الأقباط متحدون | القديس مارمرقس الرسول وتأسيس كنيسة الاسكندرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٥ | الاثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥ | ٣٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤١ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

القديس مارمرقس الرسول وتأسيس كنيسة الاسكندرية

الاثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠١: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد كامل 
تفتخر الكنيسة القبطية الآرثوذكسية بأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول نفسه ؛ أحد رسل السيد المسيح المدعوين بالحواريين ؛ ومن هنا فهي تعتبر واحدة من أقدم كنائس العالم بعد كنيسة أورشليم وكنيسة إنطاكية ؛ أما عن مارمرقس "مرقس كلمة يونانية معناها مطرقة" الرسول نفسه فهو أساسا يهودي من سبط لاوي ؛ولد في مدينة القيروان "أحدي الخمس المدن الغربية " من أسرة متدينة ميسورة ؛ تعلم اللغات العبرية واليونانية واللاتينية حتي أتقنها جميعا ؛ وتذكر بعض المراجع أن بعض القبائل البربرية قد هجمت علي الأسرة ونهبت كل ممتلكاتها ؛ فأضطرت إلي الهجرة إلي فلسطين ؛ وهناك تقابل مع السيد المسيح ؛ وصار بيته هو المكان الذي صنع فيه السيد المسيح عشاء الفصح الأخير ( وهو المعروف في المصطلح الكنسي بخميس العهد) .

أما عن قصة تأسيسه كنيسة الإسكندرية ؛ فتذكر كتب التاريخ أن مرقس الرسول جاء إلي مدينة الإسكندرية حوالي عام 61م تقريبا ؛ وبينما كان يتمشي علي البحر ؛ وبينما هو يتأمل ويصلي في ما هو المدخل المناسب لكي يكرز بالمسيحية في تلك المدينة المتعددة الثقافات والحضارات ؛ ففيها مدرسة الإسكندرية بمدارسها الفلسفية العريقة كالإفلاطونية والفيثاغورية والرواقية والأبيقورية ..... ألخ؛ وفيها أكبر وأهم مكتبة في العالم "مكتبة الإسكندرية القديمة " ؛ حدث ان تهرأ حذائه من كثرة المشي ؛ فتوجه إلي أسكافي يدعي "أنيانونس" أو "حنانيا" ؛ وبينما هو يصلح الحذاء حدث أن دخل المخراز في يده ؛ فصرخ تلقائيا من شدة الألم قائلا "يا الإله الواحد " ؛ وهنا أخذ مارمرقس قليلا من طين الأرض وتفل عليه ؛ ثم دهن يده المصابة فشفيت في الحال ؛ وهنا تعجب أنيانوس من أين له هذه القدرة العجيبة علي الشفاء ؛ فدعاه إلي زيارة منزله في الإسكندرية ؛ وهناك عرفه تعاليم المسيحية حتي آمن وأعتمد هو وأهله كلهم ؛ وصار أنيانوس هو البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي المرقسي ؛ ثم أسس مارمرمرقس بعدها مدرسة لاهوتية لتعليم الإيمان المسيحي ؛ وعهد بإدارة المدرسة إلي القديس يسطس( 122-130م ) البابا السادس من بطاركة الكنيسة القبطية ؛ وهذه هي المدرسة التي عرفت في التاريخ المسيحي ب"عقل العالم المسيحي " ؛ و صار كثير من مديري المدرسة بطاركة للكرسي المرقسي أومانيوس (130-142 م) البطريرك السابع ؛ ومركيانوس البطريرك الثامن ( 142-151 م) وياروكلاس البطريرك الثالث عشر (231-247م ) وديونيسيوس البطريرك الرابع عشر ( 247- 264 م) .

وأستمر مارمرقس في كرازته وتبشيره بالمسيحية في مدينة الإسكندرية حتي أستشهد عام 68 م تقريبا ؛ وقصة أستشهاده كما ترويها كتب التاريخ انه بينما كان يصلي قداس العيد الفصح في ليلة 25 ابريل ؛ وتصادف أن كان في نفس الليلة عيد الإله سرابيس ؛فأغتاظ الوثنيين جدا لنشاطه ؛فهجموا علي الكنيسة أثناء صلاة العيد وربطوه بحبل ضخم ؛وجروه في شوارع وطرقات مدينة الإسكندرية ؛ وظلوا يسحبونه بعنف حتي سال دمه علي الأرض ؛ ثم ألقوه في سجن مظلم حتي صباح اليوم التالي ؛ وفي صباح اليوم التالي رجع الوثنيون مرة أخري ؛وكرروا نفس الكرة مرة ثانية ؛وهو في كل ذلك كان يصلي ويطلب لهم المغفرة . وأخيرا أستودع القديس روحه الطاهرة في يد الله ؛ونال أكليل الشهادة ؛وتعيد له الكنيسة يوم 30 برمودة .

ولقد ظل جسد القديس مرقس ورأسه معا في تابوت واحد ؛حتي عام 644م ؛ محفوظين في كنيسة تدعي بوكاليا (دار البقر) ؛وكانت تطل علي الميناء الشرقي في نفس المكان الذي أستشهد فيه مارمرقس

. وبعد الانشقاق المسكوني الذي حدث عقب مجمع خلقدونية عام 451م ؛وقعت كنيسة بوكاليا في يد الروم الملكيين (ما يقابل الروم الآرثوذكس حاليا ) وقصة انفصال الجسد عن الرأس كما ترويها كتب التاريخ ؛أنه حدث في عام 644 ؛دخل أحد اللصوص علي كنيسة مارمرقس ؛ووضع يده في التابوت ؛فأخذ الرأس وخبأها في مركبه ؛ وعندما عزمت المركب علي السير ؛لم تستطع الحركة مطلقا ؛فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها ؛فوجد البحارة الرأس مخبأ .

فأستحضر عمرو بن العاص من كان السبب في السرقة ؛فأعترف بعد وقت بالسرقة ؛فضربه وأهانه . وسأل عمرو بن العاص عن بطريرك الأقباط ؛وكان هو البابا بنيامين البطريرك 38 ( 622- 661)وكان هاربا في أحد أديرة الصعيد فأستدعاه بن العاص ؛وسلمه الرأس المقدسة ؛ وأعطاه مبلغ عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة علي أسم مارمرقس تحفظ فيها الرأس المقدسة ؛ وتروي كتب التاريخ أن كل بطريرك جديد كان يتوجه ثاني يوم رسامته إلي الأنبوبة المحفوظ فيها رأس القديس مرقس ؛ ويقبلها ؛ ويغير الكسوة القديمة بكسوة جديدة ؛ وهكذا يتبارك البطريرك الجديد من رأس القديس مرقس ؛ولهذا السبب يدعي خليفة مارمرقس الرسول . 
نشرت بجريدة الشروق يوم الأحد الموافق 25 مارس 2012




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :