الأقباط متحدون | مصريان ومصيران!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الاثنين ١٤ مارس ٢٠١٦ | ٥ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٧ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصريان ومصيران!

الاثنين ١٤ مارس ٢٠١٦ - ٢٤: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى

هما مصريان تجمعهما اشياء وتفرق بينهما اشياء.  ما يجمعهما هو مصريتهما، وكونهما فى العشرينات من العمر، وأن كليهما اصطدما باشكالية تتعلق باستعمال الفيسبوك.  ونتيجة لهذا وجد كل منهما نفسه بين يوم وليلة يواجه مصيرا لم يكن يخطر له على بال.  ولكنه مصير يختلف تماما بين الاثنين بحكم خلفيتهما الدينية وثقافة المكان الذى يعيشان فيه.

احد الشابين مصرى قبطى اسمه كيرلس شوقى عطالله.  وقصته تدور حيث يعيش فى قرية المحاميد بمحافظة الاقصر.  والثانى مصرى مسلم وقصته تدور فى مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا حيث يدرس الطيران.  وتفاصيل القصتين ومصير بطليهما تستحق الوقوف والتأمل.

قصة كيرلس شوقى عطالله
كيرلس شاب مصرى مسيحى يبلغ من العمر 29 عاما حاصل على دبلوم صنايع ومقيم بقرية المحاميد بحرى مركز ارمنت محافظة الاقصر.  والده عامل يومية بسيط ويعول خمسة ابناء وبنت.

لم يستطع كيرلس ان يجد عملا مجزيا نتيجة ضعف بصره الشديد.  وهو السبب الذى اعفاه من تأدية الخدمة العسكرية.  حاول كيرلس ايجاد وسيلة ليرتزق منها فأقام محلا صغيرا بمنزله ليبيع الحلويات للاطفال.  ومثل كل الشباب فى عمره كان يحلم باقتناء محمول وتحقق حلمه عندما استطاع ان يشترى محمول نوكيا 206 وكان فرحا بلعبته الجديدة وان كان قد وجد صعوبة فى فك طلاسمها.

وبمساعدة بعض اصدقائه عمل كيرلس صفحة فى الفيسبوك باسم (كيروفيلو) وتجمع له من الاصدقاء 14 شخصا.  ولكن فرحة كيرلس بالدخول الى عالم الانترنت لم تدم طويلا.

فى ذات يوم وبينما كان كيرلس يتصفح الفيسبوك لفت نظره اعلان عن موقع قيل انه ديني. واعتقد كيرلس انه موقع دينى مسيحى.  وقيل له انه لكى يشترك فى ذلك الموقع عليه ان يضغط على (لايك) وهذا ما فعله.  ولم يكن كيرلس يعلم ان لمس هذه الكلمة (لايك) سوف يؤدى الى تنزيل ما بذلك الموقع على صفحته تلقائيا، وان هذا سيفتح عليه أبواب جهنم.

وساعد على المشكلة ان صفحة كيرلس كانت مفتوحة للجميع نتيجة عدم درايته فى عمل الاحتياطات اللازمة لتامينها من المقتحمين واصحاب المشاركات المسيئة.

رأى شخص فى القرية صفحة كيرلس وبها مواد تهاجم العقيدة الاسلامية ورسم مسئ لرسول الاسلام.  هذا مع ان كيرلس لم ير الرسم المسىء فى جهازه المحدود الامكانيات ولكن الآخرين استطاعوا رؤيته على صفحة كيرلس باجهزتهم الاكثر تقدما.

سرى الخبر فى القرية كالنار فى الهشيم، وتجمّع المتظاهرون امام مكان اقامة كيرلس، وارادوا اقتحامه للاعتداء علي كيرلس، ولكنهم لم يتمكنوا بعد تدخل العقلاء.

وعندما واجه كيرلس سيل الشتائم والتهديدات اسرع الى اصدقائه ليستفسر عن السبب ولما عرف طلب منهم ان يمسحوا هذا باى طريقة فهو حديث العهد بهذه الامور.  ولكن قبل ان يتمكن من هذا كانت الشرطة قد استدعته للتحقيق الذى لم يكن لكيرلس فيه غير اجابة واحدة وهى انه لا يعرف عن ما نشر شيئا وان كل ما عمله هو انه  لمس زرار (لايك) فحدث ما حدث.
وامام القاضى سمع كيرلس الحكم الذى أودى به للسجن المشدد لمدة 6 سنوات.

قصة عماد الدين السيد
عماد شاب مصرى مسلم يبلغ من العمر 23 عاما اتى الى لوس انجلوس ليلتحق بمعهد لدراسة الطيران.  وبدأت مشكلته بعد نشره تعليقا على صفحته بالفيسبوك جعله هدفا للتحقيق من السلطات.  يقول التعليق انه "يعتزم قتل مرشح الرئاسة دونالد ترمب وان العالم سيشكره على ذلك".

وحتى تتمكن السلطات الامريكية من التخلص من عماد، لما يمثله من خطر، لجأت الى رفع قضية ترحيل على اساس انتهاك عماد لشروط دخوله الولايات المتحدة.  القضية لم تنظر بعد ولا يعرف ما اذا كانت ستؤدى فعلا لترحيله فهذا ما سيقرره القاضى عند نظر القضية.

والمعروف ان ترامب يتبني موقفا حازما من الهجرة نتيجة ارتفاع معدل البطالة بامريكا.  كما انه ياخذ موقفا مشددا ضد الارهاب.  وقد صرّح انه سوف يوقف دخول المسلمين الى الولايات المتحدة لفترة محددة ولحين عمل الاحتياطات اللازمة ضد الارهاب.

اما عماد فقد عبّر عن اسفه قائلا انه لم يكن يعتزم ايذاء احد.  وفى مقابلة له مع وكالة اسوشيتدبرس قال عن ما نشره انه كان تعليقا احمقا لغرض المزاح واضاف "لماذا يعتقدون اننى امثل تهديدا للامن القومى للولايات المتحدة بسبب تعليق أحمق"؟  والرد على هذا انه فى 11 سبتمبر 2001 جاء لأمريكا 19 شابا (مثله) منهم ثلاثة مصريين (مثله) لدراسة الطيران (مثله) وانتهى الامر بارتكابهم اكبر عملية ارهابية فى تاريخ الولايات المتحدة.  وقد  اعلن عماد صراحة انه ينوى قتل مرشح للرئاسة.  فاذا لم تاخذ السلطات الامريكية هذا التصريح بجدية  فانها ستتهم بالغباء.

فى المقابل هناك سؤال يستحق التعجب وهو ماذا وجدت السلطات المصرية فى كيرلس الذى بحسن نية ضغط على (لايك) فى الفيسبوك فاتت الى صفحته اشياء لم يكن هو كاتبها او مروجها ولم يكن فيها تهديدا لأحد ومع ذلك اعتبروه مرتكبا لجريمة اودت به الى السجن المشدد لمدة 6 سنوات؟

هى قصة مصريين يعيشان تحت ثقافتين.  الواحدة تقول ان المتهم برىء الى ان يثبت ادانته والاخرى يقول بعض دعاتها ان المتهم مجرم اذا ثبت أنه قبطى.

(راجع تصريح برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية ان الاقباط أقلية مجرمة معتدية ظالمة كافرة).


Mounir.bishay@sbcglobal.net
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :