الوزراء بيجاملوا بعضهم
بقلم :مادلين نادر
"الوزراء بيجاملوا بعض "...إنها حقيقة و ليست مجاملة فإن من تابع ما حدث مؤخرًا في انتخابات مجلس الشعب مع الوزراء المرشحين – الفائزين بالطبع من قبل إجراء الانتخابات – يتأكد من ذلك .و كان ابرز مثال على هذه المجاملات اللطيفة ما تم بدائرة"حلوان"بالانتخابات في الجولة الأولى للانتخابات، و التي فاز بها الدكتور"سيد مشعل"وزير الإنتاج الحربي ..الذي كان يجامله طوال يوم الانتخاب، وزير النقل و المواصلات، فمن كان موجودًا أمام أي لجنة تابعة للدائرة التي كان الوزير مرشحًا فيها، سيجد أتوبيسات النقل العام بكثرة غير معهودة نكاد لا نراها إلا في هذه المناسبة كل خمس سنوات، حيث وقفت أتوبيسات النقل العام و قد تم تخصيصها في هذا اليوم لنقل عمال المصانع الحربية، إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم، تيسيرًا عليهم حتى لا يتكبدوا أي مشقة أو معاناة للتصويت في الانتخابات ..
و ليس ذلك فحسب بل حتى يكونوا أكثر ارتياحًا في هذا اليوم، فلقد قال لنا بعض العاملين بهذه المصانع قبل دخولهم اللجان أن سيادة الوزير قرر أن يكون يوم الانتخابات يوم أجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالمصانع، يعنى اخدوا أجازة رسمية من غير تصريحات من وزيرة القوى العاملة بأنه يوم أجازة رسمية مدفوعة الأجر ..
نعود مرة أخرى لأتوبيسات النقل العام التي رأيتها في هذا اليوم منمقة و منظمة بشكل جيد، فكل أتوبيس مكتوبًا عليه رقم اللجنة التي سيذهب إليها، و اسم المدرسة، حتى يكون هناك نظامًا و لا يضيع الوقت في البحث عن اللجان التي يتبعها كل شخص من العاملين بالمصانع الحربية.
وفي المقابل وجدت هناك أشخاص ظلوا يبحثون عن أسمائهم لفترة طويلة، إلى أن ينقذهم أحد و يقول لهم"أين هي لجنتهم"، أو أن يحبطوا ويقرروا أن يعودوا لمنازلهم أو أعمالهم، بعد مرور الوقت الذي قاموا بالاستئذان فيه للإدلاء بأصواتهم ثم العودة مرة أخرى لأعمالهم ..
بالتأكيد كل هذه الأمور كانت فقط في دوائر الوزراء أو بمعنى أدق مع مؤيدي الوزراء، لكن الوضع لم يكن كذلك مع الآخرين من المرشحين، حتى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان قد اصدر بيانًا رصد فيه الشكاوى و المخالفات التي تمت في الانتخابات، و كان منها شكاوى وبلاغات من عدم وجود كشوف انتخابية معلقة خارج اللجان بأسماء الناخبين، وعدم استخدام الحبر الفسفوري، كذلك عدم وجود ساتر يحقق السرية لعملية التصويت، بالإضافة إلى التأخر في فتح اللجان الانتخابية وغلق البعض منها قبل انتهاء الموعد المحدد قانونًا.
و لما سألت أحد العاملين في المصانع الحربية أثناء الجولة الأولى في الانتخابات : لماذا الوزراء لهم هذه الصلاحيات ؟ قال لي : مصالح يا أستاذة ..و الوزراء بيجاملوا بعضيهم
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :