- مصادر أمنية: المتَّهم في حادث "الإسكندرية" في العقد الثالث من عمره، و"أبو سعده": يجب تعقُّب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة
- "المواطنة وحقوق الانسان".. كتاب يقدِّم دراسة قانونية سياسية اجتماعية ثقافية
- د. "عمار": كان للعولمة دور كبير في تعزيز دور الأديان في الحياة الإنسانية
- د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين
- الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور عبد الحميد يونس رائد الادب الشعبى
شى .. ياحمار
بقلم : ميرفت عياد
كثيرًا ما سئلت نفسى .. هل نحن العاصمة الوحيدة في هذا الكون التي تسير في شوارعها عربات الكارو؟، وشاءت الظروف أن أوجه سؤالي هذا إلى مجموعة من الصديقات .. فأجابت إحداهن والضحكات الرنانة تخرج من فمها لتعلن سخرية ما ستقول : " كلا فقد اكتشفوا حديثًا كوكب يشبه زحل كانت تسير فيه عربات الكارو في إحدى عواصمه ..و لكن تم منعها منذ مليون سنة ضوئية ".
فقلت لها في سعادة من وجد من يشاطره المصيبة: " يعني أحنا مش لوحدنا فى الكون اللى بتمشي عندنا عربات الكارو " .
و هنا زغرت لي إحدى الصديقات، و هي من أصل ريفي وقالت: و مالها بقى عربيات الكارو.. علشان قاعدين تتريقوا عليها .على الأقل الحصان ما بيطلعش ثانى أكسيد الرصاص .. "
و هنا قلت لها والابتسامة على وجهي : " صحيح بس بيطلع اكاسيد تانيه ..
و هنا عقبت صديقة أخرى قائله:" بس العربيات الكارو فيها ميزة مهمة جدًا..إنها ممكن تمشي عكس الاتجاه.. و تكسر الإشارة .. و ما حدش ياخد نمرتها .. "
و هنا اعترضت أخرى قائلة في سخرية : " لا بس ممكن ياخدوا أسم الحصان .."
و عقبت صديقتى قائلة : " صحيح كتير أبقى ماشية ..و ألاقي عربية بحصان جايه طايرة عكس الاتجاه .. و العربجي بيجري زى ما يكون في سباق .. و حتى مش باصص للطريق .. إنما بيتكلم مع حد معاه..ولا مع الحصان .. ولا مش دريان بنفسه ..المهم أن محدش بيكلمه ..و لا حد بيوقفوه.. و لا حد بيقوله أنت بتعمل إيه .."
و عندها تدخلت في الحديث لأروى واقعه رأيتها رؤى العين في أحد ميادين العاصمة.. وكان ذلك صباح أحد الأيام .. وكانت السيارات تقف في الاشارة .. و رجل كان يسير فى الشارع عابرًا الطريق .. يسحب حصانه إلى مكان ما ..و فجأة هاج الحصان و ماج و أنفلت من صاحبه .. و أخذ يعدو عكس السيارات معرضًا حياة جميع قائديها للخطر ..
و هنا قاطعتنى إحدى الصديقات قائله : " أنتي بتيجى في الهايفه و تتصدرى.. بقى سايبه كل البلاوى اللى بتحصل .. و تعباكي أوى عربيات الكارو اللى ماشية في الشارع ..
وهنا أجابت وأنا في حالة من الغضب : ما احنا قاعدين نقول دى هايفة..و دي مش مهمة.. ولا إحنا بنصلح الهايفة.. و لا الكبيرة.. لحد ما حياتنا كلها بقت غلط .. و لو مكناش قادرين نصلح الهايفة .. مش حنقدر نصلح الكبيرة .. المشكلة أن اللامبالاة والسلبية بقت القاسم المشترك الأعظم عند الكثير من الناس.. كل واحد بيقول أنا مالي.. و يا عم أشتري دماغك ..و كبر .. وهذه الألفاظ تعبر عن الحالة اللى وصل لها الناس من عدم الانتماء ..و غياب مفهوم الوطن و المواطنة .. صدقونى أن عربيات الكارو و البلاعات المفتوحة ..و الشوارع المكسرة.. و المبيدات المسرطنة .. و الطماطم أم 9 جنيه .. كلها انعكاس لشئ واحد .. هو إنعدام الضمير و اللامبالاة ..و اليوم اللي مش ها نسمع كلمة يا عم .. و دماغك.. و كبر.. هو ده اليوم اللى هاتختفى فيه كل الظواهر السلبية من حياتنا .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :