الأقباط متحدون | الجمهورية" تكشف أسرار وتفاصيل لقاءات البابا مع لكح والأسيوطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٠ | الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس الأقباط والإسلام السياسي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

الجمهورية" تكشف أسرار وتفاصيل لقاءات البابا مع لكح والأسيوطي

كتب : سامح محروس - الجمهورية | الأحد ٣١ اكتوبر ٢٠١٠ - ١٦: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

صراع الديناصورات في المقر البابوي
أهل البيزنس يلتمسون البركة في دوائرهم الانتخابية..
وساويرس يكتفي بالأمور الروحية دون طموحات سياسية


"مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت الله".
آية واضحة وصريحة قالها السيد المسيح قبل نحو ألفي عام من الزمان وهو يعبر تعبيراً بليغاً عن رفضه لممارسات وسلوكيات الأغنياء وأصحاب الثروات.
ولكن من الواضح أن مليارديرات اليوم الذين يلجأون للكنيسة في أدق شئونهم العامة والخاصة يدركون جيداً أن "الثقب" الذي تحدث عنه السيد المسيح له المجد قبل عشرين قرناً قد اتسع وتمدد وأصبح "فتحة كبيرة" في الجدار الفاصل بين الأغنياء والملكوت.. فالعبور إلي مكتب البابا ومقر إقامته حيث يسعي الأغنياء إلي نيل بركته قبل الشروع في أي عمل أصبح سهلاً.. والدخول إلي حيث يوجد البابا طلباً لمشورته والتماساً لتدخله في شأن يؤرقهم أصبح ممهداً بكل الألوان التي تتخذها عملات ثرواتهم.
والأهم أن أغنياء اليوم تولدت لديهم القناعة ورسخ لديهم اليقين بأن دخولهم إلي ملكوت الله أيسر من مرور جمل تحت بوابة المتولي.
حقاً كم كان مشهداً مستفزاً لكل من طالعوا العدد الأخير من مجلة الكرازة والصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2010 ويحمل رقمي 27 و28 حين رأوا صور رجال الأعمال الأقباط وقد احتلت الصفحة الأخيرة من المجلة.. والابتسامة الجميلة لا تفارق وجوه الجميع وهم يلتقطون الصور التذكارية بجوار البابا.. وقد حرص أحد أعضاء السكرتارية الخاصة علي الوقوف إلي جوار أحدهم ليتصدر المشهد تدليلاً وتأكيداً علي قوته ونفوذه.
الصورة الأولي كانت للبابا مع المهندس نجيب ساويرس الذي اصطحب معه أحد أصدقائه من رجال الأعمال الأجانب ويدعي "جيم بالسيلي".. ومن المفارقات العجيبة أنك ما أن تنظر في صورة هذا "الخواجة" حتي تتصوره وللوهلة الأولي حسام حسن المدير الفني للنادي الزمالك.. نفس الوجه.. ذات الملامح .. هو الخالق الناطق .. "فولة وانقسمت نصين" .. ثم تكتشف بعد قراءة الخبر المنشور إلي جوار الصورة أنه رجل أعمال "جامد قوي" .. سبحان الله.. يخلق من الشبه أربعين.."!!"
ثم تقول المجلة في تعليقها علي الزيارة إن الحديث دار عن أمور روحية "!!".
وعند حكاية الأمور الروحية تلك نتوقف قليلاً.. من حق كل من قرأ الخبر أن يتساءل عن طبيعة القضايا الروحية التي تشغل بال وفكر المهندس نجيب ساويرس في المرحلة الحالية. بعد أن تخفف من عناء إدارته المباشرة لمشروعاته واستثماراته.. ثم أن من يري مشاعر الحنان الدافقة التي تجمع البابا مع رجال الأعمال الأقباط.. لا يصدق نفسه وهو يلمس الشراسة التي يتعامل بها رجال أمن الكاتدرائية والعاملون بالمقر البابوي مع بسطاء الأقباط.. الذين لا يريدون شيئاً.. وأقصي ما يتمناه الواحد منهم مجرد نظرة أو مصافحة.. أو دعوة من فم البابا.. وهؤلاء أيضا أولاد البابا وأحباؤه.. ولكن مشكلتهم أنهم "أنظف من الصيني بعد غسيله""!!"
علي أي الأحوال.. تلك المسألة ليست هي قضيتنا.. والمهندس نجيب ساويرس رجل لا غبار عليه.. وهو يحمل محبة خاصة للبابا.. والبابا يبادله نفس الشعور والشواهد علي ذلك كثيرة.. ليس هذا مجالها أو محلها الآن.. ثم أن نجيب ساويرس ليست له طموحات سياسية.. والرجل إذا أراد أن يحجز له مقعداً تحت قبة مجلس الشعب أمامه ألف باب وألف وسيلة.. بالتعيين.. بالانتخاب.. في شبرا.. في سوهاج.. في السويس.. من أي مكان بمصر يستطيع ساويرس أن يحشد تأييد الناس حوله حتي يفوز بكرسي البرلمان إذا أراد.. وهو ما يعني بوضوح أنه إذا أراد دخول السياسة فإنه لن يكون بأي حال في حاجة إلي الولوج إلي هذا المجال من بوابة الكاتدرائية أو عبر المقر البابوي.
ولكن هذا "الزهد السياسي" يعد ظاهرة قاصرة علي نجيب ساويرس فقط برغم كل ما يملكه ويتوافر له من عوامل النجاح.. ليس كل رجال الأعمال الأقباط الذين يلتقيهم البابا "زاهدين سياسيا".. مثل ساويرس.
هناك آخرون يموتون ويقاتلون من أجل الكرسي مهما كلفهم من ثمن.. فقد شهدت الأيام الماضية زيارات وجولات واتصالات مكوكية كان المقر البابوي طرفاً رئيسياً فيها ولعب دوراً تنسيقياً شديد البراعة.. حيث دخل البابا شنودة بثقله لفض الاشتباك بين اثنين من رجال الأعمال أحدهما ديناصور من ديناصورات السياسة والبيزنس وهو رامي لكح الذي سبق أن فاز بعضوية مجلس الشعب عن دائرة الظاهر والأزبكية في انتخابات سنة 2000 ونجح في حسم نتيجة هذه الانتخابات لصالحه أمام الدكتور عبدالأحد جمال الدين.. الذي وجد نفسه يواجه "طوفانا" لم يكن يدري أن القدر يدخره له.. فقرر أن يبتعد عن هذه الدائرة التي سبق أن مثلها في المجلس عدة دورات وآثر السلامة في انتخابات 2005 وخاضها بإحدي دوائر محافظة الغربية التي ينتمي إليها.
أما رجل الأعمال الثاني فهو خالد الأسيوطي الذي فاز في الانتخابات التكميلية بالدائرة منذ عدة شهور بعد اسقاط العضوية عن نائبها السابق الدكتور هاني سرور.. ¼ ¼ كل الشواهد والحسابات المنطقية كانت تشير إلي أن عضوية خالد الأسيوطي بمجلس الشعب ليست سوي "حلاوة روح" مع عودة رامي لكح إلي مصر والتي كانت تمثل مأزقاً حقيقياً من شأنه أن يضع نهاية سريعة جداً لأحلامه بالبقاء في المجلس.. حتي يكاد المتابع للشأن العام يتصور أن الأسيوطي سيدخل موسوعة "جينيس" باعتباره من أقصر النواب عضوية في البرلمان.
المهم.. نجح البابا شنودة في فض الاشتباك بين الرجلين.. وتقرر أن يبقي خالد الأسيوطي في دائرته الأزبكية بدون منافس حقيقي وبعيداً عن أي منغصات خاصة أنه يعد في حكم الفائز بترشيح الحزب الوطني له.. وفي المقابل يخوض رامي لكح الانتخابات بدائرة شبرا ذات التواجد القبطي الملحوظ مرشحاً عن حزب الوفد ملتمساً دعم البابا ورصيده الكبير لدي الأقباط والمصريين عامة.
حدث ذلك في لقاءين منفصلين عقدهما البابا شنودة علي مدي يومين متتاليين.. أحدهما كان مساء الثلاثاء 19 أكتوبر واستقبل خلاله البابا خالد الأسيوطي ووالده نبيل الأسيوطي.. والثاني كان مساء الأربعاء 20 أكتوبر واستقبل خلاله رامي لكح وقد حرص عدد من رجال الأعمال الأقباط علي حضور هذا اللقاء وهما الدكتور ثروت باسيلي وهاني عزيز.
¼ مصادر مقربة بالمقر البابوي حرصت بشدة كالمعتاد علي نفي وجود أي ترتيبات انتخابية في هذين الاجتماعين.. وتناست أن اللقاءين جمعت بينهما قواسم مشتركة متعددة أبرزها عنصر التوقيت حيث يستعد المرشحون لخوض الانتخابات في دوائرهم.. وأنه ليس من المنطق أن نترك أمر لقاءي البابا مع الأسيوطي ولكح للصدفة البحتة.. وأي صدفة تلك قادت البابا ليلتقي مع رجال أعمال.. أحدهما مثل الدائرة بالمجلس من قبل والآخر يمثلها حالياً.. وكلاهما يضع عينيه علي ذات الدائرة ومقعدها تحت القبة.
مصدر آخر حاول التخفيف من حدة التوقعات بما دار في اللقاء وأشار في بيان بعث به للصحفيين والإعلاميين إلي أن لقاء البابا ولكح جاء بناء علي طلب من الأخير وفي إطار رؤية حزب الوفد في تجنب وجود اثنين من الأقباط في دائرة واحدة.
¼ وأياً ما كان الأمر سواء كانوا هم الذين سعوا إلي البابا طالبين تدخله لفض الاشتباك.. أم أن البابا قام بهذا الدور حماية لخالد الأسيوطي من مواجهة كانت ستجعل من عملية نجاحه أمراً مشكوكا فيه.. فإن النتيجة الوحيدة المؤكدة أن التنسيق قد نجح.. وأن البابا أدار مفاوضات ناجحة أسفرت عن هذه النتيجة وهو التصور الذي يؤكده ممدوح رمزي المحامي والناشط القبطي المعروف حيث يؤكد أن الحديث عن انتخابات مجلس الشعب كان هو المحور الرئيسي لهذين الاجتماعين مشيراً إلي أن قداسة البابا شنودة الثالث لديه قناعات وتوازنات دقيقة.. ويريد أن يربح أكبر عدد ممكن من الأقباط المنتخبين بمجلس الشعب.. وأنه يعلم أن رامي لكح يتمتع بشعبية طاغية أينما ذهب ومن أجل ذلك أراد أن يضمن نجاح الاثنين.. وهو يعلم أيضا أن نجاح خالد الأسيوطي مضمون نظراً لأنه نائب حالي ومدعوم من الحزب الوطني.
أما بالنسبة لرامي لكح فإن انضمامه لحزب الوفد أضاف إليه ثقلاً علي ثقله وأعطاه فرصة أكبر لأن الوفد يتمتع بشعبية كبيرة لدي عنصري الأمة الأقباط والمسلمين.. والبابا شنودة يدرك ذلك تماماً فأراد أن يضمن للكح نجاحاً مؤكداً.. وأن يبعد عن خالد منافساً شرساً بحجم رامي لكح من الممكن أن يهدد نجاحه لأن وجود رامي في الأزبكية يشكل خطراً حقيقياً علي الأسيوطي نظراً لشعبيته وإمكانياته الفائقة والتي تفوق امكانيات الأسيوطي بكثير خاصة أنه أكثر انتشاراً وتلاحماً وتواصلاً مع الجماهير كما أنه خدوم بطبعه ويقف مع الطبقات المطحونة.
وأكد رمزي أن اللقاءين كانا لقاءين سياسيين انتخابيين لأن البابا شنودة يتمتع بحس سياسي عالي المستوي ويدرك أن الشارع يمكن أن ينحاز لحزب الوفد نظراً للتجربة الديمقراطية الرائعة التي قادها الوفد قبل ثورة يوليو ..1952 أضف إلي ذلك أن مجرد لقاء البابا مع رامي لكح يضيف إليه ثقلاً سياسياً هائلاً ويمنحه دعماً معنوياً في منتهي القوة.. ولكح يعرف ماذا يفعل جيداً وبالذات في دائرة مثل شبرا تتسم بالتجمع المسيحي الكبير ويدعم ذلك أن صورته منشورة في مجلة "الكرازة" التي تتمتع بانتشار كبير في أوساط الأقباط وبالتالي فإن نشر صورته فيها مع البابا يضمن له أصوات الأقباط في شبرا.
* وتختلف معه في الرأي ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب وتؤكد أن البابا لا يتدخل في مثل هذه الأمور وليست لديه أي توجهات سياسية.. ولكن عندما يلجأ إليه لكح والأسيوطي فإنه لا يمكن أن يمنع أحدا من اللجوء إليه والبابا ليست له أي مصلحة مع أحد.. وكل ما يقوم به هو أنه يدعو للجميع بالتوفيق.
وأضافت: لا يجب أن نربط بين ذهابهما للبابا وبين ما حدث.. لأنها قد تكون اتفاقات فيما بينهما ولا دخل لقداسة البابا في مثل هذه الأمور.. وهو لم يستدع أحداً.. ولم يوجه بأي شيء.. ثم أن رجال الأعمال هم جزء من شعب الكنيسة والبابا يلتقي بهم كما يلتقي مع عامة الشعب.
وأوضحت ابتسام حبيب أن البابا أبلغها شخصياً في لقاء سابق بأنه لا يتدخل في أي ترشيحات أو تعيينات.. حيث يقتصر دور الكنيسة علي حث أولادها علي المشاركة الإيجابية بالاختيار السليم النزيه لمن يعطي أكثر لمصر.. وأن هذا هو المعيار الوحيد.
* ونفي ماجد حنا المحامي أن يكون الهدف من زيارة رامي لكح للبابا تأمين حصوله علي أصوات الأقباط في شبرا مشيراً إلي أن البابا شنودة لا يتدخل في مثل هذه الأمور.. والبابا يقول للأقباط انتخبوا وأدوا دوركم الدستوري والقانوني والضميري دون أن يفرض عليهم شخصاً بعينه ولا يستطيع البابا أن يؤمن له كتلة الأقباط ولا يتدخل في العملية الانتخابية من قريب أو من بعيد إلا بالتشجيع وحث المواطنين علي اختيار من يمثلهم.
وأوضح أن رامي لكح الكاثوليكي يقوم دائماً بزيارة البابا شنودة ويرتبط بعلاقة طيبة جداً بقداسته.. وزيارته للبابا لا تعني أن البابا منعه من خوض الانتخابات في الازبكية .. والمقابلات التي تمت لا توحي ولا تؤكد نظرية أن البابا ترك الدائرة لخالد الأسيوطي فهذا كلام لا يعضده واقع وإذا كان هذا الكلام لم يصدر من الكاتدرائية أو البابا فإنه يعد كلاماً بلا دليل عليه ومن مصادر غير موثوق بها.
أشار إلي أن رامي لكح وجد أن فرصة خالد في الظاهر أكثر منه حظاً خاصة أن جميع الناس اختاروه في الانتخابات الأخيرة الأمر الذي يؤكد شعبيته الجارفة.. ثم أن غياب رامي عن الدائرة لفترة طويلة حال دون لقائه وأهالي الدائرة سنين طويلة.. مما دفعه لخوض الانتخابات في دائرة شبرا التي توجد بها نسبة كبيرة من الأقباط. بل إن أغلب المسلمين في شبرا طلبوا منه أن يرشح نفسه عندهم خاصة أن حزب الوفد يلقي رواجاً لدي الشارع المصري في هذه الأيام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :