قداسة البابا ستبقي رمزاً
بقلم: حليم اسكندر
يشن الكثير من انصاف المتعلمين واشباه الكتاب وراغبي الشهرة حملة شعواء ضد قداسة البابا شنودة الثالث طمعاً في الشهرة والكسب المادي ، فهم يدركون جيداً ان قداسة البابا شنودة رمز من رموز الوطن شاءوا ذلك ام ابوا !! ولذلك فهم يدركون جيداً ويعرفون انهم بمهاجمة قداسة البابا يفتحون امامهم باباً رحيباً للشهرة والظهور الاعلامي والتربح من القنوات الفضائية والبرامج الموجهه عبر وسائل الاعلام الساعية نحو الاثارة والتواجد والسبق مهما كانت النتائج !!
وبالطبع نحن لاننادي بعصمة البابا وندعي انه فوق مستوي البشر ولكن في نفس الوقت ذاتة لانقبل ولانرضي ان توجه له الاتهامات الظالمة والباطلة وغير الحقيقية علي الاطلاق !! ونحن نستنكر ونرفض الهجوم والاساءة الموجهة لقداسة البابا ولكننا لانستغرب ذلك او نتعجب منه ، فمن الطبيعي ان يتم قذف الاشجار المثمرة بالحجارة وهذا ليس بجديد !! ولكن في الاونة الاخيرة كثرت وتعددت تلك الاقلام الساعية نحو الشهرة دون ان تضع في اعتبارها ان تلك الاتهامات الباطلة انما هي نخر في عظام الوطن ، هي سكب للبنزين علي النار ، هي تحريض واضح وصريح علي الفتنة والعبث بأمن وأمان الوطن ، هي تأجيج واذكاء لنيران الفتنة التي من الممكن ان تقضي علي الاخضر واليابس وتدمر هذا الوطن الذي نتشرف بالانتماء الية وعلينا ان نسعي جميعاً من اجل خيرة ورفعتة وعزتة !!
وقد راحت تلك الاقلام تكيل له التهم الباطلة وتروج لاكاذيبها وافتراءتها ومزاعمها واضاليلها ، فمنهم من حملة مسئولية الفتنة وادعي ان الاحتقان الطائفي بدأ في مصر منذ اعتلاء قداسة البابا لكرسي مامرقس وهذا كذب وتضليل ومحض افتراء وينم عن الجهل الفاضح الواضح بمجريات واحداث التاريخ ، فحوادث العنف الطائفي والتمييز ضد الاقباط لم تنقطع طوال التاريخ وعبر كل العصور ولكنها تختلف فقط في الشدة والحدة من فترة لاخري !!
تاريخ قداسة البابا يشهد وبكل وضوح عن حبة لبلادة ووطنيتة وانتمائة وليس هناك مجال للمزايدة او التشكيك في ذلك من المغرضين او المشككين او المتسلقين والوصوليين الساعين نحو الشهرة ولو علي حساب المبادئ والصدق واداب المهنة وميثاق الشرف الصحفي او حتي أمن البلاد وأمانها ، ومن المؤسف ان تلك العدوي انتقلت من الصحف الصفراء الي الصحف التي كنا نظن انها صحف محترمة ، تحترم عقل القارئ وتحترم نفسها وتاريخها وتسعي نحو احداث وتأكيد وترسيخ روح المحبة والاخاء وقبول الاخر ، ومقال " الفتنة " الذي نشرتة الاهرام بعنوان " اقباط 2010 " خير شاهد ودليل علي صدق ما اقول !!
وسأذكر هنا علي سبيل المثال لا الحصر عدد من مواقف قداسة البابا التي تبرهن وتعلن وبكل وضوح عن وطنيتة الشديدة وحبة الكبير بل وعشقة لمصرنا الحبيبة :-
اولاً : شارك قداسة البابا وهو برتبة " ضابط احتياط " في حرب 1948 من اجل استرداد فلسطين.
ثانياً : قداسة البابا صاحب المقولة الخالدة والشهيرة " مصرليس وطناً نعيش فيه انما هي وطن يعيش فينا " فما ابلغ واصدق تلك العبارة ، عبارة تنم عن مدي صدق وعمق حب قائلها لبلادة وفخرة واعتزازه بها !!
ثالثاً : قداسة البابا يرفض وباصرار ان يزور القدس والاماكن التي تشرفت باحتضان السيد المسح وتباركت بوجودة طوال فترة تجسدة وحياتة علي الارض طالما بقيت تحت ادارة سلطة الاحتلال ، رغم وجود معاهدة للسلام بين البلدين منذ مايزيد عن الثلاثين عاماً .
رابعاً : قداسة البابا يرفض ان يتم حل المشاكل القبطية من الخارج ويقول انها مشاكل داخلية ينبغي ان يتم حلها داخل الاسرة المصرية.
خامساً : قداسة البابا يرفض ان يقابل لجان الحريات الدينية التي تأتي لزيارة مصر ، رغم ترحيب اطراف اخري بمقابلتها ، ورغم ذلك يتهم بالاستقواء بالخارج !!
سادساً : قداسة البابا يحث دائماً الشباب الثائر علي الظلم والتمييز الواضح ضد الاقباط علي التزام الهدوء والصلاة وتسليم الامر لله الذي يدافع عنا ونحن صامتون ويردد عباراتة الشهيرة " ربنا موجود " " كلة للخير " " مسيرها تنتهي " " نستأنف الحكم للسماء " !!
وفي فيديو نادر يجمع قداسة البابا والرئيس الراحل انور السادات وشيوخ المسلمين نجد ان قداستة يؤكد علي نقاط الالتقاء ولذلك بدأ حديثة بقولة " باسم الالة الواحد الذي نعبدة جميعاً ، الذي يعبدة المسلمون الموحدون بالله والذي يعبدة المسيحيون الموحدون بالله "
ثم شكر السيد الرئيس علي الدعوة الكريمة التي جمعت بين شيوخ المسلمين واساقفة الاقباط وقام بتحية السادة الشيوخ وتمني ان تتكرر مثل تلك اللقاءات والتي تزيد بدورها من المحبة والتآخي بين شركاء الوطن ، كما اعلن عن احساسة وتقديرة للظروف التي تمر بها مصر واجواء ماقبل الحرب " اكتوبر 1973 " وطالب ان يتكاتف الجميع ويقفوا سوياً متساندين في وحدة وتآخي وتعاون وحب لكي مانضرب المثل للجميع عن حياة المحبة والوحدة والتعاون !!
كما اكد ان اسوأ شئ ياخذه الناس عن الدين " اعتقادهم ان الدين هو التعصب، وظنهم ان محبة الشخص لدينة تعني كراهية الاخر المختلف عنه دينياً "
وطالب ان يكون الشخص المتدين محباً للجميع ويقبل الجميع ويكون قلبة متسعاً للجميع رغم الاختلاف " يكون في قلبة للجميع مكان ومكانة ، منزل ومنزلة " يظهر محبتة ورحمتة ومثاليته ويعطي صورة مشرقة لدينة انه ينشر الحب والسلام ، وطالب ان تتوصد وتتعمق علاقات المحبة بين شركاء الوطن الواحد ، واكد ان الكتاب المقدس يدعو الي المحبة قائلاً " الله محبة ، من يثبت في المحبة يثبت في اللة والله فيه "
كما طالب ان يتم تعليم الاولاد في المدارس المحبة " حب الابوين ، حب المدرسين ، حب القادة ، حب بعضهم البعض " الحب النقي الطاهر الذي يرتفع فيه الانسان عن مستوي القانون !! كما طالب بتعليم الاولاد حب البلاد وحب الجميع وان اختلفوا معهم في الرأي !!
هذا هو قداسة البابا ايها السادة : انسان روحي ، قلب محب ، شمعة مضيئة ، عاشق لوطنة ، يحب الجميع دون تفرقة ، قداسة البابا تحية تقدير واحترام ومحبة ، قداسة البابا ستبقي رمزا للحب والعطاء والنقاء والوطنية رغم انف الحاقدين.
لينك الفيديو " لقاء قداسة البابا والرئيس الراحل وشيوخ المسلمين "
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :