الأقباط متحدون | (2) إحياء الموسيقى القبطية في العصر الحديث
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٤٦ | الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢١هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

(2) إحياء الموسيقى القبطية في العصر الحديث

الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد عزت إسرائيل
منذ آلاف السنين عرف الإنسان كيف يستخدم صوته في أداء جمل وعبارات موسيقية مرتبة ومنظمة في أبسط صورها، ورنم ورتل في صياغة موسيقية بسيطة مقاطع لفظية بحروف كون منها كلمات وعبارات، كانت حينئذ كافية لإشباع حاجاته، ولتحقيق غاياته وممارساته الموسيقية المتواضعة حين يعجز صوته بإمكانياته المحدودة عن تحقيق الكفاية والكفاءة اللتين يرجوهما، كما تساعده تلك الوسائل على تضخيم الصوت لكي يملأ الفراغات المتسعة التي تتم فيها الممارسات الإنسانية والاجتماعية الغنائية والطقوسية والاحتفالية، حتى يمكنه أن ينقل بها أحساسيسه ورغباته إذا عجزت الكلمة عن ذلك، أو عجز هو عن التعبير بها عما يحس به.
عرفت الموسيقى القبطية العديد من الآلات الموسيقية بأنواعها المختلفة مثل آلات الطرق أوالنقر، وذوات النفخ، والآلات الوترية، ومعظمها استخدمها لفراعنة منذ آلاف السنين وظل بشكله وطريقة صناعته البسيطة، وكيفة استخدامه واستخراج الصوت منه، كما هو دون تعديل ولا يزال يستخدم منها داخل الكنائس حتى يومنا هذا، وسنذكر في هذا الجزء أهم تلك الآلات بنوعياتها وتصنيفاتها على النحو التالي:
أولاً: آلات الطرق
كانت أدوات الطرق والدق الإيقاعية البسيطة من المقارع والشخاليـل، هي أول الآلات الموسيقية التي عرفهــا واستعــان بها الإنســـان، والتي صنعــها من الحـجارة أو الأخشاب أو النباتات الجافة وأية مادة متاحة فيب يئتها التي يستوطنها، واعتمدت الموسيقى القبطيةعلى بعضها، وورد ذكر بعضها في الكتاب المقدس، ونذكر منها على سبيل المثال:
-    المنعنيم
ويرجح أنها كانت تصنع من أقراص معدنية تصلصل حول قضبان من المعدن وقد علقت ضمن إطار من خشب.
ــ المتزليم
صنوج نحاسية، وكان اللاويون فى الهيكل يستعملونها للإشارةإلى البدء والختام والوقف عند إنشاد بعض الفصول.
ــ الصاجات
ارتبطت الصاجات بالنساء في مصر نتيجة تأثير الثقافتين اليونانية والرومانية على المصريين، فقد كانت الأضحيات أو الأعياد الليلية التي تُقدمها النساء إلى باخوسو التي تُسمى نيقتليا Nyctellia أى الأعياد الليلية فقد كانت "عابدات باخوس" يصنعن ضجة كبيرة في الأضحيات الليلية وكانت "كنية" عابدات باخوس "شالكو دريستاس Chalcodristas " وهي تكاد تعني " الحك على الصاجات"، وقد تحول اسم هذا النوع من الآلات الموسيقية، إلى كيمبالون (Kymbalon)، وإن كانت هذه الكلمة فى الواقع هي نفسها الكلمة الإغريقية التي تعني الصناج أوالصاجات؛ كما أننا لا نشك فى أن هذه الكلمة لا تنتمى إلى اللغة المصرية القديمة، هناك أحجام متعددة وتصنع من النحاس على شكل دائرة مقعرة وقطر الصاجات القبطية من " 20 سم " إلى " 25 سم " وهى أكبر حجم لأنواع الصاجات المصرية المختلفة؛ لازدياد عدد المصلين وبعد دخول الإسلام مصر وخاصة فى العصر المملوكي ظهرت أنواع وأحجام مختلفة من الصاجات، فأصبحت الصاجات القبطية أكبر الصاجات حجماً فى مصر، تمييزاً لها عن بقية أنواع الصاجات التي تختلف باختلاف أحجامها وهي:
 1-  الحجم الصغير قطره من 3 – 6 سم : تستعملها الراقصات بحيث تقبض على زوج منها في كل يد ( بين الأصبعين الوسطى والإبهام مثبتة بواسطة رباط من وسطها).
2-  الحجم المتوسط قطره 15 سم؛ ويستخدمها الباعة " كباعة العرقسوس".
3- الطورة ويستخدمها الجماعات الصوفية في حلقات الذكر والاحتفالات الدينية.
أما الصاجات المستخدمة في تراتيل القداسات القبطية فحجمها يتراوح بين " 20 – 25 سم " وتسمى بالناقوس وعادة ماتصاحب آلة المثلث.
ــالمثلث (التليانتو)
عبارة عن قضيب معدني، يتم تشكيله على هيئة مثلث مفتوح من أحد جوانبه، ويربط من أعلى بخيط حتى تتاح له حرية التذبذب عند طرقه بواسطة قضيب صغير آخر من نفس المادة المصنوع منها المثلث نفسه كالحديد، ويصدر عند الطرق عليه درجة صوتية واحدة ذات رنين معدني متميز، وهو آلة من آلات مجموعة الأوركسترا السيمفوني كآلة إضافية تستخدم كمؤثرصوتي، ولا يزال المثلث يستخدم شعبيًّا لمصاحبة التراتيل الكنيسية القبطية لضبط الوحدة الزمنية إلى جانب رنينها لمتميز، مصاحبًا عادة بالناقوس والقضيب.
ــ الكاسات
أداة طرق إيقاعية شعبية مصرية قديمة، استخدمها الفراعنة في مصاحبة تراتيل الطقوس الدينية، وهي عبارة عن صاجات واسعة أودائرة من النحاس ذات حافة مستديرة عريضة مقعرة من الداخل وتستخدم في الكنائس القبطية الكاثوليكية وكنائس الروم (في حين يستخدم الأقباط الأرثوذكس الناقوس بدلاً منها).
–    الجلاجل
هي أداة طرق وشخللة أيديوفونية، وهي من نوع الشخاليل التى تصنع عادة من البرونز على شكل مجموعة من الكرات المعدنية، كل واحدة منها مثقوبة بعدة ثقوب صغيرة حتى لا تسقط ما بها من قطع معدنية صغيرة من الحديد، وهي على شكل بيضاوى وقطرها نحو " 13.5 سم " وعند هز أو رج الجلاجل المربوطة أو المثبتة معًا، تصدر صوتًا رناناً مجلجلاً معدنيًّا حين ترطم الكرات الصغيرة بالجسم الداخلي، ولذا كانت تعلق داخل الكنائس.
ــ الدف
آلة نقر لها طارة فيها صنوج صغار كانت تستعمل في مواكبة الغناء والرقص، وفى زمن الخروج نقرأ عن مريم أخت هارون أنها أخذت الدف بيدها، وتبعتها جميع النساء بدفوف ورقص.
على أية حال، نحن لا نعرف كيف كانت تعزف هذه الآلات، لأنه  كان محظورا على العبرانيين تصوير البشر، ولكننا نحصل على فكرة لا بأس بها من رسوم تظهر فيها الآلات الموسيقية المماثلة عند المصريين والآشوريين والبابليين، وكانت الآلات تصنع من مواد متنوعة – خشب الأرز أوخشب الصندل، الجلد، الأمعاء، العاج، الصدف، الذهب والفضة.
وكان للموسيقى مكانتها المهمة في العبادة "بالهيكل" وفي سفر أخبار الأيام الأول وصف لكيفية تنظيم الملك داود النبى لأوركسترا الهيكل والمرنمين فيه" مسمعين برفع الصوت بفرح "، وغالبا ما كان الإنشاد فى الهيكل يتم بالتبادل، فترنم مجموعة بيتا فترد أخرى وترنم آخر، كذلك كان الرقص في أغلب الأحيان جزءًا من التعبير عن الابتهاج فى العبادة، فلماجيء بالتابوت (صندوق العهد) ، إلى أورشليم، جعل العبرانيون يرقصون "أمام الله بكل عز"، ويذكر العهد القديم تفصيلاً تاماً للآلات الموسيقية فيخبر نقل التابوت " وداود وكل إسرائيل يلعبون أمام الله بكل عز وبأغانى وعيدان ورباب ودفوف وصنوج وأبواق".
–    الناقوس
هو نوع من الصاجات متوسطة الحجم، عبارة عن دائرة أو طبق مفلطح من النحاس أو البرونز يشبه "الطورة" تمامًا،ويسميه الأقباط بالناقوس "المِفرِد" أي غير المزدوج ويصنع من خشب اللوز وارتفاعه " 32.5 سم " وعرضه " 4.1 سم " وسمكه " 0.9 سم " ويمسك من أحد طرفيه باليد اليسرى ويُضرب عليه باليد اليمنى بعصا طويلة " 24.4 سم " " وسمكها " 1.4 سم " وتنتهى برأس مستدير قطره " 4.7 سم " وهو الطرف الذي يُدق به الناقوس، واسم " ناقوس " في اللغة مشتق من اسم آلة في اللغة الأمهرية تسمى " تكقا Takqa " ، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من النواقيس: ناقوس خشبي، وناقوس حديدي.
وينقسم النوع الأول إلى قسمين: فهناك نواقيس يبلغ عرضها نحو قدم واحدة، فى حين يصل طولها إلى نحو ست أقدام؛ وهذه تعلق بواسطة حبال في سقوف الكنائس، وتستخدم في حث المؤمنين على أداء الخدمة المقدسة، ويُضرب الناقوس بمطرقة خشبية صغيرة الحجم، وهناك صنف آخر أصغر من ذلك حجماً بكثير، يمسك باليد ويُضرب بالمثل بمطرقة صغيرة من الخشب.
أماالثاني، أي الناقوس الحديدي، فهو عادة أقل حجماً من النواقيس الخشبية، وهو يستخدم بصورة أكثر خصوصية في كنائس الأروام في الشرق المسيحي أو الكنائس الشرقية، ويطلق عليه بعض المؤلفين اسم "سمينترى"، وإن كان الاسم الحقيقي الذي يعطيه الأروام أو اليونانيون هو "هاجيوزيديرHagiosidere ".
ويستخدم في مصاحبة التراتيل الدينية والكنيسة القبطية المصرية، والمناسبات الدينية الاحتفالية الأخرى كأداة طرق لضبط الوحدة الإيقاعية للمؤدين من الرهبان وطائفة المصلين.
ثانياً: الآلات ذوات النفخ
ــ الهليل (المزمار):
آلة شاع استعمالها بين العامة وكانت تصنع من القصب أو من الخشب أو العظم، واسم الآلة "هليل" مأخوذ من طريقة صناعتها فمعناها الحرفي "مثقوب" بالعبرية أو "مجوف"، وكان العازف يستعمل قصبة رئيسية في هذه الآلة، ويحمل في جراب قصبات إضافية.
ــ القرن
كان يصنع من قرن حيوان كالأيائل والكباش وبستعمل كبوق "الشوفار" بالعبرية إذا كان من قرن كبش، كان ينفخ فيه في الأعياد الدينية والمناسبات الرسمية والعامة.

ـــ الهزوزرا
بوق معدني كان يصنع من الفضة في أزمنة الكتاب المقدس، وكان النفخ المستمر في بوقين من الفضة هو إشارة الاجتماع في خيمة العبادة، أما إذا نفخ في بوق واحد من الفضة "الهزوزرا"، فمعنى ذلك دعوة الرؤساء إلى الاجتماع.
ــ البوقسان
وهي آلة، للإعلان عن مواعيد الصلوات والأضحيات والأهلة والأقمار الوليدة، وإعطاء إشارة البدء للجيوش عند بدء الحرب، وبشكل عام فإن الآلات من ذوات النفخ لها مكانة خاصة لارتباطها بالطقوس الدينية.
ـــالنفير
وهو آلة تستخدم بشكل خاص عندما يتصل الأمر ببعض الأمور الهامة والتي تتطلب إسهام الشعب كله، ولم يكن النفير سوى أنبوب مستقيم أو مخروطي الشكل أو هو على أكثر تقدير ينحني ببساطة عند طرفه على غرار البوق أو البوقسان مع اختلاف وحيد، هو أن النفير يصنع من الخشب والصلصال أو من المعدن، وعادة ما يحدث اختلاط بين الناي والبوق وسبب ذلك هو أن كليهما كان بالمثل مصنوعاً من أنبوب كم اكان كلاهما يحدث صفيراً، والناى دائمًا ما يكون مصنوعًا أصغر حجما من البوق وهو عبارة عن قطعة من عيدان البوص أو الغاب التي تنمو عادة في الأحراش، وكان يشار لكليهما باسم "توبا Tuba"  باللاتينية وتعني "الأنبوب" أو باسم "سيرنكسSyrinx" باليونانية، وذلك قبل أن يفكر الناس في صنع الناي من عظم ساق الإبل، ومن الاسم اللاتيني جاء الاسم "تيبيا Tibia" الذي أصبح اللاتين يشيرون به بعد ذلك إلى الناي.
ثالثاً: الآلات الوترية
ــ القيثارة (الكنور)
من ذوات الآوتار؛ "الكــنُّور" هي القيثارة أو العود في الترجمة العربية للكتاب المقدس والمقصود في الكتاب المقدس بالكنًّور آلة الطنبور أو "السمسمية" وهي آلة صغيرة ذات ثمانية أوتار أو عشرة مشدودة على هيكل خشبي، ويسهل حملها ونقلها، ولا نملك أدنى قدر من المعرفة فيما لو كانت تلك الآلة تُضرب بالأصابع أو بالريشة، ولعلها هي الآلة الظاهرة في رسوم الجبانة القديمة ببني حسن – المنيا، لكاهنة تعزف الطنبور أو السمسمية من مقبرة خنوم حتب – بني حســــــــن

ـــ الرباب (النبل)
 " النبل"، الرباب أو السنطير، آلة وترية أخرى، جسمها من الخشب غالبًا، تضرب نقراً بالأصابع، ومعنى "نبل" قربة من جلد أو جرة، مما يذكرنا بها، اثنان من العبرانيين أحدهما يعزف النبل والآخر الهارب المحمول – منظر يصور احتفالات اليهود منذ أيام السبي البابلي الثاني، من صوت كالذي نعرفه في العود، ويذكر العهد القديم أن الملك داود النبي كان بارعا في ضرب "الكنور" و"النبل" كلتيهما




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :