لماذا تتحدى الدولة الأقباط ؟
بقلم : نسيم عبيد عوض
عام 2010 فى تاريخ الأقباط من أسوأ ما مر فى حياة شعبنا القبطى منذ سنين طويلة , فقد بدأ العام بسفك دماء شباب نجع حمادى , والقتلة بين يدى الحكومة التى تراوغ فى توقيع حكم الإعدام عليهم , والعام وهو يقترب من نهايته –و الله وحدة يعلم كيف سينتهى- يقوم ضباط الأمن المركزى بقتل أثنين من شباب كانوا ضيوفا على كنيسة العمرانية , وحبس 152 من الأقباط لمدة 15 يوما تحت ذمة التحقيق , ولا ينتهى الأمر عند هذا الحد , ولكن الجمعة الماضية قام سكان المنطقة ليجدوا يافتة كبيرة معلقة على عمارة مجاورة لمبنى الكنيسة , تعلن عن مسجد الإخلاص الكبير , وبالفعل يقوم حوالى 3000 شخص بالصلاة فى الجامع الجديد , وهذا معناة بأن الدولة هنا تطبق الخط الهمايونى لعدم جواز بناء كنيسة بالقرب من المسجد .
هذا عام التحدى والمواجهة والوجه القبيح للدولة فى إضطهاد الأقباط بشكل سافر , وبالنسبة للأقباط الذى يحكمهم رجال الأمن فى مصر , ليس لهم حقوق كباقى البشر , فالأمن يدخل الكنيسة ويتهجم على المصلين , يوسعهم ضربا ومستخدما قنابل المسيلة للدموع ويقبض على النساء والرجال والشبان والأطفال ويحشرهم فى بوكسات البوليس لجهات غير معلومة , ويحاصر المنطقة بكل قوة وعنف , وفى صباح الجمعة يقام الجامع ليغلق الباب أمام الأقباط للمطالبة ببناء الكنيسة , لعبة قذرة , وتخطيط همايونى , القصد منه إذلال الأقباط وتحديهم لو نالوا أية حقوق فى بلدهم مصر .
تحدى الدولة والإضطهاد السافر يجعلنا نطرح سؤالا على قيادة الدولة , ماالذى تهدف اليه هذه القيادة بكل ذلك من أقباط مصر ؟, التضحية بهم من أجل وقف زحف الأخوان المسلمين لمقاعد المعارضة , أو الوصول للحكم لأنها تعلم أن أول ضحايا الأخوان هو كل نجوم الحكم والقيادات الفاسدة , وسيعول فيهم الشنق كما يحدث فى إيران وبغداد , والذى يؤيد هذا الرأى ماصرح بة فتحى سرور لإحدى الصحف الفرنسية بالتعليق على مطلب الحريات الصادر من واشنطن , وقولة بأن ضغط واشنطن على مصر سيحولها الى دولة دينية , ويقصد وصول الأخوان الى الحكم , ونحن لا نتمنى ان تقوم للأخوان المسلمين أى قائمة فى بلدنا , ولكن إن حدث فنحن لا نخافهم والأقباط ذاقوا المرار من الحكم الإسلامى منذ غزوه بلدنا وحتى الآن , فالله الذى معنا أقوى من الذى علينا , وقد قالها سعد زغلول لمن كان يطالبه بالضغط على الأقباط بقوله " إن وليهم حي " وصدق فى القول فالله هو الذى اعلنها لنا " أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " فتلميح الخائف فتحى سرور لن يرهبنا , ولا يجعلنا صامتين أمام الظلم المستمر والقهر وهضم حقوق المسيحيين , وعدم مساواتهم بباقى الشعب , وليعلم الحكام ان العالم أصبح وحدة واحدة ولن يقف العالم الحر صامتا متجاهلا هذا الإضطهاد المستمر للأقباط فى بلدهم مصر , ولا تنسوا ان أقباط المهجر وخصوصا فى الولايات المتحدة ولهم الجنسية الأمريكية والمصرية فى نفس الوقت لهم الحق فى طلب تدخل المجتمع الدولى لحماية شعبنا فى مصر .
مالذى تهدف اليه القيادة السياسية من ترك يد أمن الدولة فى حرية تامة تفعل ماتشاء فى ملفات الأقباط ؟ , بل كل مؤسسات الدولة فى المعاملة الشاذة والتفرقة بالقوة بين هذا الشعب , هل تود التراجع عن وعودها بإصدار قانون البناء الموحد , وعدم إصدار قانون الأحوال الشخصية للأقباط , وعدم الحكم بإعدام الكمونى وصاحبة قتلة شباب نجع حمادى , ولكن للأسف هذا قصر نظر واستهانة بمطالب الأقباط فلن نسكت حتى تصدر هذه القوانين , بالنسبة للحكم على قتلة نجع حمادى يمكن اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية , ولن يسقط حق وراءه مطالب. وهاهى صحوة أقباط أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا بدأت فى كشف حقيقة إرهاب الدولة وقياداتها امام الرأى العام العالمى , وستستمر هذه الموجات حتى تسقط كل رموز الظلم والطغيان من حكم مصر, والقضاء على قيادات الفساد والبغى والدكتاتورية والحكم الغير دستورى فى مصر.
مالذى تهدف اليه الدولة من السماح لكلاب الإعلام فى الصحف والفضائيات والمظاهرات من التعدى على قداسة بطريركنا الأنبا شنودة الثالث؟ , الوطنى أكثر من أى مواطن , والمصرى عاشق تراب مصر , الحكيم الذى لا تصدر من فمه كلمة نابية تعيب فى بلده مصر , يحافظ على كرامة الجميع يعيش محبوبا من المسلمين قبل المسيحيين , فلتعلم الدولة أن سماحها لهذه الأقلام أو الحناجر لن يهز لنا أى شعرة من رؤوسنا , فالأقباط كلهم صفا واحدا خلف أبوهم البابا شنودة وأيضا كل قيادات الكنيسة , فهؤلاء المتحضرين لا يهمهم شئ إلا تقدم مصر ونهضتها ومن حقهم ان يطالبوا بحماية شعبهم القبطى وإكرامه وتحقيق كل مطالبة , فهذه المطالب حق على الدولة أن تنفذه.
هذا العام لن تمر أحداثة بكل بساطة ولن تهرب من حسابات التاريخ , فالذى حدث هذا العام للأقباط مسطر فى كتاب السنكسار , ومسطر فى صفحات كتب التاريخ فى العالم كله , ومحفوظة فى ملفات القانونيين الأقباط لأنه فى يوم قريب سيقف هؤلاء الحكام الظلمة والقتلة وسافكى دماء الأقباط أمام القضاء العادل , ويكفينا إلهنا القاضى العادل الذى سيدين المسكونة بالعدل , لأنه مخيف هو الوقوع بين يدى الله .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :