الأقباط متحدون | مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٦ | الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ | ٥ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ

الثلاثاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٠ - ٤٦: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عماد توماس
أحاول في الآونة الأخيرة الامتناع بقدر الإمكان عن مشاهدة التلفزيون وقراءة الصحف، خاصة برامج التوك شو والصحف سواء كانت قومية أو خاصة، والاكتفاء بمتابعة الأخبار على الانترنت، لأسباب عديدة أهمها أن معظم الأخبار لا تسر عدو ولا حبيب، كما أن معظم  الفضائيات والصحف مليئة بالأكاذيب أو التهوين والتهويل أو الأخبار التي تسبب لك اكتئابًا حادًا تحتاج إلى وقت طويل للتخلص منه، فبالأمس جاءنا خبر عن انهيار مصنع ملابس بمنطقة محرم بك شرق الإسكندرية مما أدى  إلى مقتل 7 وإصابة 10، وفى نفس اليوم انهار منزل بمنطقة أبو الحسن بالمحلة مما أدى إلى مصرع طفل وإصابة ثلاثة آخرون-بحسب ما هو معلن.

بالإضافة إلى تجمهر سكان منطقة أبو سيلمان وعزبة البحر بالعوايد بمحافظة الإسكندرية، من جراء سقوط الأمطار الغزيرة المستمرة بلا انقطاع منذ صباح الأحد مطالبين بسرعة التدخل لإنقاذهم.
وارتفاع عدد المصابين بالتسمم نتيجة تناول وجبة كشري فاسدة بأحد القرى السياحية بمدينة سفاجا لـ 93 عاملا، وإصابات لعدد من محبي  المطرب عمرو دياب نتيجة التجمهر أثناء الحفل الغنائي الذي عقده مؤخرًا.
وقبل عدة أيام، تابعنا أزمة  أسماك القرش في شرم الشيخ، والتي تهدد السياحة ليس في شرم الشيخ فقط، لكن في جنوب سيناء وتؤدى بالتالي إلى انهيار مصدر دخل للعاملين في مجال السياحة وقد تؤثر في الاقتصاد المصري مستقبلا. ليس هذا بيت القصيد، فلم أفاجئ بتصريح الدكتور مصطفى الفقى والذي نشر على صدر صحيفة الدستور يوم الأحد الماضي،  من احتمالية إرسال إسرائيل اسماك القرش من أجل ضرب السياحة في مصر. فهو نفسه الذي اتهم  جهات وأصابع خارجية وأجنبية وراء  أحداث العمرانية  ، مستشهدا بما تشر في وسائل الإعلام المصرية منسوبًا لمدير الاستخبارات الإسرائيلية عن كون إسرائيل تقف وراء الاضطرابات في مصر وخصوصا المشكلات الطائفية. وهى أقوال مرسله لم يتم التأكيد على صحتها.
 
فيبدو إننا غارقون في نظرية المؤامرة من اصغر مواطن حتى اكبر مسئول، وبارعون في تحويل اى مشكلة طبيعية في اتهام الآخرين وخاصة إسرائيل وأمريكا وهو موروث ثقافي عقيم يستخدمه الضعفاء والمغلوب على أمرهم في التبرير وإسقاط التهم على الآخرين، وهى حيلة دفاعية يصفها علماء النفس بان "ينسب فيها الفرد عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية للآخرين حتى يبرئ نفسه ويبعد الشبهات عنها, فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب".
ثم ياتى خبر تعيين جمال أسعد ضمن العشرة المعينين في  مجلس الشعب واستبعاد النائبة السابقة المحترمة جورجيت قلينى، بعد فشل رموز من المصريين المسيحيين في الفوز بالانتخابات مثل منى مكرم عبيد ومنير فخري عبد النور ورامي لكح وسامح أنطون لأسباب سياسية وطائفية ، خبرًا صادمًا وخارجًا عن الإجماع الوطني ، إلا إذا كان الغرض منه رفع تمثيل أتباع الإخوان المسلمين في البرلمان إلى اثنين!! فالمعروف عن أسعد انه ترشح على قوائم حزب العمل في عام 1984. وكنت أتمنى تعيين مسلمًا مستنيرًا بديلا عنه!!
 
وتأتى كل هذه الأحداث في أعقاب "غزوة العمرانية" والتي شهدت ولأول مرة إطلاق الشرطة المصرية النيران على مواطنين مصريين مسيحيين كل جريمتهم أنهم يريدون مكانا للعبادة يتعبدون فيه لله!!
وعلى المستوى الدولي، عاد شبح الإرهاب يخيم على العالم بعد تفجيرات استكهولوم بالسويد، والتي قالت أنباء أن منفذ الهجوم شخص عراقي على صلة بالقاعدة، ورغم أن السويد تحتضن العديد من العراقيين وتتكفل بمعيشتهم إلا أن جزائها جراء ذلك هو حدوث تفجيرين بها ، وهو ما نراه مبتدأ الأوجاع لكل الدول الأوربية التي سمحت بإعطاء الإقامة والجنسية لإفراد متعصبون ينتمون إلى دول وتيارات متشددة ونتوقع أن العواقب ستكون وخيمة فمثلما نالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا نصيبها من العمليات الإرهابية فالدور على الدول الاسكندينافية  بالإضافة إلى ألمانيا.
هذه الكوارث والمصائب أتوقع لها أن تزيد في الأيام القادمة، فالأسوأ لم ياتى بعد، فما يحدث الآن هو "مبتدأ الأوجاع".
 
مسك الختام
يقول الكتاب المقدس في متى إصحاح 24 : 6 - 8  "  وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. "




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :