بقلم: نبيل المقدس
أعلن أحد تُجار الحيوانات الأليفة عن بيع قطط أتي بها من عائلات ثرية ... كما أن جذور هذه القطط مِنْ مَنْ لها أسماء عالمية مشهورة ... وفي إحدي الأيام وهو يحاول تعليق إعلان عن هذه القطط أمام أعلي واجهة المحل مر صبي صغير عليهِ وقرأ الإعلان , ووقف تحت السلم الذي كان صاحب المحل واقفا عليه لتركيب الإعلان , فبدأ يشد رِجْل بنطلونه , فتلفت صاحب المحل إلي أسفل لكي يعرف ما يريده هذا الصبي منه . قال الصبي للتاجر : نهاركم سعيد يا سيدي ... أتسمح لي أن أري وأعاين هذه القطط المعروضة للبيع ... رد عليه التاجر بعد ما نزل من السلم بإستخفاف قائلا : يا إبني ألم تقرأ السعر علي الإعلان ؟؟؟ ... وأكمل كلامه : "روح يا شاطر القطط دي غالية عليك لأنها من بيئة عالية " , وليست تربية شوارع . رد الصبي عليه ... أنت ياسيدي شوقتني أن أراهم , تسمح لي أن أدخل لكي اُلقي نظرة عليهم . رد التاجر قائلا : أنا آسف يا صغيري ... فأنا أعرضهم فقط لمن لديه النية الفعلية أن يشتري . وأخذ بعضَهُ وذهبَ داخل محله لكي يكمل أعماله . أتت إلي الصبي فكرة , فوضع يده في جيبه , وأخرج منها كل العملات القليلة الموجودة لديه ... ودخل إلي التاجر ... وقال له : هل يمكنني أن أشاهدهم مقابل هذه العملات ... ضحك التاجر وعطف علي الصبي , وقال له إنتظر سوف اُخرجُ لك هذه القطط من بيتهم الموجود وراء المحل ... بعد دقائق خرجت القطط من بيتها وهي تلعب وتتنطط وتلعق التاجر وكانوا يجرون بطريقة عشوائية , و بخفة وبسرعة , كان كل همهم الجري وراء هدف معين لهم ومجهول إلي كل من يراهم  ... حتي أنهم لم يستجيبوا للصبي عندما حاول المشي معهم ... أظهر التاجر لهم سمكة , تهافتوا عليها بطريقة وحشية , وبدأت تتنقل هذه السمكة من فم قط إلي فم قط آخر  وفجأة خرج من داخل المحل  جرو صغير وضح عليه أن أحدي رجليه الخلفيه مشوهة ... فخرج هذا الجرو المسكين يمشي علي مهله , ويحاول أن يتجاوب مع القطط لم يستطع ... فأخذ بعضه ووقف بجوار السور الذي أمام المحل يشاهدهم وهم يلعبون مع التاجر . ذهب الصبي إلي هذا الجرو وأمسك وبدا يداعبه ودعاه أن يسير معه , إنبسط جدا الجرو لأن الصبي يمشي بسرعة بطيئة تناسبه , وجلس الصبي علي السور , وأخذ يلاعب الجرو وهو في مكانه أو في مكان محيط مساحتة صغيرة جدا ... حتي بدأ يحدث تآلف بين الجرو والصبي .
   صاح الصبي ووجه صيحته إلي التاجر : سيدي ... سوف أشتري هذا الجرو ..!! تعجب التاجر وقال له .. أن هذا الجرو سوف لا ينفعك وسوف لا يقدر أن يلعب معك ويجري بالسرعة التي تريدها .. فأنت ما زلت صبي تريد أن تلهو بالجرو علي طول الطريق . إنحني الصبي ... وبدأ يطوي إحدي رِجْلَيّ بنطلونه حتي أنه كشف للتاجر أنه هو أيضا لديه عجز في رجله , لذلك فإنه يلبس هذا الحذاء الخاص إلي كل من يُصاب بالشلل .... وأكمل الصبي كلامه للتاجر قائلا ... إن هذا الكلب هو الوحيد الذي سوف يقدر ويفهم عجزي , وأنا ايضا سوف اقدره وأفهم عجزه ... سوف آتي إليك صباح الغد لكي اُعطي لك النقود لشرائه . تحنن التاجر وأقسم أن يُهدي هذا الجرو إلي هذا الصبي . وقال بينه وبين نفسه : فعلا ... "يوجد الكثير في العالم يحتاجون إلي مَنْ يفهمهم !!!!!!."
     كان هذا المثال يٌلقي علينا سنويا من مدير المدرسة منذ تقريبا 55 سنة , عندما كان يأتي ميعاد إنتخاب رائد لكل فصل ... فقد كانت الإدارة تهتم جدا بتعليمنا كيفية إنتخاب الرواد ... كانت تقول لنا ... لا تراعوا أن هذا المدرس , مدرس أول أو حتي مفتش ... لا تهتموا بأهمية المادة التي يدرسها لك ... لا تُدخل في حساباتك من اي عيلة هذا المدرس ... لا تتأثر بوجاهة هذا المدرس وطريقة ملبسه ... لا تضيع صوتك في مدرس تجده دائما ملتصق بمدير المدرسة ... أو هو هذا المدرس الذي يعطيكم إرشادات قبل مجيء مفتش المادة إلي داخل الفصل . لا تُعطي صوتك لهذا المرشح الذي يتكلم هو فقط , تاركينكم تصغون ولا تتكلمون .
    عليك بإنتخاب هذا المدرس الذي تشعر بأنه يحتاج إليك وانت تحتاج إليه ... ضع في حسابك هذا المدرس الذي تجده دائما ملتصق بالطلبة في أوقات الفسحة , ولا تجده يُسرع إلي حجرة المدرسين لكي يقضي وقته في شرب الشاي وفي التدخين. ضعْ في فكرك أنه سيصبح يمثل صُوتك أمام إدارة المدرسة لكي يرفع شكواك او طلباتك أو ملحوظاتك لو لم يستطيع هو حلها. إنتخب هذا المدرس الذي يعطيك توجيهات , ويتقبل نقدك أو فكرك. صَوّتْ من أجل هذا المرشح الذي يسأل عن اسمك فقط ولا يسأل عن اسم أباك وجدك وجد جدك حتي يصل إلي هدفه الخبيث.
نحن نريد أن نري نائبا نشعر أنه في إحتياج إلينا بصدق كما نحتـــاج نحن إليه بحق ..!
نحن نريد نائبا لديه شفافية لكي نفهمه .. و عيون ثاقبة وعقل حاد لكي يفهمنـــــــــا ..!
أخيرا .. أرجع واقول : الله يرحم مدرسة السعيدية زمـــــــان ... ويقدرنا ونتحمل مدارس السِت سعدية أم رُمان ..!

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :