دائمًا نحتفل على الأشلاء
بقلم : نشأت عدلي
غريب هذا النفاق .. والغريب أن صُنّاع المبادئ هم أول من ينسنوها تماما فالرجال يتكلمون دائما عن الخير وما يجب أن نصنعة بأخوتنا الأصاغر أو الذين
فى الضيقات .. ونتكلم وننحر أحبالنا الصوتية .. مرة صراخا ومرة أخرى أصوات مخنوقة من الحزن الدفين ومن دموع تجرى من العين كبحور .. ولكنة يملكنا شيئ أكبر الحزن المصنوع بدموع زائفة وهيَّ الذاتية وحب الذات بل وحب النجومية والظهور ... هناك أية جميلة بل خطيرة فى الانجيل وهي . بكاء مع الباكين .. هناك من يفسرها على انها المجاملة الخارجية للذين هم في همِّ .. ولكن اعتقد أن السيد المسيح يقصد أن نعيش معاناة هؤلاء الباكيين المكلومين .. السيد المسيح بكي لعازر عند إقترابة من القبر وقبل أن يقيمة .. بكاء السيد المسيح فسره كثيرين بأنه يبكي البشرية التى ذاقت الموت .. موت الخطية .. ولكنني اعتقد أنه قد بكي ألما موت حبيب له .. ونحن كبشرعاديين نملك القليل من الشعور ومن الإحساس .. عندما نسمع بخبر سيئ لأحد معارفنا ولا أقول أحبائنا .. نكتئب ونحزن ونزهد الدنيا بما فيها .. ويظل تأثير الدموع التى نزرفها بحرقة قلب موجوع بصدق فى قلوبنا أيام كثيرة .. ونعتكف عن الكل .. لا يطيق أن يسمع صوت كائن ما كان .. ويفكر فى مصير هؤلاء الذين تركهم بلا عائل أو إلى مصير مجهول .. والمثل قريب جدا فى أحداث نجع حمادي .. الشعب بأكملة أصابتة حالة من الحزن وعدم الامان فى هذا العالم الفاني .
ومنا من امتنع عن تقبل التهاني لأي مناسبة حزنا على أبناء وأخوة نالتهم يد غادرة بخسة .. وكان موافق هذا الحدث عيد الضحية أعتقد وكنت قد كتبت قبلات الاعياد .. وكنت أظن أن التهاني فى هذا العيد ستكون فاتره إلى حد ما أو بدون تهاني نهائيا حزنا على أبناء الأباء إذا كانوا يعتبرونهم أبناء.. ولكني صدقوني فوجئت أنها كانت تهاني حارة جدا وأفواه ملئها ضحك من القلب وقبلات حارة وأحضان أعنف من أحضان العاشقين . وها نحن فى هذه الأيام بعد الحادثة المشئومة لشعب العراق (ولا أقول مسيحيها .. لأن الشعب العراقي بأجمعة بكي أخوة وأبناء لهم ) سنرى السيناريو المكتوب بحرفية سيناريست متمرس فى لقاءات الأعياد .. وماذا يمنع !! .. دائما نستجدي المشاعر من الغير بل أصبحنا عباقرة فى الإستجداء .. إننا دائما لانشعر بشعور الأبناء بصدق قلب ولا نراه إلا عبد من العبيد .. يسجد لرؤسائة ويصدق على كل أعمالهم بل ويؤيدها ويفند الأسباب لصالحهم .. ويأتي ببراهين وأحيانا بمكتوبات من الكتب المقدسة تؤيد أعمالهم وإحتفالاتهم المستفزة لكل مشاعر .. اني أستعجب كثيرا .. كيف يقول الإنسان ولا سيما إن كان مسئول أقولا لا يستطيع أن يجعلها فى مستوى التنفيذ .. كيف أستطيع أنا الإنسان العادى جدا أن أزرف دموعا من العين فقط وليست من القلب .. كيف اجعل صوتي يتهدج وتختنق كلماتي تمثيلا وليست صدقا ؟؟
مايحدث على الساحة ليس فيه شيئ من الإيمان أو الإحساس بالغير بأى صورة من الصور .. بل كما لو كان تحدى للمشاعر .. ولكنهم يطبقون المثل القائل عند حدوث شيئ يمسهم أن يشارك الشعب مشاعرهم وأحداثهم هم فقط .. ولكنهم لم يشاركوا الشعب فيما أصابهم بأى صورة أو شكل .. فهم لايشعرون إلا باأنفسهم وبما يريدون من تبجيلات وتحيات تزيد الثقة بأنفسهم حيث أنهم يعلمون أن أفعالهم لا تتناسب أبدا مع مراكزهم ومناصبهم .. وهذا المديح والنفاق يجعلهم يصدقون هؤلاء بأن أفعالهم هى الصحيحة وأن الكل خاطئ .. وكل من يكتب فهو يحتاج إلى توبة .. لأنه من اليهوزات الذين باعوا سيدهم .. ولو تأملنا تأمل صادق مع النفس نجد أن العكس هو الذى حدث ويحدث للأن .
سامحوني .. لقد أطلت عليكم ولكن فى القلب الكثير جعله معتلا ومهموم بهذا الشأن المحزن لنفوسنا .وفرصة لسب العلمانين الذين أنا أتشرف بأن أكون واحدا منهم .
كلمة أخيرة كتبتها منذ زمن وسأظل أكتبها لنهاية العمر ..
إن نسي الناس لن ينسي التاريخ .. واكتب ياتاريخ
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :