الأقباط متحدون | مزيد من الإلهاء مزيد من بقاء الحكومة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٥٤ | الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٨بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

مزيد من الإلهاء مزيد من بقاء الحكومة

الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

خبراء:
* "جورج إسحق": الشعب المصري هو الذى أعطى الفرصة للحكومة أن تلهيه عن واقعه الحقيقي.
* "عبد الحليم قنديل": النظام الحاكم يتبع مجموعة من الالهاءات العظيمة فى سبيل مرور الانتخابات العامة.
* "جمال فهمي": الإعلام المزيف والجهول له أثره الواضح فى هذه الإشكالية؛ حيث يساهم فى تخريب العقول والضمائر.
 * "خالد البلشي": الحكومة المصرية أجادت اللعب بعقل المواطن المصري فى أكثر الأوقات حساسية وسخونة.
* د. "سيف الدين عبد الفتاح": النظم الإستبدادية لها العديد من الميكانيزمات التى تستخدمها لفرض سيطرتها على الشعوب وتوجيه الرأى العام.
 
تحقيق: عماد نصيف- خاص الأقباط متحدون

أثبتت بعض دراسات الرأى العام العالمية، أن الحكومات العربية تتبع حزمة من السياسات التى – تعتقد – إنها تستطيع من خلالها تثبيت نظام الحكم الخاص بها، والنأى به عن الهزات التى قد تحدثها القوى المعارضة له. ليس ذلك فحسب، فقد أشارت الدراسات إلى تصدير هذه السياسات بطرق مباشرة لدول أخرى بغض النظر عن مدى مناسبتها لها من كافة النواحى مثل: سياسة الإغراق بالمشاكل الحياتية اليومية، وسياسة الإلهاء بالرياضة والنشاطات الشبابية، وسياسة الإلهاء بكل مظاهر الترف واللهث وراء المال، وسياسة كمّ الأفواه، وسياسة تنفيس الرأي العام، وسياسة كبش الفداء، وسياسة الضربة الوقائية، وسياسة ركوب الموجة، وسياسة الانحناء للموجة، وسياسة قصة قميص عثمان، وسياسة العصا والجزرة.

وقد وصف تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي فى فبراير الماضي الوضع فى "مصر" بأنه “حالة غليان مع استبعاد حدوث إنفجار”. وأرجع التقرير الذى أعدته لجنتا الشئون الخارجية والأمن القومى بالمجلس، عدم حدوث الإنفجار إلى طبيعة الشعب المصري، المعروف بقدرته على التكيف مع الأوضاع السيئة، والذى لا يتمرد بسهولة، عكس شعوب "أمريكا اللاتينية" التى تعيش نفس ظروف الشعب المصري.
للتعرف على آراء الخبراء فيما يتعلق بالأوضاع الحالية فى "مصر"وهل حقًا تقوم الحكومة بإلهاء المواطنين ببعض القضايا الفرعية لتحويل أنظارهم إلى قضايا أخرى هامة، قمنا بإجراء التحقيق التالي:
 
فى البداية، رأى "جورج إسحق"- مسئول المحافظات فى الحملة الوطنية للتغيير- أن "مصر" مريضة وعلى مشارف الدخول للإنعاش، وذلك بسبب هذه السياسات الملتوية التى تخدم النظام نفسه. مشيرًا إلى أن "مصر" تشترك فى الأولمبياد منذ 1932، ولم يكن هناك ذلك الحجم من التغطية  المراد منها سحب اهتمام الرأى العام بقضايا مصيرية.
 
وقال "إسحق": إن المسئول عن استمرار نجاح هذه الآلية هو المواطن المصري الذى لم يعد يتمسك بحقه، وأصبح من السهل توجيه اهتماماته بهذه البساطة وإشغاله عن معاناته، فى ظل الدور الذى يلعبه الإعلام المصري كأداة رئيسية يستخدمها ويتلاعب بها النظام الحاكم. 

وأوضح د. "عبد الحليم قنديل"- المنسق العام لحركة كفاية- أن النظام الحاكم يتبع مجموعة من الالهاءات العظيمة فى سبيل مرور الانتخابات العامة فى "مصر"، والتى انتهت بمعناها الحقيقي منذ ثلاثين عامًا على حد قوله. مشيرًا إلى أن النظام الحاكم يختار نواب افتراضيين بسبب ضعف قواعده، ويتم اجراء الانتخابات ويتبعها مجموعة من الالهاءات التى  لا يعرف أحد نتائجها إلا إذا كان على علاقة بالأمن. 
 
ووصف "عبد الحليم قنديل"- المنسق العام لحركة كفاية- الانتخابات فى "مصر" بـ"اللهو العظيم"؛ لأنها ستستمر إلى الانتخابات الرئاسية، على حد قوله.  وفى سبيل ذلك يقوم النظام الحاكم بالتوسع في عملية إلهاء المصريين من خلال جهاز إعلامه، وإبراز النزاع الطائفي بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما يخلق عدو بديل للشعب بدلاً من النظام الحاكم، والبحث الحقيقي عن مشاكل الشعب المصري بأطيافه المختلفة، من خلال سياسة فرق تسد التى تحكم بها القوى الاستعمارية والاستبدادية. 
 
وأكَّد "قنديل" أن صور الإلهاء التى يتبعها النظام الحاكم تتجاوز النسيج الوطني وتريد التخفي من خلال الانقطاع عن العالم الخارجي. مشيرًا إلى عمليات النهب التي تحدث فى "مصر" حتى أصبح بها أغنى طبقة وأفقر طبقة فى المنطقة، وإلى الكبت الذى يحدثه النظام الحاكم، بالتضييق على معارضيه.

واختتم "قنديل" حديثه بأن سياسة الإلهاء هى الهدف الأساسي من إعلام النظام الحكومي وجهاز أمنه الذى يسيطر على كل شىء فى "مصر" على حد تعبيره.  

أما "جمال فهمي"- عضو مجلس نقابة الصحفيين- فقد رأى أن أية دولة بوليسية كـ"مصر" تستخدم هذه السياسات فى ظل غياب المناخ الصحي والديمقراطية الحقيقية واستبدالهم بمناخ عصابي يشغل الناس بالتوافه. موضحًا أن ذلك هو السبب وراء نجاح هذه السياسة القديمة التى أدت لوجود حالة بؤس عام تطور ليصل إلى "بؤس عقلي"، بحيث لم يعد المواطن المصري يملك "حد أدنى" من الإمكانيات العقلية. مضيفًا أن الإعلام المزيف والجهول له أثره الواضح فى مثل هذه الإشكالية؛ حيث يساهم فى تخريب العقول والضمائر. 

واعترض "نجاد البرعي"- الناشط الحقوقي- على إلقاء المسئولية كاملة على عاتق النظام الحاكم وحده، بالرغم من إنه ضلع أساسي فى ما يحدث للشعب المصري بشكل عام، موضحًا إنه ليس علينا أن نلمه حتى فى المشكلات الخاصة بثقافتنا ودرجة استيعابنا وانسياقنا وراء كل ما هو وهمي وزائف.  مشيرًا إلى الضلع الثالث المساهم بشكل أكبر فى استمرار نجاح سياسية "الإلهاء" التى تتبعها الحكومة المصرية لأسباب عديدة هو الإعلام، متهمًا إياه بالسعي لزيادة نسبة الإقبال عليه سواء المقروء أو المسموع أو المرئي عن طريق الإثارة، وعلى حساب قضايا مصيرية يهملها الناس.
 
ومن جانبه، رأى "خالد البلشي"- رئيس تحرير البديل المتوقفة عن الصدور- أن الحكومة المصرية أجادت اللعب بعقل المواطن المصري فى أكثر الأوقات حساسية وسخونة. وأنها لازالت تُصر على إتباع سياسة الإلهاء عن القضايا الإستراتيجية بقضايا أخرى هامشية أو غير ذات أثر. مدللًا على ذلك بما حدث عام 1995 فى القضية المخجلة التى تم توريط فنانات لهن وضعهن الفني فيها لشغل الرأى العام، وإلهاء الإعلام بوسائله المؤثرة عن القضايا الأساسية وقتها. 

وأوضح د. "سيف الدين عبد الفتاح"- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن النظم الإستبدادية لها العديد من الميكانيزمات التى تستخدمها لفرض سيطرتها على الشعوب وتوجيه الرأى العام، ولهذه الميكانيزمات عدة آليات منها سياسة التأزيم أو التهويل لحدث غير جلل لمجرد إلهاء المواطن عن  حدث جلل حقيقي وعن مطالبته بحقوقه ومراقبة الوضع القائم.  مشيرًا إلى أن هذه السياسات تقوم على صناعة "حوادث الواجهة" التى تصنعها هذه الحكومات وتؤزمها ثم تتدخل لحلها لتبدو فى جانب الشعب. مؤكدًا أن الإعلام المملوك لهذه الحكومات دائمًا ما يكون أهم وأول أدواته فى هذا الصدد، حيث يقوم بالإلتفاف حول القضايا غير المصيرية، وتهويل أثرها، وإحداث ضغط وضجة. 

ولم يستبعد "سعيد عبد الحافظ"- الناشط الحقوقي والسياسي- تلاعب  الحكومة بورقة التحريض ضد التيارات السياسية المعارضة لها. مشيرًا إلى عملية الإلهاء التى تتم من خلال توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، والتى ساهم فى ظهورها الفضائيات التى تحض على الكراهية ونبذ الآخر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :