شارع " محمد على " بمدينة القاهرة .. لعب دور تاريخي في الحياة السياسية
كتبت : ميرفت عياد
أصدرت دار الفاروق للنشر والتوزيع كتابًا تحت عنوان " شارع محمد على بمدينة القاهرة .. دراسة أثرية حضارية " للدكتور"العربي احمد رجب" ويقع هذا الكتاب في حوالي 440 صفحة، وينقسم إلى أربع أبواب رئيسية هم : "نشأة الشارع وتطوره العمراني، الحياة الاجتماعية ومظاهرها، الحياة الاقتصادية ومظاهرها، الآثار المعمارية الباقية بالشارع، ويختتم الكتاب بملحق الألقاب والمصطلحات الوثائقية .
وفي الوقت نفسه؛ أشارت أ.د."أمال احمد حسن العمري" الوكيل الأسبق لكلية الآثار جامعة القاهرة في تقديمها للكتاب، إلى أن هذا الجهد من قبل للدكتور"العربي احمد رجب"يعد دراسة بحثية عن شارع "محمد على" وموقعه الجغرافي بمدينة القاهرة، ونشأة الشارع وتطوره العمراني .
مشيره إلى أن هذا الشارع يقع في منطقة تاريخية تعاقبت عليها عصور تاريخية مختلفة، خلفت وراءها تراثًا معماريًا نفسيًا، متمثلاً في الآثار الباقية في الشارع، وهذا ما جعل الشارع والمنطقة المحيطة به مقصدًا للسائحين، ولم تقتصر أهمية الشارع على ما يحويه من آثار، بل كان للشارع دور مهم في الحياة السياسية، حيث كان ملتقى رجال السياسة والصحافة والأدب، كما كان له دور في الحياة الاجتماعية والفنية حيث عاش به العديد من الفنانين، ولعل ثراء هذا الشارع بآثاره المعمارية وموقعه المهم بالنسبة لمدينة القاهرة هو ما دعا الكاتب إلى القيام بهذه الدراسة المهمة التي عرضت في هذا الكتاب.
القاهرة باريس الشرق
وفي ذات السياق أكد الكاتب على أن شارع"محمد على"اشتهر بالفرق الموسيقية النحاسية، وأشهرها فرقة " حسب الله " الذي يعتقد عامة الناس أنها مجرد حكاية فنية، بل هي حقيقة و"حسب الله " هذا كان يعمل في موسيقى حرس الخديوي، وكون أول فرقة موسيقية تسير في الأفراح بعد تركه موسيقى الحرس .
كما اشتهر الشارع أيضًا بوجود فرق الموسيقى النحاسية اللازمة لإحياء الحفلات والأفراح، ونشأت به صناعة الآلات الموسيقية، ويعرف شارع محمد على حاليًا بشارع القلعة وقد اشتهر " ببوائكه " التي اقتبسها"الخديوي إسماعيل" من مدينة "باريس"، ونظًرا لأهمية الشارع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والحضارية وأيضًا الطراز المعماري الذي يتميز به الشارع الذي يعتبر نموذجًا فريدًا في مدينة القاهرة آتى به "الخديوي إسماعيل" الذي أراد أن يجعل من القاهرة باريس الشرق .
تعمير حي القلعة
وعلى الجانب الآخر يشير دكتور"العربي" إلى أن الدارس لتاريخ القاهرة يلاحظ أنها عانت قبل وصول "بونابرت" بسبب صراع الباشاوات وضعف الوالي التركي، وبالتالي لم يكن هناك من يفكر في تطوير القاهرة، وبمجيء محمد علي إلي الحكم بدأت القاهرة في الانتعاش مرة أخري .
موضحًا أن ولاية "محمد علي" نقطة تحول مهمة في تاريخ مدينة القاهرة، لكنها مع ولاية "إسماعيل" اكتسبت بنيتها التحتية المتينة، وكانت من أفضل أعمال"الخديوي إسماعيل" تعمير حي القلعة ،وقراره بشق شارع يصل بين العتبة الخضراء والقلعة، وأطلق عليه اسم جده محمد علي، وقد تولي شق وتجهيز شارع محمد علي ديوان الأشغال،و الذي كان يشرف عليه حينذاك علي "باشا مبارك" ، وأصبح بذلك أول شارع عرضي ينشأ بالقاهرة، وألحقت به دار الكتب الخديوية .
دار الكتب المصرية
وفي سياق متصل؛ يوضح الكتاب أن"الخديوي إسماعيل" اصدر أمرًا إلى ناظر المالية عام 1969 م بتخصيص ميزانية للصرف على الكتبخانة، وقد قام بإنشائها " على باشا مبارك " في سراي الأمير"مصطفى باشا فاضل" بدرب الجماميز على نمط المكتبة الأهلية بباريس، وبعد الانتهاء من البناء جمع بها الكتب التي كانت مشتتة في كل مكان .
هذا وقد انفق"الخديوي إسماعيل" على دار الكتب من ميزانية المدارس، وفتحت الدار أبوابها لطلاب العلوم والمعارف وسهلت لهم الاطلاع على الكتب، والمؤلفات، والمخطوطات التي لم يكن سهل الوصول إليها، لولا إنشاء هذه الدار، والتي أدت خدمات جليلة للنهضة العلمية والأدبية .
والجدير بالذكر؛ أنه بسبب جمع"الخديوي إسماعيل" للعديد من الكتب، ضاقت الكتب خانة بمقتنياتها، لذلك قرر تشييد دار جديدة في باب الخلق، وخصص بهذا المبنى مكان للمكتبة ومتحف للآثار، وللمرة الثانية ضاق المكان بمقتنياته فتقرر إنشاء دار الكتب التي تقع على الكورنيش .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :