عشان ساكتين ؟
بقلم: حليم اسكندر
يقول علماء الاجتماع : إن قوة الكلمات تفوق أي قوة توصل لها الإنسان كالكهرباء أو الطـاقة النووية فالكلمة قوة عظمى تبعث طاقة بلا حدود ولا انقطاع ، وهي في الأصل قوة مادية ، فهي من الهواء ، مادة الحياة ومصدر الطاقة ووعاء العلم والحكمة والتجارب.
وللكلمة قوتها الكبيرة وفعاليتها وتأثيرها الشديد علي النفس البشرية ولذلك فهناك اقوال وكلمات غيرت مجري التاريخ وساهمت في بناء حضارات وتاريخ امم و شعوب بالكامل ، ومازالت تلك الكلمات حية الي الان بعد رحيل قائليها بقرون طويلة ، ومازالت ترددها الاجيال الحالية وستظل ترددها الاجيال القادمة وذلك نظراً لقوتها وتأثيرها وفعاليتها والحكمة التي تفوح من بين جنباتها والمعاني العميقة التي تخرج من بين ثناياها.
ولاشك ان الترانيم والتسابيح لها دور فعال ومؤثر في الحياة المسيحية فهي لغة السماء علي الارض ، اذ يشعر الشخص اثناء التسبيح انه يحلق فوق مستواه البشري ليقترب من السماء ، والتسبيح يعد ذبيحة صالحة حية مرضية نقدمها لابونا السماوي والهنا المحب اثناء الصلاة والحديث مع الرب ، وقد تكون الترنيمة سبباً في تغيير مجري حياة انسان ورجوعة من حياة الخطية والظلام وعودتة الي حياة المحبة والسلام . فالترنيمة المعبرة المعزية قد تفوق في اثرها اثر عظة بليغة او حتي قراءة كتاب !!
ولقد استخدم الرب عبر العصورخداماً مباركين قادوا خدمة الترنيم والتسبيح في كنيستة المقدسة ، ومن هؤلاء الخدام المباركين " وهم كثيرون " ولكني اخص بالذكر الشاعر المبدع الاستاذ رمزي بشارة ، فهو شعر جميل متميز يستخدم كلمات بسيطة في ظاهرها تصل لكل المتلقين بسهولة ولكنها قوية جداً و معبرة وعميقة في معناها وشديدة التأثير وقد تفاعل الشاعر الكبير في القيمة والاثر والشاب بمقياس السنين مع الاحداث الحالية وما يجري في بلادنا المحبوبة مصر من ظلم واضح وتمييز ضد الاقباط وعبر عن ذلك بكلمات غاية في الروعة والعمق والبساطة وقوة التأثير فقدم لنا الترنيمة الرائعة " عشان ساكتين " وقام بتلحينها وتوزيعها الملحن المبدع حاتم منير ورنمتها الاخت المباركة جاكي .
تقول كلمات الترنيمة :
هو إحنا عشان ساكتين فكرتونا خايفين !
لأ ده إحنا ما بنخافشى وقُدَّام المُوت ثابتين
نقدر نمسك سلاح ونعمل زَيكوا
ونملاكم جراح ونسيَّح دمُّكوا
لكن مش هى دِيَّه
تعاليم المسيحييه
ويسوع سايب وصيَّه
إن إحنا نحبكوا
قرار :
بنصليلكم تعيشوا بمحبَّه زيِّنا
وتدوقوا من حنان وطيبة ربِّنا
مايهمش إحنا مين مايهمش إنتوا مين
وكفايه إن إحنا وإنتوا بشر وبنى آدمين
وضرورى تخلوا بالكوا ... صَحيح إحنا سِكتنالكوا
لكن لينا رَب عظيم بيحارب عَنِّنا
سيبنا فـ إيد المسيح العَدل والإنتِقام
هوُّ إتصَلب صَحيح بَس إفتِكروا إنُّه قام
إلهنا مش ضَعيف صَحيح ملك السَّلام
لَكِن غَضبُه مُخيف وبيتدَخَل قَوام
وإن ليلنا غاب صباحُه
وحبايبنا مِنَّا راحوا
يبقى بإذنه وسماحُه
ولخيرنا مفيش كلام
جدير بالذكر ان هذه الترنيمة ليست هي المرة الاولي التي يتفاعل فيها الشاعر المبدع مع مايدور من احداث علي الساحة القبطية ، فقد سبقت تلك المشاركة العديد من المساهمات المؤثرة والفعالة نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر : القصيدة التي القاها في وقفة الشموع التي اقيمت في الكاتدرائية بمناسبة ذكري الاربعين لشهداء نجع حمادي بعنوان : مالك ياست الكل دمع علي الخدود؟
وكذلك ترنيمة : اه يا وجعي يامراري ، التي رنمتها ايريني ابوجابر.
وكذلك الاوبريت الرائع " سيبني اعيش " الذي يدعو للسلام والمحبة ونبذ الحروب والمساواة بين الجميع .
تحية شكر وتقدير واحترام للشاعر المبدع الاستاذ رمزي بشارة علي جهدة المخلص واحساسة الرائع ومشاركاته الفعالة وخدمتة المثمرة ، الرب يبارك كل اولادة وخدامة الامناء ويبارك خدمتهم في كل المجالات من اجل مجد اسمة القدوس المبارك ، أمين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :