الأقباط متحدون | مقاطعة الانتخابات أسوء من تزويرها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٦ | السبت ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ٤ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مقاطعة الانتخابات أسوء من تزويرها

السبت ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: شريف منصور
الديموقراطيات الراسخة في يومنا هذا ،  مرت بعواصف سياسية طاحنة ومنها من  مرت علية حروب أهلية ضارية صنعت  من أهل هذه البلاد أسود يحافظون عليها ويقدرون ويعيشون  الديموقراطية.

عندما نادي البعض بمقاطعة الانتخابات عامة او بمقاطعة مرشحين حزب معين، من وجة نظري مثل هذه الدعوة تتساوي مع تزوير الانتخابات بل هي أسوء من التزوير. كلاهما يمنع و يزيف حقيقة  رغبة الشعب في اختيار ممثليه.

الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا لكي ترسخ في أذهان ووجدان الشعوب  وأنها مسألة أكبر  من مجرد وجود مؤسسات أمينة  تمنع تزوير الانتخابات .  ولكن الديموقراطية منظومة بين  عدد وافر من المؤسسات القادرة على حماية الديمقراطية على مختلف المستويات مثل الدساتير والبرلمانات والأحزاب السياسية والمحاكم والجيوش و قوات الامن ووسائل الإعلام والمنظمات المدنية ، الخ. في الديموقراطية  يجب أن تلتزم تلك المؤسسات على ترسيخ القيم الديمقراطية بالفعل ، ومهما كانت الانقسامات وانعدام الأمن في المجتمع.هذه المؤسسات لا يمكن بأي حال من الأحوال تكون طرفا في النزاع فيها مع أو ضد حزب أو شخص،  ولابد أن تكون هذه المؤسسات تعمل بحماية الشعب من أجل الشعب.

ولكي يشعر الانسان بأهميته و إنسانيته يجب على الشعب أن يضع في قلبه و عقله  أنه لا بديل عن الديمقراطية -- وهذا قد يستغرق وقتا طويلا جدا للتحول ، خاصة في الحالات التي تم فيها برمجة الشعوب وترعرعها في دول ديكتاتورية تحت قيادة فاسدة مسيطرة كما في مصر انقلاب العسكر ، والأنظمة.المتتالية الفاسدة علي مصر تتلاعب بشعبنا من خلال طرق ملتوية معروفة و أسباب مختلفة أيضا. و الأمثلة كثيرة مرت بها شعوب و تخلصت منها وشعوب أخري حاليا ترزح تحت نير الديكتاتوريات.
مثل الديكتاتورية الإيرانية و الديكتاتورية الوهابية السعودية و الديكتاتورية المصرية ألعوبة الديكتاتوريتين السابق ذكريهما.  من أخطر هذه الأساليب التي تستخدمها الأنظمة الديكتاتورية، هو العنصرية الطائفية والخوف وعدم الاستقرار أو الشعور بالأمن. من الواضح أن صراع الديكتاتورية الشيعية و الديكتاتورية السنية أمتد إلي جميع دول العالم الإسلامية. و تحت الفساد و خراب الذمم المنتشر في تلك الدول و من حجم السيولة النقدية التي تعوم فيها دول النفط. اشترت الديكتاتورتين ذمم معظم الأنظمة وحولتها إلي ألعوبة في تنفيذ مخطط الهيمنة و السيطرة علي العالم الإسلامي.

ومن الألاعيب المفضوحة في نظام مصر المشبوه هو عصر اختراع مجلس  الشوري و مجلس الشعب ، الذين يستخدمهم النظام لتقنين الديكتاتورية وبهما ترك هذين المجلسين الشعب المصري  عرضة لخيارات مفتوحة الأمد يقصد بها أن تكون قصيرة الأجل والتي على المدى الطويل يمكن أن تقوض ديمقراطيتها مثل قانون الطوارئ الذي حكم به الرئيس مبارك مصر منذ أن عين في بداء الأمر رئيسا و أصبح المركز عرشا له بعد ذلك.

الديمقراطية هي عمل مستمر ولا يجب أن تأخذ أي دولة الديموقراطية ووجودها كنظام مسلم به ، بل علي الديموقراطيات حماية نفسها باستمرار و ستقع في يد من يحولها الي ديكتاتورية مثلما حدث في ألمانيا علي يد هيتلر أو تنتكس بسببه الديموقراطيات الحديثة كما حدث في مصر علي يد انقلاب العسكر في يوليو 1952 . لا توجد علي وجه الأرض ديمقراطية ناضجة قادرة على العمل كالطيار الآلي!

فكيف نطالب بالامتناع عن الانتخابات في حين أن الانتخابات هي الفرصة الوحيدة التي قد ينتج عنها تغيير حقيقي. وهي كشخص لا ييأس أبدا بل يثابر ويجاهد ويقوم بعمل كل ما يستطيع حتى ينجح في التغيير.

أننا أناشد الشعب المصري بكل فئاته أن يخرج إلي الانتخابات برغبة صادقة في أن يغير الأوضاع في مصر ويغير وجه مصر الذي قبحته سلطات الفساد السياسي و الديني. فليخرج الشعب المصري إلي الانتخابات بأعداد يستحيل معها تزوير الانتخابات و يستحيل علي أي فرقة من فرق الخونة شراء ملايين الأصوات. وعلي كل فرد أن يتذكر انه سينتخب من سيعطيه حريته أو من سيسرقها منه. و علي الشعب في هذه الانتخابات أن يثبت لمن ينتخبهم أن الشعب هو المخدوم وليسوا خدام المنتخبين. وليعرف المنتخب انه سيلقي به في صفيحة القمامة في الانتخابات القادمة أن لم يقم بواجبة نحو الوطن و نحو دائرته خير قيام.
لا تقاطعوا الانتخابات و لتدلوا بأصواتكم لمن تعرفونه و لمن قدم نفسه خير تقديم وتمثيل. اجعلوا المرشحين يشقون ويجاهدون بجديه من أجل الحصول علي أصواتكم وليس بحفنة أرز أو بكليو زيت. لا تستبدلوا حريتكم ولو بفدان أرز أو بطن من الزيت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :