الأقباط متحدون | لنكن أكثر طموحا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٦ | الجمعة ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ٨ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لنكن أكثر طموحا

الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠١٠ - ٣٣: ١٠ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي
سوف نلحق بركب الحضارة ونعيش بروح العصر، رغم أن التعصب الدينى يدفعنا بقوة إلى الخلف.  نحن الآن فى عصر العلم، وفى مواجهة العلم لا يبقى الدين مصدرا وحيدا للمعرفة كما كان فى الماضى. ولهذا يتراجع التعصب الدينى فى المجتمعات التى تطورت، واتخذت من العلم أداة لبناء الحياة وبناء المجتمع. وإذا كان التعصب يتزايد عندنا بدلا من أن يتراجع، فلأن العلم الذى بدأنا بناءه فى القرن التاسع عشر تراجع فى القرن العشرين. من هنا تنبع كل المشكلات التى تأخذ اليوم بخناقنا. لا تنبع أى مشكلة من اختلافنا فى الدين، بل تنبع من التخلف، وهو وحده مصدر الفقر والخرافة ومصدر التعصب. 
أعرف أن ما أكتبه لا يمكن أن يرضى الجميع. وفى عملية التصنيف الجارية الآن، ، قد يضعنى من يختلف معى ولا يرضى عما أكتب فى خانة الكتاب المسلمين. فى ظل التعصب والتحريض الدينى يصنف الناس على أساس واحد هو الدين، وهو تصنيف غير واقعى، يعبر فقط عن حساسية مفرطة لا يجد أصحابها تفسيرا آخر لما لا يرضون عنه. ولن أتنكر لإسلاميتى على أى حال، لكننى لا أشعر بأى قدر من التعصب، وحين أختلف فى الرأى لا يصدر اختلافى عن كونى  مسلما بالضرورة. ربما يؤثر الدين فى تفكيرى دون أن أشعر، وهذا طبيعى لأن الدين ثقافة نتشربها منذ الصغر، لكننى أزعم أن المكون الدينى فى ثقافتى ليس المكون الوحيد.
يبدأ التعصب عندما يكون الدين وحده معيارا للحكم على كل شئ. ويصبح هذا هو الحال عندما يتراجع منطق العلم. وأكاد أكون على يقين بأننا سوف نتخفف يوما من حساسيتنا المفرطة، ونتفاعل معا كمواطنين مصريين. نختلف فى الرأى ونظل مصريين، ونختلف وقد نتعارك ولكن نظل إخوة وأصدقاء. وربما لا تختفى المشكلات الدينية ولكن طابعها سوف يختلف، فستقل حدتها بفعل التسامح الذى يموج به عصر العلم وتزرعه سعة الأفق، ومنطق الحضارة. لا أتوهم أننا سنصل سريعا إلى ذلك المستوى من التقدم، لكننى أتطلع للوصول إليه وأعمل من أجله مثلما يتطلع إليه ويعمل من أجله كل من يدعو لسيادة مبدأ المواطنة.
بيئة التخلف التى تحاصرنا الآن تؤثر علينا جميعا لا محالة، ومن علامات ذلك أن تطغى الهوية الدينية على الهوية الوطنية. والمؤكد أن هذا الطغيان تكرسه ردود فعل يتعذر التحكم فيها، غير أن التحكم فيها سوف يصبح ممكنا حين نختار بإرادتنا أولويات واضحة. وأعتقد أننا يجب أن نعطى أولوية مطلقة للقضاء على التخلف. أقول هذا وأنا أعرف أن تجاوز التخلف قضية طويلة الأجل، فلا مفر من التعامل مع قضايا الأجل الطويل، لأنها قضايا المستقبل. نعم، توجد قضايا مشتعلة تحتاج حلولا سريعة، ترتبط حتما بالمواعظ واللقاءات الأخوية، والضغوط السياسية. ولا بد أن نقبل تلك الحلول ونسعى إليها، ولكن يجب أيضا أن ندرك طبيعتها، فهى حلول مؤقتة وإسعافات سريعة، تطفئ الحريق ويبقى الشرر كامنا وجاهزا لإشعال المزيد من الحرائق.
أحرى بنا أن نكون أكثر طموحا، فلا نكتفى بحلول سريعة لا تعالج الأسباب من جذورها. وقد جربنا مرارا ذلك الاختيار، وآن لنا أن نستوعب نتائج اختياراتنا وهى الحرائق الحالية. وستظل الحلول التى نتوصل إليها حلولا وهمية، طالما بقيت حالة التخلف. والتخلف متعدد الأوجه، فهو اقتصادى وثقافى واجتماعى، ولكن حلقة رئيسية تحرك هذا كله هى العلم. أما الدين فلن يزرع مبدأ المواطنة، واعتقادى راسخ بأن التعصب يظل قائما طالما ظل الدين وحده يشكل عقولنا بعيدا عن العلم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :