- "رفعت السعيد": اللى عايز ينتخب الوطني "منه لله".. ووزراء مصر يتصرفون كما لو كانت البلد "عزبة أبوهم"
- بعد العد التنازلي للانتخابات البرلمانية.. "الأقباط متحدون" تطرح الأسئلة الشائكة
- المهندس "سيد عبد العزيز".. عشوائيات "الجيزة" ومشاعر الأقباط
- صديقي "مكاريوس".. هنيئًا لك
- موظفو مركز المعلومات يهدِّدون "المحجوب" بالتصعيد ويتهمونه باستخدام الدين للتأثير على الناخبين
صديقي "مكاريوس".. هنيئًا لك
بقلم: محمد بربر
ما بين عشية وضحاها، أتخيل أحلامك الشابة كملامحك، أرسمك فى المستقبل لأحقق حلمك المستحيل.. العلاقة التى تربطني بك أكبر مما يظنون. كنت أتمنى أن نلتقى قبل الحادث اللعين؛ لأؤكِّد لك أننا واحد، تجمعنا "مصري" فى إحدى خانات البطاقة الشخصية. أصدقك القول، لا ألتفت إلى الخانات الأخرى. تأسرني فكرة أن يتَّحد شعبنا على قلب رجل واحد. أحب وجوه المصريين وقلوبهم الوفية كما أحبك لأنك من أهل بلدي الطيبين. رحلت قبل أن أخبرك أن عدونا واحد، الذى نهب الخيرات وسرق أحلام العمر الجميلة، وأشعل الفتن كى ينجح فى مهمته الشريرة دون أن يراه أحد. عدونا هو الذى يرفض بناء قانون موَّحد للعبادة؛ حتى ينجرف المتطرفون إلى سبل أكثر تطرفًا؛ فتأكل النار الأخضر واليابس، ثم تأكلني وتأكلك بلا رحمة أو هوادة.
لم أعد أصدِّق الصمت الذى نعيشه والسلبية التى تعيش بداخلنا لتتحكم فى مصير شعب ومستقبل وطن. كما لم أعد أصدِّق أن يستغل أحدهم دماءك ليصنع فتنة إعلامية يرضي بها غروره المريض، حتى المؤسسات الإعلامية خانت مواثيق العمل الإعلامي، وقدَّمت القضية لتتاجر بك وبي وبكل المصريين. أقاويلهم المترهلة تضع السم فى العسل. ورجالاتهم تسجن أصواتنا الحرة كما سجنت نفوسنا من قبل. ها أنا الآن أتابع أخبار رحيلك لحظة بلحظة. أدهشني جرم أفعالهم حتى بعد الرحيل. يجهلون أنك ياصديقي تركت عالمهم الشرير، واخترت أن تنعم بالرحمة. احترفوا الكذب علينا جميعًا من أجل تضخيم ثرواتهم وجيوبهم وبطونهم المنتفخة. أخشى يا صديقى أن يتساقط المزيد من أبناء الوطن المكلوم، ولا أخفي عليك سرًا، هذا ما أظنه فى الأيام القادمة. لا أنفخ فى النار الملتهبة بقدر ما أحذر من تداعيات ما يحدث في "مصر" الآن.
القضية يا صديقي "مكاريوس" لم تكن يومًا بسببك. الجريمة مدبَّرة منذ سنين عديدة. كتبنا ننادي بأحقية كل المصريين فى قانون موحَّد لبناء العبادة، وتحدَّثنا عن أهمية رفض سياسة التمييز التي يتَّبعها النظام حقنًا للدماء. حذَّرنا من الفوضى والاحتقان حتى لا يحدث ما نحن فيه الآن، لكنه الظلم يا مكاريوس. تساءلنا عن أحقية كل مواطن فى التعبير عن رأيه وممارسة عقيدته بما يكفله له مبدأ "المواطنة "، نعم، هي نفس المواطنة التى ضحكوا علينا ونحن صغار وحدَّثونا عنها في المدارس وفى برنامج الحزب الوطني وفى ندوات المجلس القومي للشباب وعلى شاشة التليفزيون المصري.. لكنها "أحاديث الشيطان".
صديقي مكاريوس، 19 عامًا عشتها بين أهلك وأحبابك وبينهم، أراهن على أنك– مثلنا– رفضت تصرفاتهم. للمصريين حقوق، وغابت معهم الحرية، الضمائر الخربة باتت مسيطرة على المشهد.
صديقي، ابتسم وصل من أجل كل المصريين. واسعد بالراحة والرحمة بعيدًا عن الخديعة والمكر.. ابتسم لأنك الآن فى مأمن عن أولئك القتلى الذين سفكوا الدماء.. ابتسم وتمتَّع بنعيم الفردوس وعدل السماء؛ فالحقيقة الآن التى تتجسد على أرض الوطن، تؤكد أن الدين لله والقهر لمن أهدر دماء المصريين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :