بقلم : نبيل المقدس       

أتمني جميع الكنائس بجميع طوائفها داخل مصر ... كما أناشد كنائس المهجر في جميع الدول الغربية والعربية  والإمريكية والأسترالية والتي تخص المصريين بالذات إلغاء مظاهر أعياد الكريسماس وليلة رأس السنة الجديدة 2011 .. وان تُلغي جميع الإحتفالات في جميع الكنائس بإستقبال السنة الجديدة , ونحولها إلي إحتفالات صلوات ... لكي نشارك كل عائلة فقدت فردا منها في الأحداث التي مرت علينا في هذه السنة .. اي منذ حادثة القتل المملوء حقد وتعصب لشباب نجع حمادي حتي وصولنا إلي هذين الشابين الذين فقدا حياتهما لمجرد انهما دافعا عن توقف بناء الكنيسة العمرانية من منطلق غيرة فطرية والتي تتواجد في داخل كل نفس ايا كانت ديانته . فهذا الدافع الفطري موجود  ايضا في نفوس إخوتنا المسلمين , من الخفير إلي الوزير .. ولا احد يقدر أن يُنكر هذا الدافع عنه .
   إقتراحي هذا ليس من منطلق إقامة عزاء علي من تركونا وذهبوا إلي السما  فقط .. بل  أيضا من منطلق أننا حتي الآن لم نري أو نشعر بأننا استردينا حتي ولو جزء بسيط من حقوقنا كأقلية ... فما زلنا نترجي ونلهث وراء قانون دور العبادة الموحد ...  وما زلنا نأمل بإنبثاق قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بمسيحي مصر ... و ما زلنا ننظر إلي الحكومة أن تعتبرنا أبنائها , ولا كنا نأمل أن تعطي اوامرها إلي الأدارة الأمنية لإقتحام معقل المسيحيين والذي هو مكان صلاة وعبادة مكشوف , ولم يكن تحت الأرض أو عبارة عن أماكن مجهولة في الصحراء .
   نحن نلغي الأعياد لأن الحكومة والتي تتمثل في الحزب الوطني , والتي تآلفنا معها وأنضمت الأغلبية المسيحية  معها , طمعا في أن أحوالنا تتغير إلي الأحسن  طبقا لوعودهم , ونبدأ نستنشق حتي ولو قليل من الهواء وحرية العبادة . لكن فوجئنا بعد هذا المجهود المضني والذي ربما استنفذناه في إقتناعنا بأن الحزب الوطني سوف يراعي محبتنا له ... ويتخذ الإجراءات العادلة والتي تناسب أعدادنا في ضمان الوصول إلي السلطات التشريعية بنفس نسبة تعدادنا أو حتي اقل منها بقليل. لكن مازالت الحكومة والتي يمثلها الحزب الوطني تنكر بل تهمل بل تتغاضي عمدا عن تعدادنا الحقيقي .. وتُوهم العالم أننا أقلية الأقلية .
    نحن لا نقوم بإلغاء الأعياد نتيجة صعوبة الحياة اليومية ... فإخوتنا في الوطن يتذوقون معنا نفس الكاس ... ويعانون نفس المعاناة ... لكن انا اتكلم عن النقص في حرياتنا وخصوصياتنا الروحية والشرعية والتي تخص وصايا كتابنا المقدس ..  فشلنا إجبارا أن نطبق كل ما نعتقد به ففرضوا علينا حرية الطلاق والزواج الثاني .. فشلنا أن يكون لنا نصيب في عدد ساعات الميديا المسموعة والمنظورة  ليس لكي نبشر فيها عن حياتنا الروحية , بل لكي نعبر بها عن محبتنا للوطن بطريقتنا الخاصة .. فشلنا في إقامة جامعة إكليريكية لكي نعطي فرص لأولادنا في دخول كليات كما ينولها اخوتهم المسلمين بإلحاقهم جامعة الأزهر بمجاميع ومستوي أقل بكثير من زميلهم المسيحي .
   نحن نريد وقف الأعياد حزنا علي تقاعس الأمن في عدم وقف وصد هؤلاء الذين تظاهروا  وسبوا أعلي رأس للكنيسة المصرية .. وتركهم يدهسون  صورهُ بأقدامهم.. لم تُقدم الحكومة شيئا لهذا القديس حتي ولو إستهجان بما فعلوه فيه مقابل مجهوداته في سبيل اقناع رعيته أن يتقبلوا وضع البلاد المادية والإجتماعية والصحية وغيرها مما يعانيه جميع الشعب. لم يشعروه حتي بالآمان , مقابل محبته لهم , وبناء عليه فقدنا نحن شعب الكنيسة الآمان والسلام.
  كيف نقيم اعيادا وأولادنا في السجون تحت التحقيق , وكأنهم مجرمون في حق الدولة وفي حق الشعب ...  158 شخصا متهمون في قضية واحدة .. إذاً ما شكل وحجم التهمة الملقاه علي هذا العدد المهول من الشعب المسيحي .
  واضح اننا نجري وراء سراب من الآماني والوعود الكاذبة من قبل الحكومة ... لذلك علينا أن نتوقف , ونحول طلباتنا إلي صراخ وعويل ... صراخ إلي رب الأرباب ... لأنه ملعون من يتكل علي ذراع بشــــــــر ...!!!
   لكن أوجه ندائي إلي جماعة العلمانيين الأقباط واقول لهم ... أين أنتم ؟؟ فقد جاء دوركم الحقيقي ... لم نري منكم شيئا حتي الآن ... كذلك أوجه سؤالي إلي يهوذيات المسيحية ... أين حكمتكم التي تتباهون بها علي حساب الشعب المسيحي  , ومن اجل مصالحكم الخاصة .... ومراكزكم العالية ؟؟؟؟؟؟
لذلك لا أوجه لحزبنا الملامة .. نريد فقط خروج أولادنـــــــا بالسلامة ... مهما اصبحتم اغلبية في البرلمان علامــــة .... لكن سوف ياتي اليوم ونقول لكم  مع الف سلامة !!!!
كتبت هذا الموضوع عندما كنت امر بالصدفة أمام مجموعة من الشباب حيث سمعت احدهم يقول  بحماس " لو احنا جدعان فعلا ... نوقف الأعياد هذه السنة " وكان يُمسك بجريدة تنشر بأن النيابة سمحت بإطلاق اربعة من شباب الكنيسة العمرانية من محبسهم " وانطلق آخر منهم يقول " يا سلالالالام بيخرجوهم بالتقسيط " ... وسمعت آخر يتكلم  عن مقال منشور في احدي الصحف القومية حول هذا الصحفي  الذي فيه يزدري ويتكلم بدون استحياء عن البابا .
    انشرح صدري بأنني شعرت أن شبابنا الصغير يشعرون بالمشكلة , وهذه ظاهرة صحية , وتبشرنا بأن الأجيال القادمة سوف تنجز اعمالا نحن لم نستطع إنجازها ... لذلك أخذت بعضي جريا إلي البيت ( وضحكت في نفسي )  وقلت لها : عليّ أن اكتب هذه الفكرة قبل ما يسبقونني  في إعلانها ... طبعا اتمني اعيش وأراهم يكتبون ويكتبون عما في قلوبهم.  
    علينا ان نتحاجج مع ابنائنا في لب قضايانا المسيحية المدنية , بجانب المسائل الروحية .. وعلينا أن نشجعهم بأن لا ينفصلوا عن العمل السياسي والإجتماعي ..علينا أن نعلمهم وندربهم من الآن في كيفية مطالبتهم بحقوقهم بالطرق السلمية والقانونية .. علينا ان لا نكرههم في بلدهم .. وفي نفس الوقت لا يتركون حقوقهم من منطلق " من ضربك علي خدك الأيمن فحول له الآخر " ... علينا أن نرسخ فيهم  أنهم من اصل مصــــر ولا تهون عليهم مصـــر , ويروها علي راس العالم حضارة وثقافة في كل عصـــر .. علينا ان نعطيهم فرصة الإندماج مع الآخر مع إحتفاظهم بكيانهم المصري الحــــر .
   اقول لأبنائي الشباب .. ما سمعته منكم بأن نوقف اعياد الميلاد 2011 ... طمأنني كثيرا علي مستقبلكم ... لكن عليكم انتم بالمحبة والإيمان أن تعيدوا بهجة العيد بميلاد رب الأرباب بإنتمائكم لكنيستكم ولربكم ومخلصكم ومحرركم...... وأخيرا بمصريتكم الفرعونيــــــــــة !!!!!!!!!!

    
 

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :