هذه ساعتكم وسلطان الظلمة !
بقلم نسيم عبيد عوض
قال رب المجد يسوع المسيح لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه" كـأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى. إذ كنت معكم كل يوم فى الهيكل لم تمدوا على الأيادى. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة " .ويسمحلى الرب أن أستعير قوله الكريم ,رغم الفارق فى الموقف, لأن هذا تدبير إلاهى وذاك تدبير شيطانى الذى له سلطان الظلمه , لأقوله لقوات الدولة الغاشمة , وما فعلته فى أبناء العمرانية المسيحيين الأسبوع الماضى ,الذى كان فخا للأيقاع بهم , ولم يفهمه آباؤنا الكهنة المتواجدون أثناء هذه الأحداث
– للأسف- لأن تحركات و تلاعب المحافظ وسكرتيره ورجال الحى المرتشون كان واضحا أن هناك فخا منصوبا, ورغم ثورة أبناء الكنيسة التى جاءت كرد فعلى للإعتداء عليهم بشراسة وقوة, وهم فى أغلبهم شباب بسيط , ولكن الخطة أفلحت وكانت النتيجة سجن 170 شاب ورجل وسيدة , ومحجوزين 15 يوم تحت التحقيق , وقل تحت التعذيب , وخسائر الكنيسة التى تقدر بنصف مليون جنيه , وإهدارا لكرامة المواطن فى عبادته لإلهه , وغلق أبواب الكنيسة فى وجه الذين يسعون لوجه الله.
الحقيقة كان لدى مفهوم وشعور داخلى لما يجرى فى الوطن مصر منذ عدة شهور بان الدولة تخطط لعمل عدائى كبير ضد الأقباط , وحتى بعد إعلان الكنيسة على لسان قياداتها بتأييدها للرئيس حسنى مبارك ونجله جمال, وليس معنى هذا ان الهجمة الشرسه على شعب العمرانية وسقوط قتلى والعاهات التى أصيب بها الكثيرين المطروحين بالمستشفيات مكبلة أياديهم وأرجلهم بالكلبشات البوليسية , هى نهاية ماتخطط له الدولة , لأنه فى إعتقادى اننا مقبلين على شئ أكبر من ذلك.
ولاحظوا معى توارد الأحداث فى الفترة السابقة على هذه الواقعة: وفى البداية كان لتواطئ الدولة وقياداتها فى منح الإعلام الحرية التامة فى الهجوم على الكنيسة بخصوص موضوع الزواج الثانى , والإتهامات التى واكبت هذه القضية, ثم ماصاحب موضوع السيدة كاميليا من هياج المشايخ والفضائيات والأقلام المغرضة تنهش فى الكنيسة وتتعدى بإنتهاكات على عقيدتنا المسيحية , ورغم ظهور الحقيقة من السيدة نفسها , فلم تتوقف الغارات العدائية , وكانت فرصة لهم فتحوا على الكنيسة وقياداتها كل قواميس اللغة فى السب والشتائم , ثم ‘إعلان جماعة شيوخ الأزهر بمقاطعة إقتصايات الأقباط ,و حملة إعلامية كاذبة وشرسة من على شاشة قناة الجزيرة , وبمعاونة أحمد منصور , صب الدكتور العوا كل مالا يتخيله بشر فى إتهام الكنيسة والمسيحين بكل ماهو باطل , ولم ينسوا أن يدعوا الغوغاء لمظاهرات فى الشوارع , وبالفعل 14 مظاهرة خرجت من جوامع مصر والأسكندرية محروسة بقوات الأمن وبمشاركتهم , وبيافتات وصراخ وأبواق وسباب وشتائم على المسيحيين وبطريركهم وأساقفتهم ,ثم وتخرج صحف القاهرة لتنشر خبر تقدم الخارجية المصرية بالإحتجاج لدى الولايات المتحدة على إضطهاد المسلمين بأميركا, وهذه المؤشرات كانت واضحة ان هناك تخطيط لتعويم مصر فى حالة إحتقان وفتنة طائفية تشغل الوطن حتى يمر الحزب الوطنى من باب الإنتخابات سواء لمجلس الشعب أو لترشيح مبارك أو إبنه لرئاسة الجمهورية, وحتى بعد الإعتداء الغاشم على كنيسة العمرانية وشعبها , خرجت أبواق الدولة لتعطى ستائر تغطية للإحداث أولها من الدكتور مصطفى الفقى , بأن المخابرات الإسرائيلية وراء الفتن الطائفية فى مصر , وهذا إتهام صريح بأن هناك عملاء لإسرائيل فى صفوف الدولة التى تهاجم وتعتدى على الأقباط بسبب وبدون سبب, وثانى الموبيقات إتهام أقباط المهجر أنهم وراء أحداث العمرانية , وهذا أمر يتكرر لا قيمة له.
هناك هجوم تم على الكنيسة ودخلها رجال الأمن المركزى وبالأحجار والعصى ورصاص البنادق وقنابل المسيلة للدموع , وسقوط قتيلين برصاص وإعتداء رجال الشرطة , وسقوط الجرحى والقبض على المئات وإيداعهم السجون , والحصار المفروض على الكنيسة وشعبها حتى وقتنا هذا , وإذا قارنا بين ماحدث من الطلبة فى شوارع فرنسا ولندن , وتدميرهم المنشئات والعربات والمحلات , من أجل مطالب حقوقية , فهل أودعوهم فى السجون مثل الأقباط , وحتى ماحدث فى إنتخابات مجلس الشعب الأحد الماضى , التدمير والضرب وسقوط قتلى فى الشرقية وإعتداءات أنصار حمدين صباحى والإعتداء على رجال الشرطة , ومن طنطا وبعد أعلان النتائج قام أنصار مرشح الوفد بالتجمهر بقرية ميت حبيش البحرية وقطعوا طريق طنطا – السنطة, -زفتى – أمام القرية وإطلاق الأعيرة النارية مما تسبب فى إصابة وتدمير العربات , وفى كفر الشيخ وفى دائرة بيلا , إشعال النيرا فى سرادق الفرز وإحتراق الصناديق , ولا يسعنى الوقت أن أعدد أمور البلطجة وتخريب المنشآت العامة ووإشعال النيران فى الشوارع , وكل مافعله شباب العمرانية لا يساوى شئ مما حدث فى أيام الإنتخابات وما بعدها , فهل قامت الحكومة بإلقاء القبض على المتهمين وأودعتهم السجون كما فعلوا فى أبناء العمرانية , لا أعتقد وإلا كانت البلد تخوض فى بحار من الدماء , ولماذا لأن هؤلاء لهم ظهر يستندون علية , يدمرون ويحرقون ويقتلون , والأمن فى غياهب النسيان , أما الأقباط فقد وقعوا فى مصيدة القهر والظلم.
والعدالة تقتضى وعلى الفور , أن يتم الإفراج عن المقبوض عليه من السجون , وتحويلهم للمستشفيات لعلاجهم , ثم يتم حصر التلفيات التى تمت بالكنيسة وصرف تعويضات عنها من محافظة الجيزة المتسببة فى هذه الأحداث , والمهم هو إجراء التحريات عن أسباب سقوط القتلى والتوصل للمتسبب وتقديمة للمحاكمة فورا. والمهم هو إعادة العمل لإستكمال بناء الكنيسة , حتى يهدأ شعب المنطقة.
وبالنسبة لمرحلة الإعادة فى الإنتخابات يوم الأحد القادم على الأقباط الخروج والمشاركة للتصويت مع المرشح القبطى فى أى حزب ينتمى إليه , وبالنسبة لأقباط المهجر , وماأعلنته الدولة بانها سترسل وفدا من الخارجية والأمن لزيارة الكنائس والإجتماع مع أقباط أميركا , ولى فى ذلك توضيح مهم للجميع , يجب عدم إستقبال هذا الوفد فى الكنائس إلا بعد الإفراج عن المسجونيين , وعدم إلتقاء الأقباط نهائيا مع هذا الوفود , وحتى يأخذ الأقباط حقوقهم كاملة فى قضية مذبحة نجع حمادى , وقضية جرجس بارومى المتهم كذبا بالإعتداء على فتاة , والقبض على المتهمين فى حرائق 20 منزلا فى قرية أبو تشت وتعويض الشعب تعويضا كاملا عن بيوتهم ومواشيهم وخسائرهم , وأيضا بعد الموافقة على قانون الأحوال الشخصية الموحد وقانون دور العبادة الموحد , وبعد ذلك يمكننا أن نستقبل هذه الوفود للمشاركة فى تنظيم حلول إيجابية لمشاكل الأقباط فى بلدهم مصر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :