الأقباط متحدون | مشـــاكــل اليـــوم .. مــا بــدهــا حـــل إمبـــارح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٥ | الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٨بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مشـــاكــل اليـــوم .. مــا بــدهــا حـــل إمبـــارح

الخميس ٢٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطونـــي ولســـن
مشاكل اليوم .. ما بدها حل إمبارح قالته الفنانة التركية " لميس " بطلة مسلسل " عاصي " والذي كانت تسمى في المسلسل بهذا الأسم " عاصي "  وقالته في إعلان عن دهان للشعر كان يظهر أثناء عرض المسلسل . لا شك  أنكم شاهدتموه . أو على الأقل شاهده البعض منكم . وسبب إختياري هذا العنوان لمقالي ما قرأته  لمقال للدكتور وحيد عبد المجيد يحمل عنوانا " الشريعة الأسلامية في الدستور أين المشكلة ؟ أنقل لكم بعضا مما جاء في المقال ( موقع الشريعة الإسلامية في النظام السياسي والقانون المصري .. عدم الأقتراب من المادة الثانية ومن يطالبون بتعديلها سواء بشكل جذري " أن تكون الشرائع السماوية في مجملها هي المصدر الرئيسي للتشريع وليست مباديء الشريعة الإسلامية وحدها " أو بصورة جزئية " العودة إلى النص على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع وليست هي المصدر الرئيسي " ) .
وكتب أيضا (ولذلك يحسن  تعديل المادة 46 والعودة إلى الصياغة التي كانت موجودة في دستور 1923 بشأن إطلاق حرية الأعتقاد . قد نص ذلك الدستور على أن " حرية الأعتقاد مطلقة " . الأمر الذي يستحيل معه فرض أي قيود عليها بذريعة المادة الثانية أو غيرها .
وجاء في مقاله أيضا ( لم تكن هناك أية مشكلة في النص على أن الأسلام دين الدولة منذ أن حدث توافق فوري عليه في اللجنة التي أعدت مشروع دستور 1923 ، وكان في عضويتها عدد من الساسة والقانونيين المصرين المسيحيين ..) .   
المشكلة في المجتمع المصري ليست في المادة الثانية من الدستور ولا بتعديلها بشكل جذري بأن تكون الشرائع السماوية في مجملها هي المصدر الرئيسي للتشريع وليست أيضا في  أن مباديء الشريعة الأسلامية . ولا أيضا في العودة إلى النص على أن الشريعة الأسلامية مصدر رئيسي للتشريع أو حتى هي المصدر الرئيسي .
المشكلة في المجتمع المصري أنه مجتمع متقلب . مجتمع لم ينل قسطا وفيرا من التعليم .. محتمع يعاني من الجهل  والفقروالمرض مما يجعله لقمة سائغة في فم رجال الدين مستخدمين الدين إما للسيطرة عليهم ، وإما لمحاولة تطيب خاطرهم بالوعود في الجنة أو السماء و التي ستعوضهم عن إضطهادات ومتاعب وظلم هذا العالم وحكامه . المجتمع المصري أصبح رجال الدين الأداة التي يستخدمها الحاكم مع العدد الهائل من القنوات الفضائية لتوجيه المجتمع للوجه التي يريدها الحاكم أو الرأسمال الأسلامي أن تكون . وكان من الطبيعي أن ضحى رجال الدين بالوطن وبأبناء الوطن وبالمجتمع وبمصر نفسها بعد أن ذاقوا طعم الرفاهية والمال الوفير مما دفع إمامهم بالتصريح أنه كان يذهب للحج سيرا على الأقدام ، وأصبح يذهب للحج بطائرته الخاصة . بل يقيم الحفلات الساهرة يدعو فيها علية القوم وأجمل الجميلات وكله بأسم الدعوة والدين .
مصر أصبحت ساحة حرب دينية سواء على أرض مصر أو عبر القنوات الفضائية .
مصر أصبح أهلها في حالة تأهب ضد الغير والأخر سواء من أبناء مصرأو من غير أبناء مصر الذين يدينون بدين أخر أو معتقد أخر أو مذهب أخر أو حتى عدم قناعة الفرد ذكرا كان أم أنثى بأرتداء ما يأمر به رجال الدين إرتدائه بأسم الدين .
ضاع الأمن والأمان في مصر وأختفى الحقد والكره والبغضاء تحت عباءة التظاهر بالدين وأصبح القتل وإستحلال عرض ومال الأخر أشياء واجبة بالتظاهربالدين . بل أصبح البغاء والسرقة والتجارة المحرمة أشياء سهل القيام بها بالتظاهر بالدين .
أنتزع الحب من قلوب المصريين وحل محله الجشع والأنانية وحب الذات ولم يعد الأخ يهتم بأخيه ، والإبن بأبيه  والأم ببنيها .
هل غير الحجاب أو النقاب أو اللحية والجلباب أو أي شكل أو مظهرديني من سلوكيات الناس ؟ إجابتي بنعم فلم يعد الناس كما كانوا قبل الأهتمام بالمظهر الديني الخارجي وسلوكياتهم أصبحت على النقيض من سلوكيات من لم يكن مظهرهم الخارجي دينيا . لأن أعمالهم كانت تشهد عليهم ، وهذا ما نتحسر عليه .
يقول الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله  ( فالعدل والحق والحرية والمساواة كلها مباديء إنسانية سامية يتمنى المصريون المسيحيون ومثلهم مثل المسلمين ، أن يروها في واقعنا الراهن .)
وليسمح لي أن أسأله هل تغديل المادة 46 كما أوضحت في ختام مقالك ( وستكون هذه هي حال النص على أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، عندما يطمئن كل مصري على أن حريته في الأعتقاد مطلقة لا تخضع لأي إعتبارات نسبية أم متغيرة ) ، سيحقق العدل والحق والحرية والمساواة لجميع المصريين ؟!
هل هذا التعديل الذي تطالب به سيغير فكر المحجبة التي تأمر سيدة غير محجبة أن تترك المقعد الذي تجلس عليه في مترو الأنفاق لسيدة محجبة هي أحق منها في المقعد ؟؟؟!!! صدقني هذا يحدث وبالفعل مع سيدة توها عائدة من مصر المحروسة .
وهل هذا التعديل بالفعل سيمنع الأعتداء على البهائيين والشيعة والنوبيين والمسيحيين وحرق بيوتهم وسلب ممتلكاتهم والأعتداء عليهم وقتلهم في الكشح ونجع حمادي ؟؟!!
وهل هذا التعديل بالفعل سيمنع شيوخ الفضائيات والمساجد من الدعاء على من ذكرتهم سابقا يضاف إليهم اليهود بالموت وبأرملة نسائهم ويتم أبنائهم وتطهير العالم منهم أولاد القردة والخنازير ؟؟!!
وهل هذا التعديل بالفعل سيمنع مشايخ الفضائيات من الردح الديني بين السنة والشيعة ، وبينهم وبين رجال أديان أخرى غير مسلمة ؟؟!!
هناك ألف هل وهل ولا إجابات لها ولا حتى تعديل المادة 46 ولا الدستور نفسه .
صدق كارل ماركس عندما قال أن الدين أفيونة الشعوب . ونعرف ماذا يفعل الأفيون في عقول الناس ، إنه يغيبها ويحولها إلى أدوات سهل توجيهها الوجهة التي يريدها من غيبوهم بأسم الدين .
أرجو أن لا تفهموني خطأ .. فأنا لم أكن ولن أكن ماركسيا ولا شيوعيا ولا حتى إشتراكيا ، لا لعيب فيهم ، ولكن لعدم قناعتي بهم . لأنني ولدت حرا وسأموت حرا وأعضدد في أستراليا حزب الأحرار .
والحقيقة المرة .. مشاكل اليوم .. ما بدها حل إمبارح ... ولكن بدها حل اليوم والغد بفصل الدين عن الدولة حتى لاتستغل الدولة الدين ، ولا يستغل الدين الدولة . فلا تسيس بالدين ، ولا دين بالسياسة ، لأننا نعلم ماذا يفعل السياسيون للأستمرار في الحكم والسلطة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :