حديث الانتخابات
بقلم: مينا ملاك عازر
هذه المرة لا تزوير ولكن قد تحدث بعض الألاعيب، وليس هناك ما يمنع بعض الصفقات. وعلى كل حال لازم تنزل وتحاول تنتخب، يا تلاقي صوتك في الصندوق يا ما تلاقيش اسمك، يا تلاقي فرصة تصوت! لكن في كل الأحوال لازم تنزل وكفاية سلبية، وخلينا نجرَّب الإيجابية، و"مصر" مزنوقة في صوتك، ومش معقول تبخل عليها بيه. وصديقي قرَّر الهجرة من البلد كلها قبل الانتخابات بيوم؛ لألا يتحسر على ما سيجري. وقال: سأصوت من المطار وأقول مش راجع تاني، ولما فكَّرته بمراته وعياله، قال: حابقى ابعت لهم، وبعدين سكت. ويبدو إنه خاف عليهم لما يصوت من المطار، فقال: حاأجل صوتي للانتخابات القادمة؛ فقلت له: دي بعد سنة. ونظرنا لبعض في صمت رهيب، وقال: مش حاصوت خالص ارتحت؟ ما أنا برضه خايف على باقي عيلتي وعليك!
و"مصر" ليست من البلاد المتقدمة، ولا النامية، ولا حتى الناهضة. وإنما هي من البلاد التي تحاول تنتخب، وهي تهتم بشكلها، ودائمًا ما تضع مِكياج في شنطتها عشان لما تطلع على الهواء تداري تجاعيد السنين، وتفضل باربي والكل مفهمها إنها جميلة الجميلات. وده بيساهم في زيادة غرورها؛ فرغم قصرها بين الدول، إلا إنها تلبس كعب لتداري قصرها الباهر، وتُحدث ضجة وهي جاية تخوف الكل وتلبشهم في أماكنهم.
وزمان كنت ممكن تخش السلطة بالانتخابات أو بكفاءاتك، وتطلع منها بجوازة زي ما حصل لـ"شاهيناز النجار" لما تزوجت من الباشمهندس "أحمد عز". ولكن الآن إنتَ ممكن تخش السلطة بالتقدم لخطبة "مصر" من الحزب الوطني، ولو مشيت معاك تتجوزها معاه، ويبقى زيتكم في دقيقكم، وتبقى لعبت معاك، ودخلت العائلة المالكة! ويا ريت ما تقوليش المبادئ والقيم، كله بيتباع أمام بريق السلطة والجلوس في المكتب الكبير. والدخول في مطبخ صنع القرار له احساس لذيذ يستحق أن تضَّحي وتخطب وتتجوز وتطاطي ما دام العائد مناسب.
ومن الآن فصاعدا لن يقولوا الثلاثة يشتغلونها، وإنما الستة يشتغلونه، فـ"مصر" بها ثلاث سلطات، وانضم لهم مأذون، ومحلل، والعريس، وحايسوقوها لفين؟ الله هو أعلم، بس ما دام العريس ماشي على سياسة الحكومة فهو حلو، وطالما ستر على "مصر"، وحايستر على فضايح السلطات الثلاثة فهو باقي وحايتنطط.
ولا تنسى إننا لا نفضِّل المراقبة ونقبل المتابعة، ومين فينا يحب حد يراقبه؟ فهم يختارون أشخاص لا يسمعون، ولا يرون، ولا يتكلمون، ويهزون رؤوسهم دائمًا بالموافقة، ويسهلون كل شيء، ويبسطون كل شيء، وينحنون أمام الريح حتى يصل للمكتب أقصد للمجلس، ولا أفهم لماذا هو مجلس؟ ولماذا لا يكون موقف؟ أو منام؟ والأخيرة أفضل؛ فقد نامت نواطير "مصر" من زمااان، ونام شعب "مصر"، واتخطبت "مصر" وقل إتباعت، أو باعت نفسها بغير ذي يد منها، فهي بقى لها سبعة آلاف عام ولازالت غير متزوجة؛ فرضيت بإللي اختاره لها الحزب الوطني، وربنا يهديني ويهديكم.
المختصر المفيد، برضه لازم تنزل تنتخب.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :