- يوسف سيدهم : مركز التكوين يشهد تطورًا ملحوظًا كل عام
- فريدة الشوباشي: الثورة كشفت أصابع النظام التي أشعلت الفتنة الطائفية
- أبو الغار يتساءل: هل تمت سرقة الثورة المصرية؟!
- أيمن نور من مطرانية شبرا الخيمة: النظام الرئاسي هو الأنسب لمصر بالمرحلة الحالية
- "أشرف راضي": الدفاع عن مدنية الدولة أهم أهداف التحالف المدني الديموقراطي
اللواء "باقي زكي يوسف" يتحدث عن فكرته التي حققت المستحيل لهدم "خط بارليف"
أقباط مصريين في "حرب أكتوبر"
اللواء "باقي":
- انتدابي للعمل بـ"السد العالي" ساعدني على فتح الثغرات بالساتر الترابي
- "عبد الناصر" أمر بتجربة الفكرة وتنفيذها في حالة نجاحها
- الفكرة أربكت العدو وفاجئته ووفرت الوقت وحجمت الخسائر في الأفراد والمعدات إلى الحد الأدنى
أجرت الحوار: نيفين جرجس- خاص الأقباط متحدون
حرب أكتوبر أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأعادت الكرامة والعزة للمقاتل المصري، وجدَّدت الثقة في جيشنا الباسل، هذا الجيش الذي صنع المعجزة وبدَّل استراتيجيات حربية مستخدمة منذ مئات السنين، وأعطى دروسـًا فس فنون الحرب تُدرس الآن في كل الأكاديميات العسكرية، بأفكار عبقرية بسيطة استطاع جيشنا الباسل تحقيق النصر.
ومن هذه الأفكار الفكرة التي طرحها اللواء "باقي زكي يوسف" لهدم الساتر الترابي الذى كان على الشاطئ الشرقي للقناة -والذي كان برتبة مقدم وقت الحرب- هي استخدام مياه القناة وبعض طلمبات الضغط العالي، وقد حرصت صحيفة "الأقباط متحدون" على مقابلة اللواء "باقي" للحديث عن هذه الأيام الخالدة.
* كيف جاءتك هذه الفكرة؟ وكيف توقعت قبولها؟؟
** للرد على هذا السؤال يجب أن أوضح أن "خط بارليف" كان عبارة عن كثبان رملية طبيعية، مضافـًا إليها ناتج حفر وتطهير "قناة السويس"، والذي كان يوضع شرق القناة؛ لأن غرب القناة كان أرضـًا زراعية، فهذا كوَّن كثبانـًا رملية متصلة على طول حافة القناة الشرقية، والعدو رفع هذه الكثبان وقربها للمياه بزاوية ميل 80 درجة، وارتفاعات تتراوح من 12 إلى 20 مترًا، وعمق من 8 إلى 12 مترًا، ثم قاموا ببناء نقاط حصينة وقوية بمصاحبة دبابات وحقول ألغام وأسلاك شائكة لمنع أي تقدم عسكري، بالإضافة إلى القوات الاحتياطية للدبابات التي تقوم بصد أي اختراق بالتعاون مع المدفعية والطيران، وعمل من الخط الترابي، وبالتالي كان "خط بارليف" وتجهيزاته بمثابة مانع كبير يقع خلف مانع القناة؛ بغرض منع أي تفكير مصري في اقتحام القناة وعبور "سيناء".
وأضاف أن الفكرة جاءت لما كنت رئيسـًا لفرع المركبات الفرقة "19 مشاة" في إحدى تشكيلات الجيش الثالث الميداني، وكانت مواقعنا غرب القناة؛ وبصفتي رئيس فرع مركبات الغرفة كنت أمرُ على الوحدات غرب القناة، وكان يشدني شخصيـًا تطور العمل في الساتر الترابي، لأني قبل ذلك كنت منتدبـًا للعمل بـ"السد العالي"، واشتركت في أعمال التجريف، حيث أن "السد العالي" بُنيّ بتجريف ربع حجمه بالمياه؛ يعني حوالي 10 ملايين مترًا مكعبـًا، وقد صدرت تعليمات للفرقه 19 بالاستعداد للعبور، وكان على الفرقة أن تحل المشكلات التي تواجهها في العبور، وأولها التغلب على الساتر الترابي وفتح ثغرات فيه.
قائد الفرقة في دراسته لهذه المشاكل قام بعقد اجتماع، وقد حضرت هذا الاجتماع، وبدأ قائد الفرقة بشرح مهمة العبور؛ تلاها رؤساء الاستطلاع لعمليات الفرقة وشرحوا بتفصيل شديد مشاكل الساتر الترابي وتاريخه ونشأته والتطويرات التي تم إجراؤها له، وقاموا بشرح المعدات التي لدى العدو، علاوة على أفكار وتجارب الفرقة لفتح ثغرات في الساتر الترابي، والتي تركزت على الوسائل التقليدية؛ مثل المدفعية بجميع أعيرتها والقنابل والصواريخ، وكل هذه التجارب التي تمت لم تؤدي للنتيجة المطلوبة لتغيير أو تنفيذ هذه العملية، وكان أقل وقت لفتح ثغرة يتراوح بين 12 :15 ساعة، وهذه نتيجة غير مناسبة لتأمين المشاة الذين سيعبرون في مراحل العبور الأولى.
وقد شدني في الاجتماع جدًا الساتر الترابي، فطلبت الكلمة ووافق اللواء أركان حرب "سعد زغلول عبد الكريم" قائد الفرقة 19؛ فقلت إننا سمعنا من التقارير أن السد عبارة عن رمل في رمل، فالله وضع لنا المشكلة وقدم لنا الحل أسفلها، المياه الموجودة تُستخدم بطلمبات وتضخ بواسطة مدافع التجريف على الساتر الترابي القريب جدًا من حافة القناة؛ فالمياه الموجودة بضغط عالٍ ستقوم بتحريك المياه ونقلها ذاتيـًا إلى القناة، ولقد لفت كلامي انتباه القادة، حيث أن التفكير أصبح بعيدًا عن القنابل والصواريخ، فابتدأ رؤساء أفرع القيادة في مناقشته من الناحية المبدئية، ورفعوا تقريرًا إلى الرئيس "جمال عبد الناصر"، الذي أمر بدراسة الفكرة وتجربتها واستخدامها في حالة نجاحها.
* هل توقع العدو هذه الفكرة؟
** كل الدراسات كانت تشير إلى استحاله فتح ثغرة بالوسائل التقليدية، ولم يتوقعوا هذه الطريقة السهلة الغير تقلدية، وكل الوسائل التي جربها العدو على "خط بارليف" لم تستخدم هذه الفكرة؛ فقد كانت في غير الحسبان بالنسبة لهم، وأربكت العدو وفاجئته ووفرت الوقت وحجمت الخسائر في الأفراد والمعدات إلى الحد الأدنى، بحيث أن القوات الرئيسية -في وقت لم نصدقه نحن أنفسنا ولا العدو- عبرت وجهزت نفسها واستعدت للمواجهة براحة شديدة جدًا، وهاجمنا على طول الجبهة من "بورسعيد" إلى ما بعد "السويس"، والكل فتح الثغرات المطلوبة، وبدأت الحرب الساعة الثانية بعد الظهر، وفي السادسة فتحنا أول ثغرة، وفي العاشرة كنا قد فتحنا ستين ثغرة، وفي الساعة الثامنة والنصف عَبَر أول لواء مدرع، مما أربك العدو وأفقده تركيزه.
* عند تنفيذ الفكرة في حرب أكتوبر.. ماذا كان شعوركم؟ وما هي المعوقات التي قابلتكم؟؟
** في 73 كنت رئيس فرع مركبات الجيش الثالث، وكنت مسئولاً عن إلحاق نقاط النجدة على المعابر؛ لأن مستوى الجيش هو المسئول عن تأمين شرق وغرب القناة، وحينما كنت أرى هذا الساتر الترابي يذوب كالجليد في مجرى القناة، ورأيت جنودنا يعبرون، وفي ذلك الوقت شعرت بانتصار وفخر، وأن الله أتاني هذه الفكرة لأن الجميع كان يتوقع أن الساتر يحتاج لإزالته إلى قنابل ذرية، فتحت الثغرات بأقل مجهود وأبسط الترتيبات، ليست هناك مدفعية تضرب ولا قنابل، كانت الأرض عبارة عن أمان تمامـًا لكل العابرين.
* لماذا لا تشارك في القضايا الوطنية مثل الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية؟
** أنا لا أشعر بوجود فتنة؛ فأقاربي مسيحيين وأحبائي مسلمين، وكل هذا دخيل علينا، والفتنة شيئ خارج عن الطبيعة المصرية، وإذا أعطيت الموضوع أكبر من حجمه فأنت تشارك فيه.
* كيف كان تكريمك؟
** أنا كنت نائبـًا لرئيس الهيئة الفنية للمركبات، أما عن الأوسمة والأنواط التي حصلت عليها؛ فكانت نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى عن أعمال قتال في حرب 1973، ونوط التدريب والبحوث الفنية من القوات المسلحة، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية في نهاية الخدمة بالقوات المسلحة في 1/7/1984م.
* ما هي الرسالة التي خرجت بها بعد كل هذه الأحداث؟؟
** الرسالة باختصار هي "مصر فوق الجميع".
وهكذا تحقق نصر أكتوبر بأفكار أبناء مصر المخلصين؛ مسلمين ومسيحيين، لا فرق، فالكل يخدم بلاده ويدافع عن تراب بلاده، وبالفكر والتركيز والدراسة والوعي والحب استطعنا تحقيق نصر أكتوبر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :