الأقباط متحدون | علينــــا أن نصم أذاننــــا ... لكي ننول حقوقنـــــا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٥ | الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢١هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

علينــــا أن نصم أذاننــــا ... لكي ننول حقوقنـــــا

الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : المهندس نبيل المقدس
إثنان من شبابنا أستشهدا في غزوة العمرانية علي يد الذين يُفترض عليهم أن يحمونا كما يدعون ... رصاصتان كانتا سبب موتهما ... ليس لأنهما أشرار ... أو قاما بعمل تخريبي ضد منشآت حكومية ... أو ضد إخوتهم في البلد ... أو فرضا دينهما أو فكرهما علي غيرهم ... رصاصتان خارجتان ليست بمحض الصدفة بل بأوامر من من هم ولاة علي  من أطلقها  ... من الطبيعي سوف يصعب علينا أن نثبت أن مصدر الرصاصتين هو الشرطة ... فالقرار قرارهم ... ونتيجة التحقيق تبعهم ... والعصمة بيدهم ... فكيف نثبت أن الأمن هو الذي قتل شبابنا ..؟؟؟ . اول بيان صدر من الأمن أن الرصاصات ليست تخصهم بل ولا يستخدمون مثل هذا النوع من الرصاص ... فعلينا أن نصدق هذا البيان فورا  وإن لم نصدقهم علينا نحن أن نعيد البحث عن الجناة ... وربما يكون واحد مسيحي إنتهز هذه الفرصة لكي يحولها فوضي لأنه ربما والله أعلم  عميل اسرائيلي ... ربما يكون عميل اثيوبي ... ربما يكون عميل امريكي ... ربما يكون عميل شرقاوي ... او عميل اسكندراني أو عميل في إحدي بنوك الدولة عليه دين للمحافظة... وهكذا فكلمة العميل مطاطة وليست لها حدود ....  وشر البلية مايضحك . 

   كل هذه الأعمال التي نواجهها منذ سنوات ... من تعسف وإضطهادات وطرد ونبذ نتج عنها صحيان للأقباط بجميع طوائفهم في المطالبة بحقوقهم كأقليات . لكن علينا أن نصمد ونسير في الطريق القانوني في المطالبة بجميع حقوقنا . علينا أن نصم أذاننا ونغمض عيوننا ضد اصواتهم العالية وتصرفاتهم السيئة لنا . علينا أن لا نسمع اي صوت إلا صوت الله الذي دائما يقول أن الغلبة لنا والنصرة لنا . هذا الموضوع فكرني بقصة جميلة تثبت أنه علينا تجاهل جميع الكلمات السلبية من بعض اخوتنا امثال ما يُطلق عليهم يهوذيات العصر ... او من بعض الأعمال السلبية المقصودة أو غير مقصوده من الحكومات المتوالية .... أو من تهديدات اعداء السلم والإخاء .

   تقول القصة أن مجموعة من الضفادع كانت تلعب علي شاطيء أحدي الشواطيء الطينية ... لكن إثنين منهما وقعا في حفرة عميقة جدا من الصعب ان يتسلقاها لأن جدرانها كانت ملساء .  بدأت كل ضفدعة تحاول أن تقفز من أسفل الحفرة إلي أعلاها لكنها كانت تسقط مرة أخري ... تنبهت باقي المجموعة ورجعت تنظر من فوق الحفرة , وأخذوا يصيحون بكلمات سلبية ...  " صعب عليكما أن تصعدا هذه الحفرة ... كفاكم ألم ... انتم تتعذبون وتتألمون مع كل قفزة ... انتم تتهالكون ... هذا هو مصيركما " إلي أن وصلت إحداهما إلي حالة اليأس وعدم الرجا في الخروج من هذا المأزق الصعب ... فقفزت آخر قفزة إلي أعلي لكن لم تستطع فأنهارت قواها وماتت في عمق الحفرة .. أما الضفدعة الأخري أخذت تكافح وترتاح ثم تعاود المحاولة مرة وراء مرة ... لم تسكت ... لم تتوقف ... لم تنجرف وراء أصوات من هم في أعلي الحفرة التي يحض علي القنوط وهدم روح الغلبة ... ومرة واحدة قفزت القفزة الأخيرة , ونجحت في الوصول إلي أعلي الحفرة ... أخذت زميلاتها يسألونها كيف جئتي بهذا الصبر والكفاح ... لم ترد عليهم بل كانت مسرورة جدا  لنجاحها .. وبالصدفة تعرف عليها واحد من المجموعة وقال للمجموعة أنا أعرف هذه الضفدعة ... إنها لا تسمع .... أنها صمــــاء !! . وأكمل حديثه بقوله أنها تشكركم علي كلمات التشجيع التي كانت تشعر بها في محاولاتها ..!! 

لو كانت هذه الضفدعة غير صمـــاء كانت سمعت عبارات اليأس والتحطيم من المجموعة وكان مصيرها هو مصير زميلتها التي سمعت عبارات اليأس من المجموعة وأنهت حياتها .
   إن كان قتل شبابنا في نجع حمادي ... أو الهجوم علي الأديرة .... أو التمييز علنا وإزدرائنا  عبر انواع الميديا ... أو هذا الهجوم التتاري علي شعب كنيسة العمرانية  الأعزل سلاحهم فقط هو الصلاة والترانيم لكي يحقق الرب لهم ما يبتغوه ... فعلينا ان نصم أذاننا عن صوت الرصاص لكي لا نسمع علي أنها للقتل بل نسمعها علي أنها للتفاريح  ... وأن نكتم أنفاسنا وعيوننا لكي لا نتاثر بقنابل مسيلة الدموع ... بل نعتبره قنابل مسيلة لدموع الفرح ... تجاهلوا واستمروا في المطالبة بحقوقنا .... نحن لم نطلب شيئا خارج عن القانون ... وإن كان هذا القانون ما يزال موجودا فلماذا لم يُطبق للمباني المخالفة والتي تملأ كل شوارع المحروسة . 

أنا لا ألوم الأمن ... ولا ننسي مجهوداته حاليا وانتشاره حول جميع الكنائس بعد تهديدات القاعدة لها ... بل انا القي اللوم لأنها قبلت ضغط المحافظ أن يتحرك بهذه الوحشية ... وهذا امر خطير يحمل وراء هذا العمل رسالة واضحة للكنيسة عموما ... هذه الرسالة تتلخص أن نرفع ايدينا عن المطالبة بصدور دور العبادة في المجلس القادم ... هذه هي إحدي الصيحات التشجيعية السالبة والتي جعلت الضفدعة الأولي تسمع تعبيرات اليأس فتنهار وتسقط . 

وأنني في منتهي الدهشة أفاجيء بمانشت كبير عريض في صحيفة المصري اليوم " الكنيسة تعتذر عن شغب العمرانية " ... كان المفروض أولا أن تتقدم المحافظة بواجب العزاء للذين قتلوا في معركة العمرانية .... كان المفروض أن يصدر بيان واضح من المحافظة علي سوء طريقة علاجهم للموقف .... كان علي الأقل توجيه رسالة محبة إلي البابا أولا قبل ما تذهب هذه اللجنة بقيادة الأستاذ هاني عزيز ... هذه الزيارة ما إلا تعبير يبث اليأس في نفوس شعب الكنيسة ...  وأحب اوجه كلمة إلي الأستاذ هاني عزيز ... كان عليك قبل الذهاب إلي المحافظ لتعتذر... كان عليك السفر إلي بلاد  شهداء العمرانية وتأخذ بخاطر عائلاتهم وذويهم .
    نعم هناك خلل حصل من قبل شعب كنيسة العمرانية وهو تجمهرهم أمام المحافظة ... لكن كان هناك الدوافع التي تجعل افرادها تهرع إليها ... فهناك شاب مقتول ... وهناك اناس مصابين وتم نقلهم إلي المستشفيات ...  واطفال مفزوعين ... كلها كانت اسباب تجعل من هذا الشعب الطيب أن يترك مكانه ويذهب إلي المحافظ  محتجا علي قرار وقف البناء اولا وعلي هذا الهجوم التتاري الذي وقع عليهم فجأة .
   علينا ان نصم أذاننا ونكمم افواهنا  ولا نسمع إلي كل من يطيب خاطر من يوقف مسيرة حقوق الاقلية . ليحدث كما حدث للضفدعة التي كانت تسمع وتري ..... فسقطت السقطة الأخيرة !!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :