فضائيات تحت الإحتلال
بقلم: أنور عصمت السادات
تبدو الساحة الإعلامية الآن مسرحًا لأحداث عديدة وغريبة تثير الكثير من التساؤلات حول حرية الرأى والتعبير فى "مصر"، خصوصًا وأن تلك الأحداث ليست وليدة اللحظة، وإنما هى مخططات مسبقة أتت بوادرها قبل أسابيع من فتح باب الترشُّح للإنتخابات البرلمانية، وسخونة المعارك الإنتخابية.
وبدأ بالفعل تضييق الخناق تدريجيًا على البرامج الحوارية كافة، بما يجعلها تحت سيطرة أمنية كاملة، من وقتنا هذا وحتى إجراء الإنتخابات الرئاسية المقبلة، مع الحرص الكامل بآلا يظهر هذا التضييق فى صورة تُوحي بأنه مدبَّر حكوميًا، وأن أسبابه ترجع إلى متعلقات مالية أو إدارية أو مهنية أو مشكلات تتعلق بسداد الديون أو المستحقات؛ فرأينا إغلاق لقنوات الناس، والحافظ، والصحة والجمال، وخليجية. وتوجيه إنذارات لقناتى "أون تى في"، و"قناة الفراعين"؛ بحجة مخالفة شروط التراخيص فى المادة المعروضة .
تحوَّلت الكثير من الصحف المستقلة والقنوات الفضائية فى السنوات الأخيرة إلى أصوات معارضة، أثَّرت فى كل بيت مصري، وكانت موضع احترام كل المصريين، وخاصةً برامج "التوك شو" التي تحظى بجماهيرية واسعة لأنها عبَّرت عن الشارع المصري بصدق ووضوح.
إعلاميين مهرة كالإعلامى "عمرو أديب"، و"جمال عنايت"، و"إبراهيم عيسى". ومعهم فرق عمل متميزة من المُعدين والفنيين أداروا أعظم مناقشات، وطرحوا العديد من القضايا الساخنة، واستضافوا الكثير من الشخصيات ممن لهم وزن وثقل وفكر، ضمن برامج ناجحة كانت مرآة المشاهدين، ومحل إعجاب وتقديرالمصريين، والأشقاء العرب فى الداخل والخارج، بما يحسب للدولة المصرية كمساحة كبيرة من حرية الرأى والتعبير؛ كالقاهرة اليوم، وبلدنا، على الهواء أوربيت، وغيرهم.. ضمن قنوات كان لها دور عظيم عندما حدثت السيول فى "أسوان"، وكذلك الوقفة الإنسانية التى شاهدناها جميعًا أثناء الحرب على "غزة" وتقديم المساعدات المختلفة من علاج المرضى وغيره؟
هل يجوز أن يُحرم من برامجهم الملايين من المشاهدين بحجة تأخير عن سداد المستحقات، وغيرها من الأسباب البسيطة، إن لم يكن ذلك هو إرادة النظام؟!!
على وزارة الإعلام أن تتدخل وتتحمل مسئوليتها فى إدارة شئون الإعلام المصري بجميع أجهزته، ولا يقتصر دورها على مجرد إدارة التليفزيون المصري. وإنما لابد من البحث فى ملفات الإعلام، وحماية الإعلاميين، ووضع استراتيجية فعَّالة ليعود التليفزيون المصري والقنوات الفضائية للريادة كما كانوا..
قد تكون هناك بعض التجاوزات والممارسات الإعلامية الخاطئة، لكن الحل ليس فى إغلاق القنوات، أو وضعها تحت الحراسة. وإن كانت الحكومة قد بدأت شيئًا فشيئًا فى تبريد الإعلام الساخن، وتضييق الخناق على كثير من القنوات والبرامج التليفزيونية والإعلاميين المتميزين؛ فى محاولات لتطويعهم بطريقة ناعمة لا تجرح مصداقيتهم لخدمة الأهداف العامة للنظام الحاكم فى الفترة المقبلة؛ فإن هؤلاء الإعلاميين وغيرهم، غرسوا فى نفوس الشعب ما يعجز النظام عن اقتلاعه .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :