الإكراه، أو الخطف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو سوء استخدام لموقع سلطة، أو ضعف، أو منح أو منع الأموال أو الامتيازات من أجل الحصول على موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر، بهدف الاستغلال. ويشمل الاستغلال في أقل صوره، الاستغلال في الدعارة أو أي استغلال جنسي، أو الإجبار على تقديم الخدمات، أو الاستعباد أو ما يشابهه، أو استئصال الأعضاء.

ويشرح بروتوكول الإتجار في البشر، أن هذا النشاط له ثلاثة عناصر هم: عنصر الفعل (ماذا حدث)، وعنصر الوسيلة (كيف حدث)، وعنصر الهدف (لماذا حدث). وأنه للحكم على واقعة ما بأنها تمثِّل بالفعل جريمة الإتجار في البشر، فإنه يجب أن ينطبق هذا التعريف بعناصره الثلاثة عليها.

أما فيما يتعلق بالتبني، فإن هناك دولاً تسمح بأن يتبنى أشخاص من جنسيات أخرى أطفالها، حيث سنَّت تلك الدول قوانين وتشريعات من أجل تنظيم هذه العملية، فيما يُعرف بالتبني الدولي international adoption، أو التبني عبر الدول intercountry adoption .

لقد أدارت قناة "بي بي سي" حوارًا في رحاب معبد الكرنك عشية يوم السبت 18 ديسمبر، حول موضوع الإتجار في البشر. وبعد الاستماع إلى الحوار كاملاً بكل ما فيه من اختلاف في وجهات النظر، لم أستطع أن أربط بأي شكل من الأشكال بين مساعدة أطفال أيتام أو أطفال ولدوا خارج إطار الزواج في الحصول على دفء أسري، وبين جريمة الإتجار في البشر الشنعاء!! ألم يحن الوقت إذًا لوضع الأمور في نصابها الصحيح؟

أخيرًا، لا يسعني سوى أن أقول: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :