الأقباط متحدون | "جينا الريحانى": أحب مشاهدة "لعبة الست" لأن والدي فى هذا الفيلم يظهر بشخصيته الحقيقية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٣٣ | الخميس ٢١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١١ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

"جينا الريحانى": أحب مشاهدة "لعبة الست" لأن والدي فى هذا الفيلم يظهر بشخصيته الحقيقية

الخميس ٢١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* "جينا الريحاني" فى حوار خاص لـ"الأقباط متحدون":
- كنت متزوجة رجل مصري منعني من الإفصاح عن كوني ابنة الفنان "نجيب الريحانى".
- التقيت بوالدي لأول مرة فى التاسعة من عمري، وكان اللقاء فاترًا للغاية.
- كنت أريد أن أعيش فى "مصر"، حيث قبر والدى.
- كان أبى طيب القلب جدًا، لم يرفع صوته فى وجهي فى يوم من الأيام.
- إن مسرحية "حكاية كل يوم" تُعد بمثابة سيرة ذاتية لأبي.
- جميع مقتنيات والدى تم بيعها بعد وفاته لتسديد ضرائبه.
- يجب عمل تمثال لـ"الريحاني" يوضع فى حديقة الأزهر.
- أسعى لإقامة مشروع قومي لإحياء أعمال والدي المسرحية.
- والدى توفى من حساسية بسبب جرعة دواء زائدة.

أجرت الحوار: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون

"مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكي منه طوب الأرض وطوب السماء.. هذا إن كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب.. ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق.. ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني.. في ستين سلامة..".. هذه هى الكلمات التى كتبها الفنان القدير "نجيب الريحاني" فى رثاء نفسه قبل وفاته باسبوعين، والمُدقق فى هذا الرثاء سيجد إنه يحمل قدرًا كبيرًا من السخرية اللاذعة التى اتصفت بها أعمال الفنان "نجيب الريحاني" إلى الدرجة التى جعلته يلقب بلقب "الضاحك الباكي" فقد كان يجسِّد بصدق المثل القائل "إن شر البلية ما يُضحك".
 
وقد شهد حى "الشعرية" بـ"القاهرة" أحداث مولد "نجيب الريحاني" فى عام 1889 من أب عراقي وام مصرية، وعندما أكمل تعليمه التحق بوظيفة كاتب حسابات فى شركة السكر بـ"نجع حمادي"، ولكنه استقال منها وكوَّن فرقة مسرحية صغيرة لتقديم الاسكتشات، ما لبثت وأن كبرت، واستطاع ان يقدِّم مع الفنان "بديع خيرى"- صديقه وتوأم روحه- 33 مسرحية من أهمها: مسرحية "الجنيه المصري"، و"الدنيا لما تضحك"، و"الستات مايعرفوش يكدبوا"، و"حكم قراقوش"، و"لو كنت حليوة"، و"الدلوعة"، و"حكاية كل يوم"، و"إلا خمسة"، و"حسن ومرقص وكوهين"، و"كشكش بك في باريس". ثم اتجه بعد ذلك إلى السينما وقام ببطولة عشرة أفلام أشهرهم: "سلامة في خير"، و"أبو حلموس"، و"لعبة الست"، و"سي عمر"، و"أحمر شفايف"، وفيلم "غزل البنات" الذى وافته المنية وهو يقوم بتمثيله عام 1949 .
ورغم مرور (61) عامًا على رحيل الفنان القدير "نجيب الريحاني" الذى استطاع من خلال أعماله الكوميدية أن ينتقد سلبيات المجتمع بصورة صارخة، إلا أنه مازال يعيش فى وجداننا بأعماله وإبداعاته التى لن تموت، ولن يمحيها الزمن. وللدخول إلى أعماق هذا الفنان الكوميدى الجميل الروح الخفيف الظل "نجيب الريحاني" الذى أحبه الملايين، كان لصحيفة "الأقباط متحدون" هذا الحوار مع ابنته السيدة "جينا الريحاني":
 
* كيف تم التعارف بين والدتك "لوسى" وبين الفنان "نجيب الريحانى"؟
والدتي كانت راقصة فرنسية حضرت إلى "مصر" عام 1917 وهى لم تبلغ عامها السابع عشر بعد. وذلك لكى تشترك فى مسرحية الريحانى "كشكش بيه"، ومع مرور الأيام تعلّقت أمى بوالدي وعاشت معه ثلاث سنوات إلى أن عرفت بخيانته لها فقرّرت السفر إلى "فرنسا"، وبعد حوالى 16 عامًا حضر "الريحانى" إلى "فرنسا" لتصوير فيلم "ياقوت فى باريس"، وهناك قابل والدتى بالصدفة، وقرر الارتباط وجئت أنا إلى الدنيا عام 1937 ، ولكن والدى لم يستطع الحياة معنا إلا شهرين فى السنة كان يحضر فيهم إلى "فرنسا".
 
* لماذا اختفيت لمدة 70 عامًا عن دائرة الضوء؟ وأين كنت خلال تلك السنوات؟
أنا كنت متزوجة رجل مصري صعيدي منعنى عن الإفصاح خلال تلك السنوات الطويلة بأننى ابنة الفنان "نجيب الريحاني"، وذلك حتى لا تُسلط علىّ دائرة الضوء. وأنا ارتضيت هذا بحيث لم يصبح فى حياتى غير زوجي وأولادي، ولكن بعد وفاته قررت الافصاح عن شخصيتي.
 
* صفِ لنا لحظة لقاءك بوالدك لأول مرة؟
التقيت بوالدي لأول مرة فى التاسعة من عمري، وكان اللقاء فاترًا للغاية؛ لأن والدتى فاجأتنى بأن هذا الرجل العجوز غير الوسيم هو والدي، لذلك لم أشعر بمشاعر الفرح أو البهجة عند لقائى به لأول مرة. ولكن بمرور الأيام أحسست بحبه لى، وبمحاولة تعويضه لى عن سنوات غيابه عنى، وذلك عن طريق الخروج والفسح والهدايا الجميلة، وهذا جعلنى أحبه حبًا شديدًا إلى الدرجة التى جعلتنى أتعلق بملابسه يوم سفره حتى لا يتركنى ويرحل.
 
* هل تتذكرين موقفًا كان والدك قاسيًا معك؟
الموقف الوحيد الذى أتذكره إننى فى يوم من الأيام خرجت دون أن أخبر أحدًا، وظل والدى يبحث عنى لمدة نصف يوم حتى كاد أن يُجن، وأخيرًا وجدنى فى منزلنا القديم، وعندما رآنى غضب غضبًا شديدًا، ثم ما لبث أن ضمني إلى حضنه وقبَّلنى.
 
* هل حبك لوالدك هو الذى دفعك للحياة والزواج فى "مصر"؟
بالفعل، طول عمري كنت أريد أن أعيش فى "مصر"؛ حيث يوجد قبر والدى، وقد سنحت الفرصة عندما قررت الشركة الألمانية التى أعمل بها أن ترسلني إلى "مصر" كمترجمة فى المعرض الصناعي الألمانى المقام فى "مصر"، وهنا تعرفت على زوجى المحاسب الذى أحببته كثيرًا، وعشت معه طيلة عمري. 
 
* الجميع يعرف "نجيب الريحاني" الفنان.. فمن هو الإنسان؟
يتمتع والدى بخفة دم شديدة، سواء كان هذا أمام الكاميرا أو خلفها، إلى درجة إنه كان كثيرًا ما يضحكني. كما إنه إنسان طيب القلب جدًا لم يرفع صوته فى وجهي فى يوم من الأيام. وعندما كنت أخالف أوامره كان يناقشنى لكى يقنعنى بخطأى؛ ولكن للأسف، عشت معه ثلاث سنوات فقط. وأقول لمن يريد أن يرى شخصية والدى الحقيقية "بدون أى رتوش" أن يشاهد فيلم لعبة الست الذى قام بتمثيله مع الفنانة "تحية كاريوكا". 
 
* لماذا لم تسلكى طريق الفن مثل والدك؟
أنا خريجة معهد تمثيل فى "ألمانيا"، وكنت أتمنى أن أصبح ممثلة، ولكن أمى رفضت هذا بشدة، ثم بعد هذا تزوجت وحالت ظروفى دون تحقيق حلمي. 
 
* ما هى أكثر الأفلام التى تحبى رؤيتها للفنان "نجيب الريحانى"؟ و لماذا؟
بالطبع أحب أن أشاهد فيلم "لعبة الست"؛ لأنى كما قلت سابقًا إن والدى فى هذا الفيلم يظهر بشخصيته الحقيقية. كما أحب أن أشاهد فيلم "ياقوت فى فرنسا"؛ لأنه يظهر فيه أيضا بشخصيته الحقيقة، كما إنه يصوِّر جزءًا من المشاكل التى حدثت بينه وبين والدتى، إلا أن هذا الفيلم غير متاح للعرض، وقد قمت بشراء نسخته من ابنة المخرج. 
 
* هل يوجد عمل من أعمال "الريحانى" يُعد سيرة ذاتية له؟
إن مسرحية "حكاية كل يوم" تتشابه أحداثها بصورة كبيرة مع أحداث حياة والدى، لذلك تُعد بمثابة سيرة ذاتية له. 
 
* ان مقتنيات الفنان "نجيب الريحانى" تُعد ثروة فنية كبيرة، فأين هى الآن؟
فى الحقيقة جميع الأشياء الخاصة بوالدى تم بيعها بعد وفاته من قبل ابن عمى فى مزاد علنى؛ وذلك لتسديد الضرائب المستحقة على والدى. أما متعلقاته التى كانت عند والدتى، فقد فُقدت أثناء الحرب،  ولم أملك من مقتنايته إلا الكرسي الذى كان يجلس عليه لوضع المكياج أثناء مسرحياته. 
 
* هل ترين أن الدولة كرَّمت "نجيب الريحانى" بالصورة التى تليق به؟
بالطبع لا، فالدولة لم تكرِّمه بالقدر الذى يليق به وبفنه. 
 
* وما هو التكريم اللائق به فى رأيك؟
يجب تجديد وإصلاح الأفلام الستة الذى قام ببطولتهم وترجمتهم إلى لغات أجنبية، كما يجب البحث عن أربعة أفلام ضائعة من أفلامه. هذا إلى جانب عمل تمثال له يُوضع فى حديقة الأزهر حتى يراه زوار الحديقة الكثيرون، كما يجب إصدار كتاب سيرة ذاتية عن هذا الفنان الجميل مترجم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية. كما  يجب أن يطوف العالم أجمع معرض الفنان التشكيلى "حمدى الكيال" الذى رسم 90 لوحة لـ"نجيب الريحانى" من وحى ذكريات الفنان "بديع خيري" رفيق مشواره.
 
* ما هى محاولاتك لإحياء مسرح الريحانى؟
إننى أسعى لإقامة مشروع قومي لإحياء أعماله المسرحية، وذلك بتكوين فرقة مسرحية تقوم بتمثيل النصوص التى كتبها مع رفيق دربه "بديع خيري". 
 
* أعلنتِ عن جائزة باسم "الريحانى" لأفضل فنان كوميدى، فهل وجدت ممولا؟  وما الهدف منها؟
أنا لم أجد ممول بعد، والهدف منها أن يظل اسم "الريحاني" على ألسنة الناس وفى دائرة الضوء، كما أن هذه الجائزة ستقلل من الأعمال الكوميدية الهابطة التى تنتشر فى السينما المصرية.
 
* ماذا تقولين عن فيلم "نجيب الريحانى.. فى ستين ألف سلامة" الذى تم عرضه مؤخرًا بمكتبة الإسكندرية؟
هذا الفيلم التسجيلى يعرض الجانب الخفى من حياة "نجيب الريحانى"، وهو علاقته بوالدتى وحياتى معه التى لم تستمر إلا ثلاث سنوات. وقد اعتمد هذا الفيلم على الكثير من الوثائق والصور والمذكرات النادرة لـ"الريحانى"، والتى احتفظ بها فى منزلي.
 
* تعددت الأقوال حول وفاة "الريحانى" فما هى حقيقة وفاته؟
والدى أُصيب بحمى التيفود، وبعد فترة من العلاج والراحة تحسن، ولكن تم احضار أقراص بنسلين له من "أمريكا"، وهى أول مرة يدخل فيها هذا الدواء "مصر"، وعند وصول الدواء إلى المستشفى كان الأطباء فى فترة راحة، فقرَّرت الممرضة من نفسها إعطاءه قرصين من الدواء، فحدثت له حساسية من الجرعة الزائدة، ومات.. الله يرحمه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :