الأقباط متحدون | مقاطعة قوم عند قوم مقاعد!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٦ | الاثنين ٢ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٣ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٤ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

مقاطعة قوم عند قوم مقاعد!

الاثنين ٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ٤٨: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى
يقول المثل العربى المعروف "مصائب قوم عند قوم فوائد".  وفى الايمان المسيحى هناك مبدأ يقول ان كل ما يعمل يعمل للخير.  المسيحى يؤمن ان الله يمسك بدفة الكون ويديره بما يحقق مشيئته الصالحة.  وليس فى هذا ما يناقض منح الانسان حرية الارادة ليعمل ما يشاء ويتحمل نتيجة عمله.  ولكن الله فى علمه السابق يعرف المستقبل وهو يستخدم تصرفات الناس بما فيها السىء لتنميم مخططاته الكلية.  والله، الذى منح الانسان حرية الارادة، احيانا يسلم الانسان لشر اعماله ليذوق طعم خياراته " وَكَمَا لَمْ سْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ". رومية 1 : 28.
الأمر الذى اذهلنا هو كيف تم التخلص من كابوس الاخوان الذى لم يكن يتصور احد حدوثه خاصة انهم ظلوا 80 سنة ينتظرون هذا اليوم وعندما تحقق حلمهم تبخر من بين ايديهم.  وكان العامل الاكبر فى سقوطهم هو اساءتهم هم للسلطة التى وجدوا انفسهم فجأة يمتلكونها.
ومن وقتها وكل عملياتهم الارهابية التى استهدفت مصر بكل ابنائها كانت تسىء لهم قبل غيرهم.  كان ارهابهم يملأ كاس غضب هذا الشعب الذى اعطاهم الفرصة ليثبتوا صدق شعارهم انهم يحملون الخير لمصر.  ولكن الايام اثبتت كذبهم والذى ما كان  ليظهر الا عن طريق وضعهم امام المحك الذى كشف حقيقتهم للجميع.
وتستمر العناية الالهية لتعمل من وراء الستار وفى هذه المرة خلال الانتخابات النيابية الاخيرة.  وحتى تتم الضربة القاضية انسحب الاخوان ولم يتبقى على الساحة من جماعات الاسلام السياسى غير السلفيين الذين لم يكن لديهم ما كنا نخشاه من تأثير.
بالتاكيد كان هناك تزايد فى وعى الشعب ازاء تيار الاسلام السياسى ولكن قرار المقاطعة الذى اعلنه الاخوان كان له تأثيره الاكبر.  هذا القرار منع الاخوان والمتعاطفين معهم من الذهاب للتصويت.  ونتج عن هذا ان من ذهبوا للتصويت كانت النخبة المثقفة وغيرهم من المسلمين المعتدلين.  وبذلك اصبح المجال فسيحا للفئات المهمشة مثل المرأة والاقباط والشباب.  وهذا يفسر نجاح 23 قبطيا فى الوصول الى الاعادة فى المرحلة الاولى.
ويفسر الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أسباب اختفاء جمهور النور إلى تمزق التيار السلفي إلى عدة تيارات، فسلفيو القاهرة ابتعدوا عن سلفيي الإسكندرية وانقسموا ما بين الانضمام للتحالف الوطني لدعم الشرعية، أو الانعزال والبعد عن السياسة كالشيخ أبو إسحاق الحويني واتباعه.
ولكن هذه النتيجة قد جعلت التيار الاسلامى المتشدد يراجع نفسه.  وقد رصدت حملة "راقب يا مصرى" للانتخابات تحركا مكثفا للجان الإلكترونية التابعة للدعوة السلفية، في جولة الإعادة للمرحلة الأولى، مستخدمين شعارات مثل (غزوة الصناديق).
وهاجم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، المقاطعين للانتخابات، بعد فشل حزب النور في المرحلة الأولى بالانتخابات. وقال برهامي، عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هنيئا لمهندسي انتخابات 2015 ولكل المقاطعين والإعلام المأجور والإخوان وأتباعهم وشيوخ السلفيين المقاطعين وأتباعهم وكل عامل بأجهزة الدولة لم يؤد الأمانة ولم يعدل بين الناس فيما ولي وكل مرتشي". واضاف "لقد نجحت في إقصاء حزب النور عن تمثيل الحركة الإسلامية بأقل من عُشر وجودها في المجتمع وها هو الملياردير العالمي ساويرس يستعد لتشكيل حكومة مصر فلا تلوموا إلا أنفسكم ولتلمكم الأجيال القادمة حين تصبح آلام اليوم هي أحلام الغد لأنكم رفضتم أو قصرتم في قراءة الواقع فلم تصيبوا الشرع."    وفى هذا اشارة الى حزب المصريين الاحرار الذى اسسه المهندس نجيب ساويرس والذى قد فاز ب 41 مقعدا فى انتخابات المرحلة الأولى.
وكان نتيجة هذا الحشد الطائفى لتيار الاسلام السياسى ان حدثت انتكاسة للنجاح المبدئى فى انتخابات المرحلة الاولى ففى انتخابات الاعادة لم ينجح الا 3 اقباط فقط من مجموع 23 قبطيا دخلوا مرحلة الاعادة مع ان عددا كبيرا منهم كان على راس قائمة الفائزين.  وكانت التوقعات ان يفوز من 6- 10 اقباط.  ويضاف الى هؤلاء ال 3 الناجحين فى الفردى 12 قبطيا نجحوا بالقوائم وبذلك يصبح اجمالى عدد الاقباط الفائزين بالمرحلة الاولى 15 قبطيا وهو عدد جيد نسبيا خاصة عندما يضاف له من سينجحوا فى المرحلة الثانية.  فاذا نجح الاقباط فى الحصول على عدد مشابه فى المرحلة الثانية يكون هذا معناه تواجدهم فى البرلمان باكبر نسبة فى التاريخ المعاصر، وان كانت ما تزال اقل من نسبتهم العددية.  ولكن لا ننسى ان العدد وصل الى هذا عن طريق مقاعد الكوتة والتى ينص الدستور على انها لمرحلة انتخابية واحدة.  فهل بعد هذا سنعود الى ما كنا عليه قبلا؟  لذلك يلزم استمرار الكوتة والى ان يتعود الناخب المصرى على انتخاب الصالح بغض النظر عن انتمائه الدينى.
هذا ومن المتوقع ان تكون الجولة الثانية مختلفة عن الجولة الاولى.  فلابد ان التيار الاسلامى المتشدد سيعيد النظر فى استراتيجيته التى ادت الى خسارته الفادحة.  ومن المحتمل ان  يعدلوا عن المقاطعة ويذهبوا للتصويت بكل قوتهم لترجيح الكفة لصالحهم.
ولذلك اطالب ان تبذل الأطراف الاخرى التى يهمها عدم سيطرة التيار الاسلامى  جهدا مضاعفا فى الجولة الثانية ولا يدعوا الاطمئنان يدفعهم الى التكاسل.  المعركة لم تحسم بعد ولن تحسم الا بعد اعلان النتيجة النهائية.
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :