الأقباط متحدون | يا رب .. هل أنا رسبت فى الإمتحان .. !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:١٢ | السبت ١٢ مارس ٢٠١٦ | ٣ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٥ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا رب .. هل أنا رسبت فى الإمتحان .. !!

السبت ١٢ مارس ٢٠١٦ - ٣١: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 ارنست ارجانوس جبران
سبحان الله .. ما هذا الشعور .. هل يمكن أن الله يكلمنا نحن الخطاه .. أقصد ..نفسى الخاطئة .. هل يمكن لله أن يكلمنا نحن البشر بطريقة نفهمها ونتفهمها .. و قد تكون عن طريق آخرين .. يارب .. ليتنى أستطيع أن أتأكد بأنك فعلاً تكلمنى .. أخاف .. أن أسطر هذا الحَدَث فى كلماتٍ .. بعدها أجد نفسى مُتهماً بالهرطقة .. أو بالكبرياء .. أو حب الظهور .. والى آخره .. نعم يارب .. أننى صليتُ إليك بكل جوارحى إن كان هذا الشعور صادقاً على حسب فهمى الضئيل .. فأنت القادر يارب أن تمسك بأصابعى وتكتب هذه الكلمات .. لأننى لا أدرى من أين أبدأ .. وكيف يكون تسلسل الحَدَث .. وماذا وراء كل هذا .. !! .. يارب .. يارب .. أعنى .. وسامحنى إن كنت مخطئاً ...

نعم .. اليوم يوم الأحد الموافق الثامن والعشرون من شهر فبراير من هذا العام 2016 .. وبعد إنتهاء الصلاة بكنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمدينة هيوستن و نوال البركة .. خرجتُ كما خرج المصلون الى قاعة الأغابى حيث كان طعام الغداء والقهوة والشاى .. وهذه هى الفرصة الوحيدة التى يلتقى فيها الأحباء جماعة المؤمنين مع بعضهم البعض ..  وبعد الإنتهاء من تناول الأغابى وكوب القهوة الساخن بالقاعة المخصصة ، ودعتُ أحبائى متجهاً الى السيارة التى إعتدت أن أوقفها فى مكانها .. بموقف السيارات الخاص بالبنك المجاور .. وهو قريب جداً من الكنيسة .. وبعدما جلست أمام عجلة القيادة استعداداً للرجوع الى المنزل .. إذ بى أجد شخصاً على بُعد خطوات .. أمامى يجلس على ألأرض كأنه نائم .. وبمعنى أصح ، كان متكئاً على الحائط الخلفى لمحل من المحلات التجارية .. هذا المكان الخلفى توجد فيه مستودعات النفايات .. و عندما اقتربت منه وجدته جالساً على الأرض مغمض العينين وبجانبة عدد من الأقلام الجافة .. بألوان متعددة حوالى سبعة أقلام .. فذهبت اليه .. سائلاً عن حاله .. فبمجرد الإقتراب منه انتفض واقفاً محيياً إياى بتحية وابتسامة جميلة .. وجدته وسيماً فى منتصف الثلاثينات من العمر.. أبيض اللون " أشقر" .. شعيرات الذقن غير محلوقة تماماً .. وعن طولة .. أطول منى فى القامة .. فمه به جفاف .. كأنه لم يذق الماء من فترة غير قصيرة .. مدَ يده مصافحاً بقبضة قوية .. وأثناء الحديث معه قال لى ، أن مشكلته الإدمان .. و بدأنا نتكلم عن الكنيسة .. كانت لهجتهُ أمريكية واضحة ليست بها أى لَكْنة أجنبية ..

وأثناء  حديثنا كان يأخذنى بالأحضان .. والغريب سألنى .. إن كانت كنيستنا تخدم باللغة الآرامية .. وأننى واثق من نطقه كلمة " الآرامية " وليست " العربية " .. وقلت له لا .. ان اللغة التى نخدم بها هى الإنجليزية .. حتى لا يشعر بالغربة إن أراد الحضور الى الكنيسة .. وبالفعل قال لى انه سيحضر .. و فجأة سألنى .. ما هو موضوع اليوم؟.. قلت له من إنجيل يوحنا والأصحاح السادس .. وقمت بإخراج الإنجيل الخاص بى من جيب " الجاكيت " وهو مكتوب باللغة العربية ..  وقمت بالقراءة من العدد 27 باللغة الإنجليزية .. أى أننى قمت بعمل ترجمة فورية للآيات دون نطقها بالعربية .. والعجيب .. كان واقفاً بجانبى وكأنما كان يقرأ معى فى سره ..

يتابع المكتوب ناظراً الى الإنجيل دون أن يستوقفنى أو يسألنى أى سؤال وحتى أنه لم يقم بسؤالى عن هذه اللغة !! .. كان سعيداً جداً .. ابتسامته لم تفارق وجهه ..حيث كان بين الحين والآخر يسلم علىّ بيده بقبضتة القوية .. و على ما أذكر أنه كرر أكثر من مرة ، أنه يريد الحضور الى الكنيسة  ولكن بالطبع لا أدرى متى ستكون هذه الزيارة .. وأثناء كل هذه الأحداث السريعة .. لا أدرى كيف دار الحديث واخبرته بأننى كنتُ فى الماضى رجل أعمال ناجحاً إلا أننى فقدت كل شئ .. وقبل أن نفترق أمسك بيده ياقة الجاكيت الذى كنت أرتديه قائلاً لى "هذا جاكيت جميل" .. قلتُ له انه قديم .. هذا كل ما أذكره عن اللحظات التى كنت مع هذا الشاب الغريب .. وعندما حان وقت الفراق .. قلت له بطريقة حسنة .. اقلع عن عادة التدخين وأنا أقصد الإدمان بأنواعه .. ثم قلت له بالإنجليزية (الرب يباركك) .. ثم اتجهت الى سيارتى التى تبعد عدة خطوات وأردت رؤيته مرة أخرى وإذ به يختفى من المكان .. وحضرت الى المنزل .. والى هنا .. لم أجمع أحداث هذا اللقاء العجيب .. و بعد قليل .. شعرت بشعور غريب .. ما كينونة هذا اللقاء .. ومن هو هذا الشاب الغريب .. و على الرغم من ذهابى الى كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل سنيناً هذه عددها .. وكما اعتدت أن أوقف سيارتى فى نفس المكان .. إلا أننى لم يسبق لى أننى رأيت شخصاً يقف أو يجلس فى نفس المكان الذى جلس فيه هذا الشخص .. ثم ما كينونة هذا اللقاء والحديث الذى دار بيننا !! .. وما مسألة الأقلام ذات الألوان المختلفة المنتثرة بجانبه والموضوعة بطريقة خاصة .. مما جعلنى أركز الإنتباه .. على الرغم من أننى لم أعرف عددها بالضبط .. شعور عجيب .. جعلنى أربط الأحداث واحدة تلو الأخرى .. أنا بطبيعتى أحب التعرف على الناس .. إلا أن هذا الشخص .. له جاذبية خاصة .. من أول لقاء .. !! .. ولكن لماذا هذا الشخص بالذات .. وما السر من وراء هذه المقابلة .. !! ..

وهنا .. أود أن أشارككم فى هذه الأسئلة .. والتى أتمنى وأصلى الى الله أن يفسرها لى فى يوم من الأيام .. هذه الأسئلة مازالت تدور فى ذهنى أغلب الوقت .. مَن هذا الشخص الوسيم الأبيض اللون؟ .. ما معنى تلك الأقلام المنتثرة بجانبه؟ .. ماذا يقصد باللغة الآرامية؟ .. ثم لماذا سألنى عن موضوع اليوم .. والذى جعلنى أفتح له الإنجيل ونقرأه سوياً .. وكيف كان ينظر الى الكلمات المكتوبة فى الإنجيل عندما كنت أقرأ من الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا .. وكيف كان يأخذنى بالأحضان؟ .. وسلامه باليد عدة مرات .. و الشعور بالسلام الذى كنت أشعر به .. ثم لماذا قال .. أنه يود زيارة الكنيسة ؟ .. ثم إمساكه بياقة الجاكيت ؟ .. هل هذا يعنى أنه كان يود اختبارى وامتحانى .. حيث لابد و أن أقول له هاك إياه .. حقيقة .. أننى تأسفت كثيراً .. حيث أننى لم أقم بخلع "الجاكيت" عنى .. ليتنى أعطيته اياه .. وزاد ألمى عندما تذكرت الآية من انجيل متى والأصحاح الخامس والتى تقول:" من سألك فاعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده " صحيح هو لم يطلبه .. ولكن .. مازال ضميرى يبكتنى ويؤنبنى .. الى الدرجة التى جعلتنى أن أقوم بارتداء نفس "الجاكيت" فى المرة التى تلت تلك المرة فى يوم الاربعاء 9 مارس .. عندما ذهبت الى كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل .. لعلى أقابل نفس الشخص لأعطيه إياه .. وبالفعل .. ذهبت الى نفس المكان السابق الذى وجدته فيه .. إلا وللأسف لم أجده .. وبالطبع لا أثر للأقلام أيضاً ..

وفى النهاية .. يارب .. هل أنا رسبت فى الإمتحان .. !!! .. وها أنا أسألك يارب مرة أخرى .. وكما يقول الكتاب المقدس فى انجيل لوقا والأصحاح الحادى عشر:" فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء، يعطي الروح القدس للذين يسألونه ".. فيا رب .. أنا أسألك  .. وأطلب روحك القدوس أن يسكن فى داخلنا و نكون مستحقين طاهرين مؤهلين لسكناك يارب .. لا تنزعه منا .. حتى نثمر بالمواهب المعطاه لنا .. ها أنا أسألك يارب أن تنير أرواحنا و عقولنا وبصيرتنا حتى نتعرف عليك .. و الآن .. أنا بإنتظار الإجابة .. ولك كل المجد والكرامة .. آمين .. آمين .. آمين .. يارب ارحمنى أنا الخاطئ ...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :