الأقباط متحدون | الزعيم في ذكراه الأربعين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٩ | الخميس ٢١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١١ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الزعيم في ذكراه الأربعين

الخميس ٢١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : ماجد سوس
منذ أن قامت ثورة يوليو1952  و الأقباط يعيشون كمواطنين بلا حقوق ويعاملون معاملة مواطنين من الدرجة الثانية.على ان الأمر الأكثر غرابة الآن هو دخول الأقباط في معادلة جديدة وغريبة حيث بدأ بعض المتطرفين يدّعون أن الأقباط يحصلون على حقوقهم أكثر من الأغلبية المسلمة  وهو لأمر مضحك حقا ، فما أسهل قلب الحق للباطل و تزييف الحقائق بالأكاذيب والسبب الحقيقي يعود لإفتضاحهم في لهثهم الغريب خلف الفتيات القاصرات المسيحيات ( وليس الفتيان ) وهو الأمر الذي يضع علامة إستفهام كبيرة عما يدور في نفوس هؤلاء  المرضى ،فمن مجرد أم أو أب مكلوم على إبنته التي أختطفت غدرا وغرر بها بخسه و أرغمت على ترك دينها ومع بكائهم على فلذات أكبادهم ومشاركة أعضاء الكنيسة لمصابهم، يضع الكنيسة في نظرهم دولة داخل دولة  فيدّعوا على الكنيسة – المكلومة أيضاً- أنها تأخذ حقها لمجرد أنها تتوسل إلي الأمن لمعرفة أين المختطفة أو القاصرة وهنا يجب التنويه أن الأمن لم يلتفت لصراخ الأهل والكنيسة إلا في حالة قليلة جدا منها زوجتا الكاهنان ، الأولى ، وفاء قسطنطين التي شهدت أمام النيابه أنها ولدت مسيحية وستموت مسيحية والثانية ، كاميليا شحاته التى قررت أنها لم تدخل الإسلام وقد أكد كلامها هذا  المدعو سليم العوا الذي حاول أن يشعل الفتنه في قناة الجزيرة المتطرفة ولكن في ذات الوقت شهد من فمهه أنها لم تسلم ولم تخطفها الكنيسة كما يزعمون.

 بعد هذه المقدمة يا أحبائي عن الوضع المتردي الآن لحال الأقباط لمصر ،نعود  لثورة 23 يوليو حيث أن البعض يحتفل هذه الأيام بالذكرى الأربعين للزعيم الراحل جمال عبد الناصر  والحكاية بدأت منذ بداية ثورة الأخوان المسلمين التي سميت للتضليل ثورة يوليو52 والتي شكلت من مجموعة من المسلمين معظمهم من هذه الجماعة حتى الرئيس عبد الناصرنفسه كان من الاخوان ولكن الحق يقال أن عبد الناصر الرجل الصعيدي الذي نشأ على فكر مستنير حيث أن والده رجل  البريد البسيط والذي  كان قد درس في طفولته في مدرسة الأقباط في أسيوط  قد أنشأ ابنه على  فكرة القوميه و قبول الآخر  . لذا سرعان ما إكتشف ناصر حقيقة الإخوان وإنقلب عليهم لسببين أولا إختلف معهم في فكرة إدماج الدين في السياسة ولا سيامة إستعمال الجيش لنشر الإسلام ثانياً كان حادث المنشية ومحاولة إغتياله هي القشة التي قسمت ظهر البعير فقبض على الإخوان ووضعهم في المعتقلات وبدأ عصر جديد يميل فيه الى الشيوعيه بمعظم مبادأها ولكن هذا لا يمنع إنبهار ناصر بآراء حسن البنا فقد إكتشف حديثا تسجيل تلفزيوني  لجنازة حسن البنا حيث تكلم ناصر فيها مخاطبا البنا أنه سيسير على منهجه. ربما كانت مجرد مجامله للإخوان أو ربما كان مقتنعاً ببعض من آراء البنا.

أما علاقة ناصر بالأقباط فكانت فاترة في البداية فيحكى أنه في عام   1954 عندما تولى عبد الناصر السلطة أن البابا كيرلس السادس طلب مقابلة  جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض وحدث أن كان للبابا صديق عضو فى مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم الزيارة له , وكان له ابن مريض , فطلب العضو أن يصلى البابا لاجل أبنه , وربنا شفاة بصلاته ورتب هذا العضو مقابله للبابا مع عبد الناصر واصطحبه في سيارته للقصر الجمهوري
وقابل جمال عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد جداً وأبتدره قائلاً بحده : " إيه .. فيه ايه !! هم الأقباط عايزين حاجة .. مالهم الأقباط .. هما كويسين قوى كدة .. أحسن من كده أيه ... مطالب .. مطالب .. مطالب "
ومع ذلك قال البابا كيرلس السادس مبتسماً : " موش تسألنى وتقول لى : فيه إيه .. !! " فرد محتداً قائلاً : " هوه فيه وقت أقولك .. وتقول لى ..ما هو مافيش حاجة .. "
ووجد البابا نفسه فى موقف دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر : " ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال قهوة , وتسمعنى , وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن مافيش وقت لعرض موضوعاتى !! " وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر  " منك لله ... منك لله ... "
ورجع البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذى راح يعتذر طول الطريق وذهب البابا لصلاة العشية والتسبحة والصلاة ودخل لينام
وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو مجلس الشعب والذي قال ان عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً " و قبل أن يطرقوا على باب البابا فوجئوا ان البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له : " يالا يا خويا .. يالا .. !! "
وكان جمال عبد الناصر له ابنه مريضة احضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه .. فدخل البابا مباشرة على حجرة أبنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسماً : إنت ولا عيانة ولا حاجة "
وأقترب منها قداسة البابا وصلى لها ربع ساعة , وصرف الروح النجس وعادت الأبنة إلى طبيعتها تماماً وهنا تحولت العلاقة التى كانت فاترة فى يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة ان  قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً : " أنت من النهاردة ابويا .. أنا هاقولك يا والدى على طول , وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهورى , البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه " كتاب البابا كيرلس السادس رجل فوق الكلمات - مجدى سلامة ..

وقال الكاتب الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة «القاهرة» إن العلاقة الطيبة التي ربطت بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس كان لها مفعول السحر في حل المشكلات القبطية آنذاك ويكفي أن مشكلة بناء الكنائس الجديدة لم تعد مذكورة، حتي إن عبد الناصر افتتح الكاتدرائية المرقسية الكبري بنفسه، وكانت هناك ثمة شكاوي بعد الثورة نتيجة إلغاء الأحزاب وحدث تهميش للأقباط في الحياة السياسية ولم ينجح منهم أحد في انتخابات مجلس الأمة. و شهدت الحقبة الناصرية اختفاء عناصر التطرف الديني وانعكس ذلك علي عدم شعور الأقباط بالقلق .

على أن العلاقه بين الدولة والكنيسة لم تكن على ما يرام من كافة النواحي
فقد أمم عبد الناصر الأوقاف القبطية وإستولى عليها جميعاً وترك الكنيسة بدون عائد إلا من صناديق التبرعات القليلة , فى الوقت الذى صرفت الدولة على الجوامع وجامعة الأزهر الإسلامية من ميزانيتها ( وتقوم الحكومات المصرية المتعاقبة بضم مئات الجوامع سنويا وتقوم بالصرف عليها وصيانتها مع إعطاء العاملين فيها أجوراً شهرية من ميزانية الدولة ومن جيوب دافعى الضرائب )
وكانت نتيجة السياسة السابقة ان هاجر ملاك الأراضى ورجال الصناعة  والأطباء والمثقفين من الأقباط إلى دول المهجر أى الولايات المتحدة المريكية والكندية والأسترالية والأوربية وهكذا فقدت مصر خيرة رجالها ، ولكن معها بدأ دور جديد لأقباط المهجر فى النمو منذ ذاك الوقت
ومع غياب الديمقراطية وإلغاء الأحزاب لم يعد للأقباط دور فى الحياة السياسية كما لم يعد من الممكن لأى قبطى أن يرشح نفسة للإنتخابات أن ينجح لعدم وجود أحزاب

وقد كانت النتيجة الطبيعية لذلك أنه في انتخابات عام 1957م لم يفز قبطي واحد، فلجأ جمال إلى أسلوب الدوائر المغلقة، حيث تم اختيار عشرة دوائر بدقة وقصرها على مرشحين أقباط، غير أن هذا الأسلوب لم ينجح… ولذلك ابتكر النظام فكرة التعيين حيث سمح الدستور لرئيس الدولة بتعيين عشرة نواب، روعي أن يكونوا كلهم أو معظمهم من الأقباط، مما تسبب في تولد الشعور لدى قطاعات كثيرة من الأقباط بأنهم أقلية، وبالتالي تكريس عزوفهم وسلبيتهم في المشاركة السياسية. كما كان تولي الأقباط وزارات هامشية انعكاسًا لتهميشهم سياسيًّا”.

وبنظرة عامة على وضع التمثيل القبطي في برلمانات الثورة يتضح أنه لم ينجح بالانتخاب منذ 1952م وحتى 1962م سوى نائب قبطي واحد، وهو فريد فايق فريد في برلمان 1955م، وقد اعتقل عام 1958م في حملة الثورة على الشيوعيين. أما برلمان 1964 فقد انتخب له نائب واحد وتم تعيين ثمانية. وفي برلمان 1969م تم انتخاب نائبين وتعيين سبعة
التعيين كان أداه الديكتاتورية فى ترسيخ الطائفية خاصة أن الوزارات التى أمسك بها المسيحيون الأقباط طوال عهده كانت وزارات هامشية
وقد كان التعيين من بين العناصر الرئيسية لإشعار قطاعات من المسيحين بأنهم أقليه فإما أن يعاملوا بهذه الصفة على مختلف المستويات وإما أنهم مواطنون لا رعايا فيعاملون كبقية المواطنين , ولكن عيابهم عن كثير من المناصب الرئيسية فى أجهزه الدولة رغم ما يراه البغض من كفائات فى صفوفهم أدى بهم إلى الإعتقاد بأن الدولة لا تنصفهم كأقلية ولا كمواطنين .
لتلك الأسباب تم استبعاد الأقباط من الحياة السياسية فلم يكن لهم حضور في مجالس الأمة (الشعب) وكذلك مجلس الشوري، كما انعدم وجود الأقباط في أجهزة الأمن والجامعات والمعاهد التعليمية ولا يوجد محافظ واحد قبطي ولا سفير قبطي ولا مدير أمن ولا مديرو الشركات والبنوك والمؤسسات.

وفي تقييمه للحقبة الناصرية يقول القمص صليب متي ساويرس وكيل المجلس الملي وكاهن كنيسة الجيوشي بشبرا كانت تلك الحقبة أفضل بكثير مما تلاها، فبالرغم من النظام الشمولي الذي انتهجه جمال عبد الناصر فإنه كان رجلاً عادلاً يتميز بسرعة الحسم والقرارات الصائبة ويكفيه أن شارك بـ150 ألف جنيه من ماله الخاص تبرعاً لبناء الكاتدرائية
فلم ينته عصر عبد الناصر إلا وكانت الهزيمة المدوية ، وبدأ الغلاف الحديدي في الانهيار
ومع هذا استمر صوت الكنيسة القبطية مؤيدا ومعضضا … داعيا للنهوض بعد السقوط هكذا الأقباط كانوا ومازال مرفعين الرأس أمام إلههم وأنفسهم رغم إذلالهم الدائم من حكوماتهم .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :