* أهالي "دمياط" يطالبون بتوفير ورش دهانات آمنة ورخيصة.. وقطاع البيئة بالمحافظة يؤكد الالتزام بالاحتياطات البيئية!!
* د. "سامي رؤوف": أكثر من 8 آلاف مريض في أقل من شهرين, و1700 طفلاً مصابون بأمراض الصدر في "دمياط"!!
* المواطنون يطالبون بفرض عقوبات على الورش المخالفة, ومذكرة عاجلة على مكتب "محافظ دمياط"

كتب: محمد بربر
 المعاناة التي يعيشها أهالي "محافظة دمياط" بسبب صناعة الأثاث؛ وخاصة استخدام بعض مواد الدهانات مثل مادتي "البوليستر"، و"البولي يورثان" في رش الموبيليا دون الالتزام بالاحتياطات البيئية, أدت إلى إصابة عدد كبير من أهالي المحافظة بأمراض الصدر وسرطان الرئة, في الوقت ذاته يشكو بعض صنـَّاع الأثاث من الشروط الصعبة التي يضعها المسئولون أمامهم هم وأصحاب الورش الصغيرة, لاسيما كبائن الرش المرخصة.

صحة المواطن.. بين صنـَّاع الأثاث وتحذيرات الأطباء
 في البداية أكد "حسني المتولي -صاحب ورشة لتصنيع الأثاث- أهمية إنشاء كبائن للرش تكون آمنة ولا تضر بالبيئة والمجتمع الدمياطي, وأشار إلى أنه شخصيـًا أُصيب بحساسية الصدر بسبب استنشاقه الدائم لمثل هذه المواد الخطرة, موضحـًا أنه يعلم العقبات الكثيرة الموضوعة أمام أصحاب الورش الصغيرة الذين يرغبون في استخدام كبائن رش, لكنه يفضل صحة أهله ومجتمعه والحفاظ على صحة الأطفال قائلاً: "صحة أولادنا أهم من أموال الدنيا".

 وطالب "رجب السعدني -نجار- الحكومة المصرية بتنظيم مشروع لعمل كبائن رش لا تمثل مشكلة أمام الصانع مثل المشكلة التي يواجهها الآن، وهي وجود شارع بعرض ستة أمتار أمام الورشة، وهو شرط صعب جدًا؛ لأن معظم القرى التي تعمل في تلك المهنة تفتقر لهذه المساحات في شوارعها, موضحـًا أنه لابد من وجود تناسب بين الإمكانيات المادية للمواطن وضروريات الحفاظ على صحة المواطن.

 وعلى البوابة الرئيسية لـ"مستشفى الصدر" قالت والدة الطفل "يامن": "أعيش في "دمياط"، وتنتشر حول منزلنا الكثير من ورش الدهانات، وهو ما أثر بالسلب على صحتنا وصحة أطفالنا, ولا نملك سكنـًا آخرًا حتى يمكننا الانتقال إليه ونبتعد عن هذه الروائح الكريهة والضارة".

 وبسؤالها عن سبب زيارتها للمستشفى أجابت أن طفلها يعاني من مرض الربو، وما أكده لنا الطبيب أن بيئة المنزل هي السبب في ذلك, وطالبت بضرورة فرض عقوبات على كل مَن يستهين بصحة الإنسان, وضرورة إنقاذ الأطفال المصابين بأمراض الصدر بسبب ورش الدهانات القاتلة؛ على حد تعبيرها.

أطفال "دمياط" في خطر
 الأستاذ الدكتور "سامي رؤوف" -أستاذ أمراض الباطنة والقلب- أكد في تصريحات خاصة أن "مستشفى الصدر" بالمحافظة يشهد إقبالاً كبيرًا يصل إلى أكثر من 8 آلاف مريض في أقل من شهرين, ويأتي انتشار الأمراض الصدرية في المحافظة بسبب استخدام صنـَّاع الأثاث وورش الدهانات لمواد مسرطنة؛ مثل "البوليستر، والبريتان‏"، وهي مواد سامة وممنوع تداولها في كل دول العالم، كما أنها قابلة للاشتعال ومعروفة بسميتها الشديدة.

 وأشار "رؤوف" إلى أن هذه المواد تسبب أمراضـًا قد تدمر الجهاز التنفسي؛ مثل الاحتقان والالتهاب المزمن للأغشية التنفسية، ثم أمراض الربو الشعبي المزمن، وقد تصل آثار تلك المواد إلى الإصابة بسرطان الرئة واضطرابات في القلب.

 وفي سياق متصل أبدى الدكتور "سامي رؤوف" قلقه الشديد من آثار تلك المواد السامة على صحة أطفال "دمياط"، موضحـًا أن عدد الأطفال الصغار المصابين بأمراض الصدر والمترددين على "مستشفى الصدر" أو المستشفيات الخاصة الأخرى يصل إلى 1700 طفلاً.

 وأضاف: قمنا بإرسال مذكرة عاجلة للدكتور "حمدي السيد" نقيب الأطباء نوضح له حجم المشكلة، وخاصة أن معظم الأطفال تظهر نقاط سوداء عند إجراء الأشعة على صدورهم, وقمنا أيضـًا بإرسال المذكرة إلى السيد المحافظ".

قطاع البيئة يؤكد التزام المحافظة بالضوابط البيئية
 وقد أكد مصدر مسئول بقطاع البيئة بديوان المحافظة على أهمية الالتزام بالضوابط البيئية، مشيرًا إلى أن المحافظ أمر بتوفير كبائن رش بتصميمات صحية وآمنة، وتتناسب مع إمكانيات عمال الورش المادية والفنية, وأكد المصدر على أن وزارة البيئة قامت برصد نسب التلوث في المحافظة وسوف توافينا خلال الأيام القليلة القادمة بأجندة الوزارة تجاه مشكلة الرش بالمواد الخطرة.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :