الميكافيلية فى مصر
بقلم: مدحت قلادة
يفهم العديدين خطــأ كلمات المفكر نيقولا ميكيافيلى" الغاية تبرر وسيلة " معتقدين انها تمثل النموذج الامثل الحى للانتهازية وهذا فهم خاطىء، فما ذكره ميكيافيللى ينطبق علي الدولة ولا ينطبق على الأفراد وهناك حدود لتطبيق هذا المبداء الميكافيلى واسهب الراحل الدكتور احمد البغدادي فى شرح الالتباس فى فهم نظرية ميكيافيلى في مقالته بعنوان " ميكيافيلى وقيم الدولة " ووضح ان فكر ميكيافيلى ان هدف الحاكم الاكبر هى الحفاظ على كينونة الدولة وحمايتها من الاعداء المتربصين لها، وحب الشعب للحاكم ليس الهدف بل الهدف هو حماية الدولة، ولكن العديدين من الأفراد يطبقون نظرية ميكافيلى تطبيقا خاطئا غير مفرقين بين مايحق للافراد كافراد ومايحق للدولة ، فهذه العينة من البشر يطلق عليها " الانتهازيين" أصحاب أيدلوجية " الغاية تبرر الوسيلة ".
سمات الشخص الانتهازي
الشخص الانتهازي يُعَرفّ بأنه شخص نرجسي لا يرى سوى نفسه ، ونفسه محور كل افعاله ، ولدية استعداد فطري ليُسخر الأخريين لتحقيق مآربه بلا آدني شعور بالذنب، ذو قدرة غريبة على التلون بكل ألوان الطيف ليحقق ما يصبوا إلية بكل الطرق الشريفة و الغير شريفة فالشخص الانتهازي ليس له مبدأ أو دين، وهدفة الرئيسى تحقيق ذاته على حساب الاخرين .
والانتهازية مرض مزمن يصيب الأفراد والجماعات بل والدول أيضا، فالانتهازيين منهم الموظف البسيط العادى والرئيس أو الملك، والجماعات خاصة في حالة توحد أيدلوجيتها وتطابق اجندتها فعلى سبيل المثال لا الحصر من مرضى الانتهازية .
الانتهازية الدينية
يسخر معتنفى الانتهازية الدينية جميع امكانياتهم من تسخير الغير لتحقيق ماربهم مستعينين بالطرق المشروعة والغير مشروعة لذلك، ولهم قدرة فائقة في التلون بكل الألوان فتجدهم مرة يتعاونون مع التيارات المختلفة لايدلوجيتهم الدينية ايضا من احزاب وونقابات وصحف بهدف تحقيق موحهم السياسية، يتعاونون فى الخفاء وعلنا احيانا كثيرة ايضا بهدف تحقيق رغبتهم وهو السطو على الحكم مسخرين الدين والشعارات الرنانة لدغدغة مشاعر البسطاء من المواطنين رافعين شعار الديمقراطية والاصلاح الدستورى! ومصلحة المجتمع والوطن .. " رغم تعارض شعارات الديقراطي والاصلاح الدستورى لايدلويتهم وخطابهم الاعلامى سابقا.." وحين ينالون هدفهم لن يفيق المجتمع من الكارثة ومثال دول الجوار واقع مرير وصورة قبيحة للانتهازية الدينية!!.
الانتهازية السياسية
صورة واضحة للانتهازية الانظمة القمعية تتعاون مع الكل وتعلب بكل الاطياف السياسية بهدف ابقاء الحال كما هو علية فتارة تتعامل مع الاعداء والمجموعات الارهابية لتجديد قوانين تحد من الحريات لكى لايعلوا صوت غير صوت الطوارىء..كما تقوم اجهزتها الامنية والدعائية بجراء اخصاء سياسيا لشعبها ولدينا صورة واقعية من مصرنا الحبيبة عن اصحاب الانتهازية السياسية.
ففى تاريخ مصر الحديث
الرئيس السادات باعث جماعات الاسلام السياسي تعاون منذ يومه الأول مع جماعات الاسلام السياسي إخوان مسلمين والجهاد والسلفيين ... الخ " لضرب الحركات اليسارية، ففى عام 1980 غير الدستور المصري باضافة ال للمادة الثانية لكسب جمهور الاسلام السياسي كما عدل فى مدة الحكم لرئيس الجمهورية ليمكن نفسه من حكم مصر مدى الحياة فعدل الدستور كل ذلك بهدف بقاءة على كرسى الحكم مدى الحياة والقضاء على المعارضين السياسيين على حساب مصر والمنطقة يتقوية جماعات الاسلام السياسي والقضاء على دولة المواطنة والحريات .
أخيرا إن منطقتنا الحزينة مملوءة بالانتهازيين أصحاب مبدأ " الغاية تبــرر الوسيلة " غير مدركين أن نظرية الغاية تبرر الوسيلة تصلح للدولة ولا تصلح للأفراد وما ينطبق على الدولة لاينطبق على الأفراد فالانتهازية مرض نرجسي سادي يصاب بها كل من حول المريض وتكون الخسارة فادحة لو أصيب بها مسئول، أما إذ أُصيب بها حاكم وديكتاتور فالنتيجة الخراب الشامل الكامل انظر حولك...
Medhat00_klada@hotmail.com
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :