الأقباط متحدون | "كاميليا" وحرب الشعارات الرنانة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٦ | السبت ٩ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٩توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"كاميليا" وحرب الشعارات الرنانة

السبت ٩ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
لقد قرَّرت أن أخرج عن صمتي وأترك مقعد المشاهدة وأكتب عن "كاميليا"، وحواديت "كاميليا"، والمظاهرات التي ثارت من أجل عقيدة السيدة "كاميليا".

فمشاكلنا كلها أصابتها حالة من التقلص الشديد، والتقزم غير العادي، وتوحَّدت في مشكلة: هل أسلمت "كاميليا" أم مازالت مسيحية؟ وكأن "كاميليا" هي رمانة الميزان التي سترجِّح كفة دين علي الدين الآخر،  وستجعل منه الدين الفلتة المُعجزة الخارق للعادة!! فقامت من أجلها المظاهرة تلوا المظاهرة، ونسينا أن المفروض في الدين أنه علاقة بين العبد وربه، لا يجوز للمجتمع أن يتدخل فيها بهذا الشكل السافر المُستفز.

لقد نسينا "مصطفي محمود"- الكاتب والمفكر الكبير- الذي كان مُلحدًا متخبطًا بين الديانات لبعض الوقت، وفي النهاية عاد لإسلامه، ليس عن طريق الوراثة– فجميعنا ورثنا ديننا عن أبائنا ولم نختاره- بل عن طريق القناعة والاعتقاد واليقين العقلي الذاتي. فعاد للدين وهو أكثر رغبة علي خدمته. ونسينا الكاتب والمفكِّر الذي رحل مؤخرًا عن عالمنا "نصر حامد أبو زيد" - عندما تدخل القضاء وطلب منه أن يعلن الشهادة ويقول "لا إله إلا الله علي الملأ" أمام المحكمة حتي لا يفرقون بينه وبين زوجته، وهو ما رفضه المُفكر رفضًا باتًا؛ خوفًا من أن يصبح من حق الدولة أن تتدخل في عقيدة المواطنين فتكفِّر من تشاء وقتما تشاء.. فمن حق أيًا كان أن يتحول للدين الذي يراه مناسبًا لمفاهيمه وقناعاته دون أن يكون للمجتمع دخلاً فيما يتبع.

لقد تركنا مصائبنا جميعًا، والتي تستطيع أن تسد عين الشمس الحارقة، ومسكنا في تلابيب بعضنا البعض،  وقرّرنا أن نعلنها حربًا للتصريحات من كلا الجانبين، ونموت نموت وتحيا "كاميليا"!! تركنا حالنا ومصائبنا تترعرع وتنمو وتزدهر وتثقل كاهل الوطن، وقررنا أن "كاميليا" هي امرأة قاصر يجب علينا أن نتدخل لنحدد مصير علاقتها بربها.

لم نستطع أن نحدِّد مصير بلدنا، وأصررنا علي تقرير مصير ديانة الأخت "كاميليا"!! الكارثة الكبري أن كل مُتظاهر يتخيل نفسه بأنه غضنفر الدين الذي يثور من أجل هدفه السامي النبيل، ويتخيل أن النار التي يشعلها في وطنه هي نار مُقدسة وحريق سعده الذي سيدخل علي أثره الجنة من أوسع أبوابها. ونسي أن النار ستحرق الأخضر واليابس، لتتركنا نندب حظنا جميعًا علي الرماد الذي أخلفه جهلنا، وعدم تقديرنا لمصالح وطننا المكلوم.

من لم يتعلم من دروس التاريخ فعليه أن يذهب للجحيم؛ فالفتن الطائفية لن يأتي من ورائها خيرًا علي الأطلاق، وعلينا كشعب- بمسلميه ومسيحييه- أن نحترم عقيدة كل فرد منا واقتناعه بأن دينه هو الدين السليم،  وألا نسفِّه من ديانات بعضنا البعض؛ حتي لا نخسر العلاقة الطيبة التي بيننا، وحتي لا نكون "عراق" أخري أو "سودان" جديدة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :