بقلم: مينا ملاك
لا تنزعج عزيزي القارئ من جرعة الأمل الموجودة في العنوان، فعلينا أن نقول هكذا وإلا يأسنا، وأكيد غداً أفضل لأنه لا يوجد أسوء مما نحن عليه، وهذا ما يطمئني، وقد اعتدت أن أنظر للخلف –للأمس- في ازدراء وللأمام –الغد- في قلق، ولجواري –اليوم- في ابتسامة، ولا تنزعج من هذا أيضاً، فعلي أن أبتسم ما دمت أنظر لجواري لأن بجانبي مجموعة من الأصدقاء إللي بجد أصدقاء، فهم يستحقون مني ابتسامة وهم يستحقون مني أن أثق فيهم فلم يخزلوني يوماً.
وكُنت بأحب مصر، دلوقتي بقت تصعب علي بعد ما ثبِّتوها في مجلس شعبها، وسلبوا إرادة شعبها وزوروا انتخاباتها وجلست بجوارها أواسيها، وأكفكف دمعها، فسكتت مصر عن البكاء، وبدأت في النحيب كلما تذكرت أنها محتكرة من قلة، ومحتاجة لشعب صار غير قادر على إبطال انتخابات مجلس كلنا نعرف أن انتخاباته مزورة.

وسألني أحدهم هي الناس الكبيرة مش عارفة إن الانتخابات مزورة معقولة يعني كل إللي حصل ده مش بأُُس منهم، طب لو هما ما يعرفوش وما وجهوش اللي زوروا لكي يزوروا يبقى مين إللي زور؟ ومين إللي سرقنا؟ وطبعاً حضرتك واخد بالك إنه بيسأل ومش مستني إجابة، ليس لأنني لا أعرف وليس لأنه لا يريد أن يعرف، لكن لأنه يخشى علي من الإجابة ،عرفت بقى إن أصدقائي جدعان أوي.
وأنا وحضرتك لسنا من الأحرار مثل علي، الذي فاجأه أصدقائه في فيلم رُد قلبي بأنه منهم وإنهم الأحرار، والأحرار ثاروا زمان، والأحرار الأيام دي انسحبوا، ومن لم ينسحبوا لم يكونوا يتوقعوا أن يتضحك عليهم هكذا، وكان لديهم أمل في أن غداً يكون أفضل، لكن غداً متعطل في الطريق، وضاع العمر يا ولدي في البحث عن "غد أفضل "وستعرف بعد ضياع العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان".
وأمل حياتي يا حب غالي ما يتنسيش، خد عمري كله بس في غد أفضل خليني أعيش، وأضمن لك منين إن غداً يكون أفضل! واليوم مسروق، هو بكره ممكن يجي من غير النهارده، فبكره ابن اليوم، واليوم تزوير وغداً تغيير، والله  أعلم طبيعة التغيير، فكل شيء غيرناه ظانين أنه ممكن يجيب حاجة كويسة، لكن للأسف النتائج جابت الأسوء، بقى شيء واحد لم نغيره، ما تفهمنيش غلط، أنا أقصد البلد أيوه البلد لازم تتغير، بصراحة الناس ما قصروش تزوير وزوروا، بيع أراضي وباعوا، خصخصة شركات وخصخصوا، ضرائب عقارية وغيره وفرضوا، أسعار ورفعوا، معتقلات وفتحوا، فاضل إيه بالذمة؟ حتى الخشخاش سابوه يتسرق بلوحته عشان الناس ما تشمش، وبرضه الناس مافيهاش فايدة، قطع كهرباء وقطعوا، إغلاق محلات وقطع رزق وأغلقوا، ما خلوش في جهدهم جهد إلا وعملوه، تدهوُر في التعليم ودهوروا.
المختصر المفيد إن لم تكن قادر على تغيير من حولك فابدأ بنفسك أولاً .

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :