الأقباط متحدون | عيد يا عيد يا عيد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:١٩ | السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠١٠ | ١١هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عيد يا عيد يا عيد

السبت ٢٠ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
أعاني حاليًا من ذاكرة ضبابية تحاول توسيع بوابات الماضي في محاولة لاستعادة آخر مرة شعرت فيها بالعيد وبركته، فالعيد اليوم لم يعد عيدًا تقشعر فيه الأفراح وترقص طربًا بقدومه.

زمان كان للعيد بركة وفرحة لا تُوصف فالأكل كان له طعمًا مُختلفًا والعيدية كانت تسعدني أيما سعادة والأضحية– حتي لو كانت معزة يتيمة الأم والأب والعم والخالة– كانت تثير جوًا من الفرح والترابط الأسري الذي أصبحنا نفتقده في أيامنا الغبراء الحالية، وملابس العيد كانت طقسَا ضروريًا لطفولتنا البريئة لا نتخذ عنها بديلاً.

اليوم جاء العيد ومر علينا مرور اللئام، فلا ذبيحة ذبحنا، ولا ملابس أشترينا، ولا عيدية أخذنا، ولا فرحة شممنا، بعد أن فقدنا القدرة والمقدرة علي ولادة السعادة من رحم وضع لا يرضي عدو ولا حبيب.

حتي صلاة العيد الذي كنت أحرص عليها لم أصليها هذا العام، بعد أن عانيت الويل في العام الماضي عندما قرَّرت أن أصلي في ساحة المسجد المُجاور، فوجدت بجوار موطيء رأسي دماء الأضحية لأن المكان المُخصص كمصلي للسيدات يُستخدم في غير وقت الصلاة كساحة ذبح جماعية للسادة العجول وطظ في حريمك يامنطقة.
 
حتي الجرائد تكاتفت مع النكد الأزلي الذي نعيشه، وأصبح همها الشاغل عرض مظاهر الانتخابات التي لا تعنينا كشعب لا يري في استطاعته تغيير وضع قائم مثير للقرف والاشمئزاز؛ فاكتفينا بمصمصة الشفاة علي حالة البلد التي تتحرك من سيء إلي أسوأ، دون رد فعل يُذكر من شعب مهاود نائم علي قفاه وراضٍ.

لم يتبق من العيد إلا طقسًا قبيحًا يحرص عليه بوابو عمارتنا وبوابو العمارات المُجاورة، وهو طقس الشمشمة علي الذابحين حتي ينوبهم من الأضحية جانب؛ فنسمع أصواتهم التي تشبه طنين الذباب حين يجد فريسة جديدة، فيتكاتف في روح جماعية مُفتقدة، ويلتفون حول الأضحيات منتظرين لدورهم في اغتنامها. علي الرغم من أنهم من ذوات الأملاك واليومية التي يحصل عليها البواب الذكر من جراء عمله في البناء، والتي تصل إلي ثلاثمائة جنيه كما قالت لي احدى البوابات، والتي يحصل عليها الموظف ومُعلم الأجيال في الشهر، ومع ذلك تراهم لا يتوانون عن مظاهر الشحاتة تحت مُسمي العيدية، والتي أصبحت مظهرًا لصيقًا بمهنتهم

فات العيد، وفي ذيله سبع لفات. ولم أخرج منه إلا بعيون متورِّمة بفعل النوم- نوم العاجز الهارب– وبفعل مشاهدة وجبة التليفزيون الدسمة وبعض ذكريات ماضية أخذت ألوكها في استمتاع زائر غير مُقيم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :