الأقباط متحدون | تشيلي(في العين بتشيلي)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٩ | الجمعة ١٥ اكتوبر ٢٠١٠ | ٥ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تشيلي(في العين بتشيلي)

الجمعة ١٥ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :إيهاب شاكر
جاء في موقع (العربية) في 5 / 10 / 2010
دالأفراح عمت جميع أنحاء البلا
عملية إنقاذ عمال منجم تشيلي المحاصرين منذ 68 يوما تكلل بالنجاح
    بالطبع، عملية الإنقاذ هذه تلفت الأنظار كثيرًا، فقد كانت عملية مؤثرة بكل المقاييس، وكما قيل أنها الأكبر من نوعها، وكان اهتمام الدولة بالغ الأهمية لإنقاذ حياة هؤلاء العمال البسطاء، وأكثر ما لفت انتباهي هو اهتمام الرئيس التشيلي "سيباستيان بينييرا" بنفسه وحضوره عملية الإنقاذ، واستقباله للعمال الخارجين من المنجم الذي كاد أن يتحول لقبر لهم.

    تخيلوا معي ما شعور هؤلاء العمال عند خروجهم ورؤيتهم لرئيس دولتهم بنفسه وهو يستقبلهم ويطمئن على سلامتهم، وأقول (تخيلوا) لأننا تقريبا لم نشعر بهذا الشعور من قبل.

    فقد مرت علينا في بلادنا الكثير من الحوادث والكوارث والمصائب، خصوصًا في العقود الثلاثة الأخيرة، وفي الحقيقة لا أتذكر اهتمامًا بربع اهتمام دولة تشيلي لعمالها المنكوبين، ولا أتذكر أن رئيس دولتنا تحرك بنفسه وذهب لموقع الحدث في أيا من الكوارث التي مرت في عهده، وهي كثيرة.

    فمنذ زلزال 1992، ومرورا بالكثير من الزلازل المعنوية والأدبية، والتي آخرها زلزال سرقة لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ، والتي بدلا من البحث عنها لإعادتها لمكانها، حكموا على البعض من الموظفين ككبش فداء، والذي كان لابد من محاكمته هو وزير الثقافة، ومن يتركه في موقعه حتى الآن، لم نرَ الرئيس الدائم يذهب لموقع أية كارثة ليواس أو يشجع المنكوبين.

    لا أحب أن أقلب عليكم المواجع، لكن هل تتذكرون مثلا حادث العبارة السلام 98 ؟   وقع هذا الحادث الكارثي ـ كعادة حوادث مصر مؤخرا -  في فبراير عام 2006 وراح ضحيته 1033 قتيلا و387 مصابا. هل سمعتم بزيارة الرئيس لموقع الحادث؟

    هذا بخلاف من ماتوا من المبيدات المسرطنة والماء الملوث بالمجارى، والذين قُبروا في القطارات المحترقة والبيوت المنهارة.

    أشعر أن الدولة قد انفصلت عن مواطنيها، وأصبح كل من الرئيس وحكومته في دولة، والشعب بجميع أطيافه في دولة أخرى.
   
    دولة الرئيس وحكومته، تبدو أنها منظمة منمقة منضبطة، أماكن تواجدهم مرفهة ومجهزة بأحدث التقنيات. لهم أكلهم الخاص ومياههم غير الملوثة الخاصة أيضا، وملابسهم ومدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم الخاصة ومساكنهم وأماكنها الخاصة.

   أما الشعب، فمطحون مطحون يا ولدي، وفي حرب يومية مع لقمة العيش، وكيفية الحصول عليها، بل والحفاظ عليها، وأحيانا ـ كما حدث مؤخرا ـ الموت في طابور رغيف العيش، فتبدو هذه الدولة " دولة فوضى" ولا لغة اتصال بين الدولتين، فكل مهموم بما يشغله، وأحيانا ـ وكثرت هذه الأيام جدا ـ ترسل دولة الحكومة بعض الرسائل لدولة الشعب الفوضوية لتزيدها فوضى وتلهيها عما يحدث في دولة الرفاهية، فأحيانا رسائل كروية، وأخرى طائفية، ولا مانع من ارتفاع الأسعار الجنونية.

    متى ستهتم الدولةـ  ممثلة في رئيس الدولة وسكرتاريته(حكومته) ـ بمواطنيها، وتدرك أنها مسئولة عنهم وعن أحوالهم واحتياجاتهم، وتنزع الكثير من الألغام المدفونة في شوارعنا الضيقة والمزدحمة؟

    متى يشعر المواطن المصري بأنه غالٍ وله ثمن مثل أي مواطن في دولة أخرى؟

متى يعود للمصري افتخاره بمصره ومصريته، كما كان سابقا، سابقاً جداً؟

متى، عندما ينظر أو يقرأ مصري عن حادثة مثل حادثة منجم تشيلي، وعملية الإنقاذ فيها، لا يشعر بالغيرة، بل بالامتنان والعرفان لبلده لأنه يفعل أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر، ويشعركما أحدهم قال، أنه في العين والقلب" متشال" ؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :